كاستيانوس… من المجهول إلى سجلات التاريخ برباعيته في ريال مدريد
كاستيانوس… من المجهول إلى سجلات التاريخ برباعيته في ريال مدريد
النادي الملكي يرفع راية الاستسلام في المنافسة على اللقب الإسباني
الخميس – 7 شوال 1444 هـ – 27 أبريل 2023 مـ رقم العدد [
16221]
كاستيانوس مهاجم «جيرونا» دخل التاريخ من أوسع أبوابه برباعيته في مرمى «ريال مدريد» (أ.ف.ب)
مدريد: «الشرق الأوسط»
دخل مهاجم «جيرونا» الأرجنتيني فالنتين «تاتي» كاستيانوس، التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما بات أول لاعب يسجّل رباعية «سوبر هاتريك» في مرمى «ريال مدريد»، بـ«الدوري الإسباني لكرة القدم»، منذ عام 1947، خلال فوز فريقه على ضيفه «النادي الملكي» 4 – 2، في المرحلة 31، مساء أول من أمس.
قدّم المهاجم، ابن الـ24 عاماً، عرضاً قاتلاً ليصعق حامل اللقب، ويقضي فعلياً على أي آمال متبقية لرجال المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، في الدفاع عن لقبهم ضد الغريم التقليدي «برشلونة» المتصدر.
سجل كاستيانوس، الذي يلعب مع «جيرونا» بالإعارة قادماً من «نيويورك سيتي إف سي» الأميركي، هدفين في كل من شوطي المباراة، وقاد فريقه إلى فوز تاريخي.
وكان آخِر مَن سجل «سوبر هاتريك» في مرمى نادي العاصمة مدريد في «لا ليغا» هو لاعب «ريال أوفييدو» إستيبان إتشافاريا عام 1947 (فاز أوفييدو 7 – 1)، علماً بأن مهاجم «برشلونة» الحالي البولندي روبرت ليفاندوفسكي نجح في تحقيق هذا الإنجاز أمام «ريال» في «دوري أبطال أوروبا» عام 2013، عندما كان يدافع عن ألوان فريق «بوروسيا دورتموند» الألماني، كما بات كاستيانوس سادس لاعب يسجل رباعية بمرمى «ريال» في تاريخ «الدوري الإسباني».
استهلّ كاستيانوس مهرجانه التهديفي برأسية في الدقيقة 12، وأضاف الثاني من تسديدة مرّت بين قدميْ حارس «ريال» الأوكراني أندري لونين، في الدقيقة 24.
شكّل المهاجم الأرجنتيني كابوساً حقيقياً للمدافع البرازيلي إيدر ميليتاو؛ بفضل تحركاته، ليرفع رصيده إلى 3 أهداف، بعد 36 ثانية فقط من صافرة بداية الشوط الثاني، واختتم استعراضه برابع الأهداف من مسافة قريبة، بعدما تخلّص بسهولة من المدافع البرازيلي في الدقيقة 62.
حيّت جماهير ملعب «مونتيليفي» كاستيانوس، أثناء خروجه، بعدما قرر المدرب ميتشل استبداله في الدقيقة 72. وقال الأرجنتيني، المنتشي بإنجازه: «كانت أمسية حلم، خضنا مباراة رائعة ضد أحد أفضل الأندية في العالم، لقد كانت ليلة ساحرة». وتابع: «لم أتخيل هذا قط، أشارك جماهيرنا الاحتفال بهذا الإنجاز، أشكر الأشخاص الذين أرسلوا لي الدعم، عائلتي والناس في الأرجنتين، يدعمونني دائماً، وهذا أمر أساسي».
ورغم فوز كاستيانوس بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هدّاف في «الدوري الأميركي»، بتسجيله 19 هدفاً في 32 مباراة عام 2021، فإن ذلك لم يكن كافياً للمدرب ليونيل سكالوني لاستدعائه إلى صفوف المنتخب الأرجنتيني.
قبل عام، سجل كاستيانوس رباعية لصالح «نيويورك سيتي»، بمواجهة «ريال سولت ليك»، إلا أنه أكد أن الإنجاز الذي حققه أمام «ريال مدريد» هو مستوى آخر من المنافسة. وأوضح: «هي أيام مختلفة، لقد كان حلماً؛ أن أسجل أمام ريال مدريد، لكن أن أسجل 4 أهداف فهذا يفوق الخيال، لا يمكنك حتى تخيل ذلك». وأردف: «أنا سعيد جداً لكل شيء، للجماهير ومن أجل زملائي».
