الغردقة… مدينة الصفاء والمرح | الشرق الأوسط
الغردقة… مدينة الصفاء والمرح
ثاني أفضل الوجهات السياحية في الشرق الأوسط عام 2023
الخميس – 29 شهر رمضان 1444 هـ – 20 أبريل 2023 مـ رقم العدد [
16214]
شواطئ تنطق (الرحالة محمود الشامي)
القاهرة: نادية عبد الحليم
بعض الأماكن، بطبيعتها وعلى بساطتها، تنبض بالسحر والجمال، وتدعوك للحب والحياة. وهكذا ستجد مدينة الغردقة المصرية على شاطئ البحر الأحمر، ففي كل شبر بها ستستمتع بمناظرها الخلابة، وشواطئها، ومنتجعاتها، وجزرها، فضلاً عن اشتهارها بتعدد الأنشطة الترفيهية والرياضية، فهي واحدة من أكثر مقاصد السفر لمحبّي الطبيعة ارتياداً، حيث تشتهر بالطبيعة الأخاذة، التي تسافر بك إلى عالم آخر من الراحة والصفاء؛ الأمر الذي جعلها تستحق أن تحتل المرتبة الثانية بقائمة أفضل الوجهات السياحية في الشرق الأوسط لعام 2023، وفق ما أعلنه موقع «تريب أدفايزر» للسفر.
ورغم أن الغردقة، التي تشغل مساحة تبلغ نحو 40 كيلومتراً على طول ساحل البحر الأحمر، هي واحدة من أكثر المدن التي يقصدها المتزوجون حديثاً لقضاء شهر العسل؛ نظراً لوفرة الأماكن الطبيعية الممزوجة بالألوان النابضة بالحياة التي تأسر القلوب، فإنها ترحب كذلك بالسياحة الشبابية والسياحة العائلية المميزة؛ لذلك فهي الوجهة المثالية لمختلف الأعمار والفئات.
فإذا كنت من هواة الاستمتاع بالشاطئ، أو حتى السباحة في الشتاء، كما الصيف، فإن وجهتك المناسبة هي الغردقة، وفق الرحّالة محمود الشامي، الذي قال، لـ«الشرق الأوسط»: «تتمتع الغردقة بطقس ملائم لتحقيق ذلك، وللاستلقاء والاستجمام والاستمتاع بأشعة الشمس الدافئة، كما يمكنك الغطس والغوص، طوال أيام السنة، وسط الشعاب المرجانية في المياه الصافية». فهناك شواطئ عدة رائعة؛ منها شاطئان رئيسيان في الجونة هما «زيتونة بيتش»، و«مانجروف بيتش»، كما يمكنك زيارة شواطئ أخرى رائعة مثل «وايت بيتش» الذي يوفر لك أجواء الراحة والاستجمام، مع وجود خدمات كثيرة مثل المطاعم والرياضات البحرية.
وإذا كنت تبحث عن شاطئ استثنائي، تستمتع فيه بالسلام النفسي والرفاهية، بعيداً عن ضوضاء الحياة، فستجد ضالّتك في «أورانج بيتش»، الواقع داخل جزيرة «أورانج باي» الشهيرة، وفيه ستنبهر بصفاء مياهه المذهلة، وجمال رماله الذهبية، ولن تستطيع مقاومة الجلوس أو الاستلقاء لعمل حمام شمسي، والاستجمام بالمناظر الطبيعية الخلابة. ورغم هدوئه، فهو لا يمنعك من الاستمتاع ببعض الرياضات المائية، لكن، بالنسبة للباحثين عن مساحة أكبر من المرح والانطلاق والمغامرة، فإن أكثر ما يناسبك هو شاطئ «أولد فيك».
أنصحك بأن تأخذ قارباً أو تنضمّ لإحدى رحلات اليخوت التي ينظمها المتخصصون في الغردقة، ولا تنس التقاط صور جميلة؛ مِن شأنها أن تترك ذكريات ممتعة لن تنساها، وفي هذه الرحلات ستشاهد، عن قرب، الطبيعة الخلابة، وتستطيع التهام وجبة الغذاء أو العشاء على سطحه، وغالباً ما تتكون من الأسماك وأطباق الـ(سي فود)، لكن تتوافر أيضاً أطباق أخرى من اللحوم، وكذلك للنباتيين مختلف مطابخ العالم، وتتيح لك أيضاً هذه الرحلات القفز من اليخت للغطس مع مدربين، حتى لو لم تكن تجيد الغوص سيساعدونك على التمتع بالثقة والجرأة لتفعل ذلك معهم.
