رمسيس الثاني: ما قصة مقاطع فيديو متداولة تظهر تساقط الأمطار على تمثاله داخل المتحف المصري الكبير؟
تداول رواد منصات ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر مقاطع مصورة تظهر تمثال رمسيس الثاني في المتحف المصري الكبير وهو مغمور بالمياه نتيجة تساقط الأمطار عليه من سقف المتحف، فقد شهدت البلاد خلال الأيام القليلة الماضية هطول أمطار غزيرة في مختلف مناطقها.
فقد أثارت مقاطع فيديو، توضح امتلاء قاعة في المتحف بمياه الأمطار، جدلاً بين المعلقين الذين أعربوا عن غضبهم لتعرض هذا المَعلم التاريخيّ للإهمال وسوء التصميم، على حد تعبيرهم.
ومن جهة أخرى، دافع آخرون في تعليقاتهم عن الحادثة بالقول إن “تمثال رمسيس لا يتأثر بمثل هذه العوامل الجوية”، وأكدوا أن ذلك لا يعتبر تسرباً لمياه الأمطار بل “إن المتحف مصمم بهذا الشكل لأسباب هندسية”.
المتحف المصري الكبير في سطور
- يقع المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة في منطقة ميدان الرماية غرب العاصمة المصرية القاهرة.
- بدأ بناء المتحف بوضع حجر الأساس عام 2002 على مساحة تُقدر بنحو 117 فداناً أي حوالي 300 ألف متر مربع.
- مر المتحف عبر 20 عاماً بعدد من المراحل الإنشائية، من البناء والتشييد للمرافق كافة وإعادة التصميم.
- نقلت بعض الآثار إلى المتحف وأبرزها تمثال رمسيس الثاني، وبعض آثار الأقصر والمتحف المصري الواقع بجانب ميدان التحرير.
- أُنشئ المتحف المصري الكبير ليكون أحد أكبر متاحف الشرق الأوسط والعالم، ليستوعب 5 ملايين زائر سنوياً.
- يضم المتحف الآن أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية.
غضب وسخرية عبر مواقع التواصل
عبر عدد من رواد منصة تويتر عن غضبهم واستيائهم من تعرض المتحف المصري الكبير قُبيل أيام من حفل افتتاحه الكبير للجمهور المحلي والعالمي، لضرر نتيجة “غرقه” بمياه الأمطار.
واستهجن الناشط الحقوقي والسياسي المصري هيثم أبو خليل في تغريدته حدوث تسريب لمياه الأمطار داخل المتحف رغم التكلفة المالية الباهظة لإنشائه.
وتصف منال عبد العال في تغريدتها بطريقة من الفكاهة ما حدث وتقول: “لا تعلمون دور المطر وصوته في إضفاء مزيد من العظمة على إنجاز المتحف المصري الكبير، يا طابور خامس يا أعداء الوطن”.
ويقول الدكتور مصطفى جاويش إن غرق تمثال رمسيس واضح في الفيديو، وهذا يعنى وجود خطأ في تصميم وإنشاء المتحف، كما أنه يعرض القطع الأثرية لخطر التلف.
واعتبر كريم عثمان أنه في حال عدم تصميم سقف للبهو الرئيسي في المتحف المصري الكبير أساساً، فإن هذه هي أكبر “فضيحة إنشائية” منذ 20 عاماً.
وطالب أحمد الناصر بتوضيح لما حدث في المتحف الكبير من ناحية فتحات السقف ومساحاتها.
“انتقاد وهجوم غير مبرر”
وعلى الجانب الآخر، دافع آخرون من المغردين والمعلقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ما حدث من تسريب لمياه الأمطار داخل المتحف المصري الكبير.
وقالت منى عادل في تغريدتها إنه “هجوم بلا هدف على مكان معماري، وإن تصميمه ناجح وإن أغلب المنتقدين لم يزوروا المتحف”.
كما أكد آخرون خلو المتحف من الخلل إذ أنه لا يزال تحت الإنشاء لحين افتتاحه بالكامل.
وتساءلت مروة مصطفى عن الجدال الكبير الذي رافق فيديوهات المتحف المصري الكبير، قائلة: “تمثال رمسيس كان أكتر من 70 سنة في الشارع متعرض للبرق والرعد والمطر، وما حدش ساعتها اهتم ولا سأل”.
ودافع مغردون عن حادثة مياه الأمطار داخل المتحف، وقالوا إن فكرة تصميم المتحف ليكون هناك فتحة في سقفه من أجل تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني.
رد ونفي من وزارة الآثار
أصدرت وزارة وزارة السياحة والآثار المصرية بياناً أوضحت فيه ما يتم تداوله ونشره من مقاطع فيديو لسقوط بعض الأمطار على تمثال الملك رمسيس الثاني في المتحف المصري الكبير. وأبرز ما جاء فيه:
- أكد البيان عدم صحة ما تردد حول وجود خطورة من سقوط هذه الأمطار، مشيراً إلى أن تمثال رمسيس الثاني لم ولن يتأثر بمياه الأمطار، لأنه مصنوع من الجرانيت.
- أوضح البيان أن سقوط الأمطار أمر طبيعي ومتوقع ومدروس أثناء تصميم وتنفيذ المتحف ولا يُمثل أي خطورة على المتحف أو مقتنياته، لوجود شبكات صرف تقوم بتصريف المياه أولاً بأول.
- سقوط الأمطار على منطقة البهو يأتي نظراً للتصميم المعماري والهندسي للبهو المفتوح للمتحف، وأنه ليس هناك أي خلل في تنفيذ هذا التصميم أو إنشاء المتحف.
- تمثال الملك رمسيس موجود في منطقة مظللة وسقفها مُغطى بألواح من الألومنيوم المُفرغة التي تُحدث كسراً بسيطاً لأشعة الشمس وتسمح بحركة الهواء داخل البهو اعتماداً على التهوية والإنارة الطبيعية لتوفير استهلاك الطاقة.