وبرباعيته رفع كاستيانوس رصيده إلى 11 هدفاً في 29 مباراة خاضها في «الدوري الإسباني»، هذا الموسم.
وتصدَّر المهاجم الأرجنتيني عناوين الصحف الإسبانية، عندما أهدر فرصة محقَّقة أمام مرمى «برشلونة» على ملعب «كامب نو»، في تعادل سلبي لفريقه في أبريل، حيث شاهده رفاقه وهو يبكي في غرفة تبديل الملابس مع نهاية اللقاء. ونتيجة لما حصل، أغلق المهاجم حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب انتقادات لاذعة طالته من بعض الجماهير عبر الإنترنت. وعبَّر المدرب ميتشل عن سعادته لإنجاز كاستيانوس، بعد الأداء الرائع الذي قدَّمه ضد «ريال»، وقال لاعب خط الوسط السابق والمدرب الحالي: «عندما يتعلق الأمر بعمله فلا بد من الاعتراف بأن تاتي يقدم أداء جيداً للغاية، بصرف النظر عن الأهداف». وتابع: «أنا سعيد من أجله؛ لأنه بعد مباراته ضد برشلونة، وإهداره فرصة محقَّقة، قام بإغلاق وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به. أخبرته أن يتحلى بالهدوء، فهذا أول موسم له في أوروبا». واحتفل لاعبو «جيرونا» على أرض الملعب، بعد الفوز على «ريال»، حيث كان كاستيانوس، الذي قدّم خدمة كبيرة لـ«برشلونة» الساعي للفوز بلقب الدوري، حديث الساعة وبطل هذه الأمسية، ليتناسى الجميع ما أهدره أمام النادي الكاتالوني، في لحظة أصبحت من الماضي البعيد.
في المقابل دفع «ريال مدريد» ثمن غياب عدد من لاعبيه الأساسيين، سواء بسبب الإصابة أم تفضيل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إراحتهم من أجل نهائي الكأس المحلية أو معركة نصف نهائي «دوري الأبطال» المقبلة أمام «مانشستر سيتي» الإنجليزي، على غرار المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة للإصابة، والحارس البلجيكي تيبو كورتوا الذي تعرَّض لوعكة صحية. كما قرر المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إبقاء الفرنسييْن إدواردو كامافينغا وأورليان تشواميني على مقاعد البدلاء، ودفع بالثلاثي الهجومي البرازيليين فينسيسوس جونيور، وردريغو، وأسنسيو.
واعترف أنشيلوتي، بعد الهزيمة الثقيلة، بأنه عاش «أمسية صعبة»، وقال: «نعتذر لجماهيرنا، قدَّمنا مباراة سيئة دفاعياً. مع الكرة لعبنا بشكل جيد، خصوصاً في البداية… سجلوا هدفين من هجمتين سريعتين، وحاولنا العودة، ولكن بفضل مهاراتنا الفردية وليس بصفتنا فريقاً متحداً». وتابع: «شعرنا بالتوتر منذ البداية، وفقدنا السيطرة قليلاً، وعندما شعرنا بأن الاستراحة يمكن أن تفيدنا، استقبلنا الهدف الثالث وتعقّدت المباراة… إذا لم نلتزم بالدفاع، فإننا سنواجه صعوبة في الفوز بالمباريات. إذا التزمنا، فسنربح جميع المباريات. هذا هو المفتاح…».
وهي المباراة الثالثة على التوالي التي لا يخسر فيها نادي «كاتالونيا» أمام «ريال» (فاز «جيرونا» 2 – 1 العام الماضي، وتعادل 1 – 1 ذهاباً هذا الموسم في المرحلة 12)، بعدما كان النادي الملكي قد حسم المباريات الـ4 السابقة لصالحه. وباتت آمال «ريال» بالاحتفاظ بلقبه شبه مستحيلة، بعدما تجمّد رصيده في المركز الثاني عند 65 نقطة، متأخراً بفارق 11 نقطة عن غريمه «برشلونة» المتصدر، ومن الممكن أن تصبح 14، حال فوز الأخير على «رايو فايكانو». في المقابل، تقدَّم «جيرونا»، الذي حقق فوزه الـ11، هذا الموسم، للمركز الـ9 مؤقتاً، برصيد 41 نقطة.
رياضة