وأودّ أن ألفت نظرك إلى أنه لا يشترط كي تستمتع بمشاهدة الشعاب المرجانية والأسماك النادرة في الغردقة، أن ترتدي بدلة الغوص وتنزل تحت المياه، كما أنك لست مضطراً لأن تبلل قدميك؛ لأنك تستطيع الإبحار على متن مركب زجاجي الـ«جلاس بوت»، أو غواصة، في تجربة تناسب كل الأعمار حتى الأطفال، وهي رحلة تستغرق نحو ساعتين، وهي تتحرك من المارينا حتى تصل إلى المكان المخصص لرؤية الشعاب المرجانية والأسماك، وحينئذ ينزل الركاب إلى الجزء الأسفل من الغواصة، ويجلسون على مقاعد متراصّة أمام نوافذ زجاجية، من خلالها يشاهدون مختلف الكائنات البحرية؛ من شعب مرجانية، وأسماك، ويبلغ سعرها نحو 400 جنيه (الدولار يعادل نحو 30 جنيهاً مصرياً).
لا تسافر إلى الغردقة دون أن تزور إحدى الجزر التي تشتهر بها، وإلا فسيفوتك الكثير، ومنها جزر أبو منقار، ومجاويش شدوان، ورغم أنني أرشح لك التوجه إلى أي جزيرة من هذه الجزر؛ لأنها جميعاً تتمتع بمميزات سياحية متعددة وجمال أخاذ، فإن هناك جزيرة هي الأكثر روعة وجذباً للسياح دوماً؛ وهي «الجفتون»، والمعروفة أيضاً باسم «جزيرة النورس»، حيث تحتضن هذه الجزيرة أكثر من نصف أنواع طيور النورس بالعالم، وتحتوي كذلك على أنواع كثيرة من الطيور والحيوانات البرية النادرة، من هنا تجذب عشاق السياحة البيئية، لكن حتى لو لم تكن ممن يستهويهم هذا النوع من السياحة، فحتماً ستقع في هواها؛ لما تتميز به من شاطئ فريد يتمتع بالشعاب المرجانية النادرة بألوانها، وأسماكها ذات الفصائل التي يصعب العثور على مثيل لها في أي مكان آخر، هل بعد ذلك كله تتساءل لماذا أنصحك بها، على وجه الخصوص، رغم جمال الجزر الأخرى؟ حسناً، إليك السبب الأهم؛ وهي أنها تتميز بأنها الجزيرة الوحيدة التي يُسمح بنزول الزائرين عليها، والتمتع بشواطئها المشهورة مثل شاطئ «محمية».
إلى هذا يمكنك الإقامة في عدد من الفنادق والمنتجعات، التي تتمتع بدرجات متفاوتة من الرفاهية والمميزات، بحسب ميزانيتك، ومن أشهرها فندق «ريكسوس»، و«شتايجنبرجر الداو بيتش»، و«بريميير لو ريف»، و«هيلتون»، و«ماريوت»، فضلاً عن منتجعات «سوما باي»، و«مكادي باي»، و«سهل حشيش»، ومنها ستتوجه إلى أمكنة أخرى، بخلاف الشواطئ حيث لا تقتصر متعتك في الغردقة على المياه وحدها.
ففي انتظارك نشاطات أخرى؛ مثل زيارة الحدائق المائية، وأحواض السمك، والدلافين البحرية، والميناء البحري القديم، والكنيسة القبطية، والمساجد الإسلامية، وإذا كنت قد قررت الإقامة في شاليه أو فيلا بالمدينة، وستطهو طعامك بنفسك، فسيروقك تماماً الجولات في أسواق الفاكهة والأسماك هناك، وعندما تتعب توجَّه إلى أحد مراكز الـ«سبا» التي تتميز بإمكانياتها الحديثة أيضاً.
من النشاطات المفضلة هناك، ركوب الخيل، وما عليك سوى أن تختار ممارسة هذه الرياضة في أجواء رومانسية على شاطئ البحر، أو أجواء ساحرة وسط الصحراء التي تتيح لك أجواء أخرى من المغامرة والانطلاق، حيث ركوب الدراجات الرباعية، أو الجِمال؛ في استعادة لروح الشرق.
يمكنك الانتقال من القاهرة إلى الغردقة في مدة زمنية تتراوح بين 5 إلى 6 ساعات، أو بسيارتك الخاصة، أما إذا أردت ألا تستغرق رحلتك إليها وقتاً طويلاً، فتستطيع ركوب طائرة إلى مطار الغردقة، وفي هذه الحالة سيستغرق الأمر نحو ساعة؛ حيث تبلغ المسافة بينهما 452 كم.
سفر و سياحة