زلزال تركيا وسوريا: وصول طائرة مساعدات سعودية إلى حلب ووفد من الأمم المتحدة يدخل مناطق المعارضة
دخلت عصر الثلاثاء أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة عبر معبر باب السلامة الحدودي بين تركيا ومناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال سوريا.
يأتي ذلك بعد دخل وفد أممي عبر معبر باب الهوى إلى مناطق سيطرة الفصائل الجهادية لأول مرة منذ الزلزال، بهدف “تقييم” الأضرار، ظهر اليوم.
وهذه أول مرة تدخل فيها الأمم المتحدة مساعدات عبر باب السلامة، منذ توقفها عن استخدامه العام 2020، جراء ضغط روسي على مجلس الأمن الدولي، أدى إلى تعديل آلية إيصال المساعدات عبر الحدود.
قبل الزلزال كانت المساعدات الإنسانية لشمال غرب سوريا تدخل من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.
في الأيام الأخيرة، تكثّفت الدعوات لفتح معابر جديدة بين تركيا وشمال غرب سوريا.
ومنذ الإثنين، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ الرئيس السوري بشار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غرب سوريا لإدخال مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال.
وجدّد سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بسام الصباغ أمام الصحافة بعد اجتماع مجلس الأمن، التأكيد على أن دمشق ملتزمة “بإيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين أينما كانوا على الأراضي السورية”.
وأطلق غوتيريش الثلاثاء نداءً طارئاً لجمع نحو 400 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا على مدى ثلاثة أشهر.
وتأتي زيارة الوفد الأممي إلى سوريا بعدما أثار تأخر الأمم المتحدة في إدخال قوافل مساعدات إغاثية استجابة للزلزال إلى مناطق الشمال السوري المتضررة بشدّة، استياءً واسعاً.
وكان العديد من السوريين غاضبين من نقص المساعدات لبلدهم الذي مزقته الحرب.
وألقت حكومة الرئيس بشار الأسد باللوم في الصعوبات في جهود الإنقاذ على تأثير العقوبات الغربية المفروضة على البلد.
لكن منظمات الإغاثة الدولية تقول إن العوائق الرئيسية هي سوء إدارة حكومة الأسد ورفضها التعامل مع جميع مناطق البلد.
ووجهت منظمات إغاثية محلية وناشطون معارضون انتقادات إلى الأمم المتحدة لتأخرها في إرسال قوافل مساعدات إغاثية وإنسانية استجابة للزلزال إلى مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة دمشق.
ويقطن في تلك المناطق أكثر من أربعة ملايين شخص، قرابة ثلاثة ملايين منهم في إدلب (شمال غرب) نصفهم تقريبا نازحون، بينما يقيم 1,1 مليون في شمال حلب (شمال).
هبطت طائرة سعودية تحمل مساعدات لمنكوبي الزلزال المدمّر الثلاثاء في مطار حلب الدولي، وفق ما أفاد مسؤول في وزارة النقل السورية.
وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس “هذه أول طائرة آتية من السعودية تهبط على الأراضي السورية منذ أكثر من عشر سنوات”.
وتحمل الطائرة السعودية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”، “35 طناً من المساعدات الغذائية”.
ونشرت “سانا” صوراً تظهر فريقاً من الهلال الأحمر السوري في استقبال مسؤولين من الهلال الأحمر السعودي كانوا على متن الطائرة.
يأتي ذلك في إطار عدد من المساعدات العربية التي تصل إلى سوريا، منذ الزلزال المدمّر، إذ فعّلت الإمارات جهود إغاثة في سوريا وتقدّم مساعدات قالت إن قيمتها لن تقلّ عن مئة مليون دولار.
وبعد أسبوع على الزلزال العنيف الذي بلغت قوته 7.8 درجات وضرب تركيا وسوريا، تجاوزت حصيلة الضحايا 35 ألف شخص في البلدين، وفق أحدث حصيلة غير نهائية، حذّرت الأمم المتحدة من أنها قد “تتضاعف”.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من سبعة ملايين طفل تأثروا بالزلزال، معربة عن مخاوف من أن يكون “الآلاف” غيرهم لقوا حتفهم.
وتقوم فرق الإنقاذ في كلا البلدين الآن بإنهاء عمليات الإنقاذ، إذ تتضاءل فرص العثور على المزيد من الناجين.
وفي حديث لبي بي سي، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش، عن التوصل إلى اتفاق لفتح المعابر: “نأمل أن تستمر الاتفاقية طالما نحتاج إلى استخدامها. سنبدأ في استخدامها في أسرع وقت ممكن ولا أريد وضع أي افتراضات، الشيء الوحيد الذي أريد أن أفترضه هو أن الناس سينحون السياسة جانبا، بصرف النظر عن موقفهم في هذا الصراع “.
ودافع دوجاريك عن التأخير بانتظار سماح سوريا بفتح المعابر: “نفهم أن منظمات الإغاثة الأخرى غير المنتمية إلى الأمم المتحدة تستخدم هذه المعابر الحدودية. علينا أن نعمل في حدود معينة، هذه هي طبيعة الأمم المتحدة”.
وفي الأيام القليلة الأولى بعد الزلزال، وصلت بعض الإمدادات إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا، بشكل أساسي من دول صديقة مثل روسيا وإيران والإمارات.
لكن المناطق المدمرة التي يسيطر عليها المتمردون في الشمال الغربي من سوريا لا تزال معزولة عملياً.
ويرجع ذلك لأن المساعدات الإنسانية الدولية لهذه المناطق لا يمكن أن تصل إلا عبر معبر واحد من تركيا أو عبر المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا.