لبنان: لماذا أثارت صور السفارة الأمريكية الجديدة الجدل؟
أثارت الصور الجديدة لمبنى السفارة الأمريكية قيد الإنشاء في لبنان، جدلا واسعا وانقساما في لبنان حول الهدف من وجود مبنى بهذه الضخامة في بلاد الأرز.
وكانت السفارة الأمريكية في بيروت قد نشرت عبر حسابها على تويتر صورا تظهر تسارع عملية بناء السفارة في منطقة عوكر الواقعة على بعد 13 كم شمال بيروت.
وأظهرت الصور المنشورة المرحلة التي وصلت إليها عملية بناء السفارة الأمريكية في لبنان.
وتبلغ مساحة السفارة الجديدة حوالي 90 ألف متر مربّع من المباني (المسقوفة)، و120 ألف متر مربّع من المساحات المكشوفة. ويقوم ببناء هذا المشروع مكتب عمليّات البناء ما وراء البحار OBO في الخارجية الأمريكية.
“سفارة أم قاعدة عسكرية؟”
نشر السفارة الأمريكية لصور عملية البناء لم يمر مرور الكرام عبر مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان.
وبدأ نشطاء بتداول صور السفارة الأمريكية الجديدة بكثافة.
وأبدى كثيرون استغرابهم من الحجم الكبير للسفارة في بلد صغير مثل لبنان.
وتسألوا عن “السبب وراء بناء سفارة بهذا الحجم في إحدى أصغر الدول في المنطقة”.
ورأى آخرون أن تعبير “مبنى سفارة” غير دقيق، ووصفوا المبنى الجديد بالقاعدة العسكرية تحت غطاء ‘السفارة’ وأضافوا: “السفارة ليست بحاجة لكل هذه المساحة والمباني لتقوم بعملها”.
وطالب مغردون الحكومة اللبنانية “بتوضيح سبب قبولها وتسهيلها لمعاملة بناء السفارة الأمريكية الجديدة”.
وعبر كثيرون عن غضبهم من الضرر البيئي للمبنى الجديد.
واستغرب سليم عون، النائب عن التيار الوطني الحر، عدم تحرك من أسماهم “الغيارى على البيئة” من البناء الضخم للسفارة الأمريكية في عوكر.
وأضاف: “لم نسمع صوت أي أحد يسأل عن الأثر البيئي وعن قطع الأشجار وإزالة جبل بكامله وعن الرخص القانونية.”
وغرد البعض بسخرية مقارنين مبنى السفارة اللبنانية بواشنطن بمبنى السفارة الأمريكية الجديدة في لبنان.
“منظر أثلج قلوبنا”
من جهة أخرى نشر القاضي بيتر جرمانوس، وهو مفوض الحكومة السابق لدى المحكمة العسكرية، صورة للسفارة الأمريكية الجديدة في لبنان مع تعليق “منظر هذه الجبال الشامخة أثلج قلوبنا”، وهو ما اعتبره كثيرون إشادة من جرمانوس بتوسع الدور الأمريكي في لبنان.
وفي نفس السياق قال البعض إن “هذا المرفق الدبلوماسي الفريد من نوعه في المنطقة.. يؤكد الالتزام الطويل بالشراكة بين لبنان والولايات المتحدة.”
ورأى آخرون أن المبنى الجديد “عمل حضاري جميل للبنان عجزت عنه الطبقة الفاسدة”.
واعتبر مغرد آخر أن “تسريب هذه الصورة رسالة الى الصديق كما العدو بأن الولايات المتحدة لن تترك لبنان”.
وكانت السفارة الأمريكية في بيروت، قد أحيت قبل أسابيع، الذكرى الأربعين لتفجير مبنى السفارة الأمريكية في بيروت في 18 من أبريل/نيسان 1983 الذي أسفر عن مقتل 63 شخصاً.
وتحمل الولايات المتحدة حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، مسؤولية التفجير.
وينفي حزب الله وإيران ضلوعهما في الهجوم.