الهجرة غير الشرعية: فريق تونسي يجمّد نشاطه الرياضي بعد هجرة لاعبيه إلى أوروبا
علّق فريق “غار الدماء” التونسي لكرة القدم نشاطه الكروي بعد هجرة 32 لاعباً من صفوفه إلى أوروبا، خلال السنوات الثلاث الماضية.
وقال رئيس الفريق الذي يلعب في دوري الدرجة الرابعة، جميل مفتاحي، إن اللاعبين، الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و22 عاماً، قد هاجروا إما عبر البحر، أو إلى صربيا كمحطة أولى، ومنها إلى دول أوروبية أخرى.
تقع منطقة غار الدماء القروية، التي ينحدر منها الفريق، قرب الحدود التوسية الجزائرية، وتعتبر منطقة مهمشة.
ولم يكن التونسيون بحاجة إلى الحصول على تأشيرة مسبقة لدخول صربيا، وذلك حتى نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
قال مفتاحي إنه “لم يكن باستطاعة الاتحاد دفع رواتب جميع اللاعبين” في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد، بحسب قوله.
تعد تونس إحدى نقاط الانطلاق الرئيسية في ساحل أفريقيا الشمالي التي يستخدمها المهاجرون غير القانونيين للعبور بحراً إلى شواطئ أوروبا الجنوبية.
وأوضح مفتاحي أن الأزمة الاقتصادية المستفحلة التي تشهدها البلاد دفعت الكثير من المواطنين إلى اتخاذ قرارات صعبة لتوفير الاحتياجات المعيشية.
ورفض الرئيس التونسي قيس سعيد اتفاقاً مالياً مع صندوق النقد الدولي للحصول على نحو ملياري دولار، كحزمة قروض تهدف إلى دعم الاقتصاد، وقال سعيد إن السبب هو شروط الصندوق التي تضمنت “استقطاعات كبيرة من الميزانية”.
ويعد الطريق من تونس إلى سواحل إيطاليا الجنوبية الأكثر خطورة على الإطلاق للمهاجرين غير القانونيين في العالم.
وأضاف مفتاحي: “لا يمكننا الوفاء بمتطلبات الفريق بالكامل، مثل القمصان، وأدوات التدريب، والأحذية الرياضية، كما أن اللاعبين لا يحصلون على رواتب”.
وأشار إلى أن أجزاءً من الساحل التونسي، لا تبعد سوى 150 كيلومتراً عن سواحل لامبيدوزا الإيطالية، لذا يستخدمها آلاف التونسيين والأفارقة للهجرة إلى أوروبا.
وتُعد إيطاليا واحدة من أهم نقاط دخول المهاجرين إلى أوروبا، حيث تشير تقارير أممية إلى أن 85 ألفمهاجر وصلوا إلى إيطاليا على متن قوارب في عام 2022.
ووضعت رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية المتشددة جورجيا ميلوني قضية الهجرة في صدارة اهتمامات حكومتها أثناء خطابها الأول أمام مجلس النواب العام الماضي، قائلة: “يجب أن نوقف المغادرة غير القانونية والإتجار بالبشر”، لكنها شددت على أنها لا تعتزم “مناقشة حق اللجوء للفارين من الحروب والاضطهاد”.
وأكدت في مقابلة صحفية أُجريت معها أن مسؤولية المهاجرين العالقين في السفن “تقع على عاتق الدول المسجلة فيها تلك السفن”، وإلا تتحول هذه المراكب إلى “سفن قراصنة”.
وتقود ميلوني حزب إخوان إيطاليا، الذي تمتد جذوره إلى الفاشية الإيطالية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقد صعد الحزب إلى سدة الحكم على رأس ائتلاف حاكم يضم تحالف اليمين المتطرف وحزب فورزا الذي ينتمي إلى يمين الوسط بقيادة رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني.