تحركات مدنية سودانية لوقف الحرب.. هل تؤت ثمارها؟
وقبل أيام، التقى الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، مع الوفد السوداني بقصر الرئاسة الأوغندية بعينتبي، وانتهى الاجتماع بالتأكيد على “أهمية وقف الحرب وإيجاد حل سياسي شامل وعادل يقود لجيش واحد قومي ومهني وحكم مدني ديمقراطي وسلام مستدام”.
وقال القيادي بقوى الحرية والتغيير في السودان، خالد عمر يوسف، عبر حسابه على “تويتر”، إن وفدًا من “الفاعلين المدنيين السودانيين” وصلوا إلى أديس أبابا التي تشهد أنشطة ترمي لوقف الحرب في السودان.
وأضاف: “نعمل خلال هذه الزيارة للتواصل مع الفاعلين السودانيين والإقليميين والدوليين من أجل تسريع جهود إحلال السلام في بلادنا”، مشددًا على أن “هذه الحرب اللعينة يجب أن تتوقف، ولن ندخر جهداً من أجل الإسهام الفعال لبلوغ هذه الغاية في أسرع وقت ممكن”.
زيارات لدول الجوار
- يضم الوفد المدني السوداني عددًا من الشخصيات: بينها عضوا مجلس السيادة الهادي إدريس، والطاهر حجر، وأعضاء مجلس السيادة السابقين محمد الفكي سليمان، ومحمد حسن التعايشي، ووزير العدل السابق نصر الدين عبدالباري، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان، وممثل تجمع المهنيين السودانيين طه عثمان إسحق، والقيادة في الحزب الاتحادي إبراهيم الميرغني، والقيادي بقوى الحرية والتغيير خالد عمر يوسف.
- وفق مصادر سودانية تحدثت لـ”سكاي نيوز عربية”، فإن الوفد اتفق على القيام بعدة زيارات لدول الجوار السوداني والأطراف الإقليمية الفاعلين في الأزمة الراهنة؛ للمضي قدمًا في عملية سياسية تستهدف بالأساس وقف القتال وبدء مفاوضات شاملة بين طرفي الصراع
- بدأت جولة وفد القوى المدنية السودانية بزيارة إلى أوغندا، كما تتضمن زيارة إثيوبيا حالياً، ثم تشاد والسعودية وجنوب السودان ومصر.
- ينقسم الوفد إلى فريقين؛ الأول يتجه إلى العاصمة التشادية أنجمينا للقاء الرئيس محمد إدريس ديبي، والآخر يتوجه إلى الرياض لبحث موقف الهدنة بين طرفي الصراع.
- يلتقي الفريقان مجددًا في جنوب السودان، قبل أن يختتم الوفد جولته بالقاهرة للقاء مسؤولين مصريين؛ لوقف الحرب وإطلاق عملية تفاوضية شاملة.
- يرى مركز الأمصار للدراسات السياسية والأمنية، أن التحرك الخارجي للقوى المدنية يتيح إسماع الدول المؤثرة في الشأن السوداني والعربي والأفريقي صوتًا آخر، غير صوت طرفَي النزاع اللذين يكثفان جولاتهما الخارجية لحشد الدعم لصالحهما.
- يُرجح المركز ألّا تتعلق جولة القوى المدنية بتفعيل وساطة السعودية-أمريكا ومبادرة “إيقاد”، إنما تتعداها إلى ابتدار عملية سياسية شاملة.
تأييد إقليمي لوقف الحرب
من جانبه، قال المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة التيار السودانية، عثمان ميرغني، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن جولة الوفد المدني السوداني تتضمن إثيوبيا ومصر وجنوب السودان وتشاد والسعودية، أي دول الجوار السوداني، والهدف الأساسي لها هو شرح تطورات الأوضاع في السودان، ومحاولة الحصول على تأييد تلك الدول لوقف الحرب وإطلاق تسوية سياسية.
وأوضح “ميرغني”، تفاصيل الجولة هذه الجولات في عدد من النقاط قائلًا:
- الزيارة المعلنة إلى تشاد يشارك فيها وفد الحركات المُسلحة ويُفترض أنها تستهدف بالنهاية لدعم هذه الدول لإيقاف الحرب وإيصال السودان لمرحلة السلام.
- ليس واضحًا خارطة الطريق أو المقترحات التي تتقدم بها هذه الوفود لهذه الدول بما فيها إثيوبيا الآن، وحتى الآن لم تفصح هذه القوى السياسية عن مبادرة معينة أو خارطة طريق محددة للطريقة التي يمكن أن تتعامل بها مع الحرب في السودان.
- الجولات لتبادل الأفكار والتشاور مع دول الجوار السوداني، لكن دول تقديم مقترحات معينة باعتبار أن هناك مبادرة سعودية-أمريكية لا تزال على الطاولة، وهي التي تكون قادرة على تقديم مقترحات وأجندة الحوار بين الطرفين.
- الوفد أثار نوعا من الانقسام الحاد داخل السودان، سواءً على مستوى الشارع أو ما عبرت عنه وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام وسوم مضادة من الطرفين، فُكل يدعم الطرف الذي يؤيده، لكن الانقسام ليس حول مهام الوفد إنما حول الوفد نفسه والجهة التي ترعاه، وهذا ما يمثل الحالة السودانية من الداخل أن الانقسام على الأشخاص وليس القضايا.
تصاعد القتال
- يأتي تحركات الوفد السوداني تزامنًا مع اشتداد القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، دون آفاق قريبة للتهدئة.
- السبت، حلّق طيران الجيش السوداني بشكل مكثف، في سماء الخرطوم، بعد ليلة شهدت قتالا عنيفا بين الطرفين في العاصمة.
- كان الجيش السوداني قد شن الجمعة غارات جوية عنيفة على مواقع الدعم السريع في أجزاء متفرقة تركزت شمال خرطوم بحري بمحيط جسر الحلفايا والدائرة الطبية للدعم السريع بمحيط جسر شمبات، وأحياء المعمورة واركويت شرقي الخرطوم.
- امتد القصف إلى شرقي أم درمان، حيث شهد مبنى الإذاعة والتلفزيون قصفا جويا ومدفعيا عنيفا.في غربي الخرطوم، أفاد شهود عيان بانتشار كثيف للجيش بالأحياء المتاخمة لسلاح المدرعات، الذي لا يزال يشهد مواجهات عنيفة بين طرفي الحرب.