أسواق الأسهم

السياحة .. محرك رئيس وقوة محورية تدفع انتعاش الطلب في الصين


بعد تضرره من جائحة كوفيد-19 قبل بضعة أعوام، أظهر اقتصاد الصين علامات انتعاش. والعامل الأكبر الذي يدفعه هو الطلب المحلي. كما تشير التوقعات إلى استمرار الاتجاه الصعودي، ما يدل على استقرار ثقة المستهلك بعد حالة من الركود.

المحرك الرئيس للانتعاش هو أداء السياحة القوي، وهو مساهم كبير في مؤشر أسعار المستهلك، المقياس الرئيس للتضخم.

المستهلكون الصينيون متفائلون حيال الانتعاش الاقتصادي، وفقا لتقرير صادر عن شركة ماكنزي آند كو، حيث من المتوقع أن تظل النفقات المرتبطة بالسياحة قوية. تكشف الاستطلاعات أن 87 % من المشاركين يخططون لزيادة إنفاقهم السياحي أو الحفاظ على مستواه الحالي، خاصة في مجال الثقافة والترفيه والتسوق – فئات الاستهلاك التي تتمتع بمرونة عالية وبإمكانات النمو، بحسب “تشاينا ديلي”.

وتدعم بيانات من الربع الأول هذه السردية. فقد زاد عدد السياح المحليين 16.7 % خلال العام الماضي وارتفعت عائدات السياحة 17 %، بعدما عانت الصناعة في الفترة 2020-2023، حين تعطل السفر ونتجت عن ذلك خسائر اقتصادية كبيرة.

في 2020 انخفض عدد الرحلات السياحية المحلية إلى 2.88 مليار رحلة تقريبا، وهو انخفاض حاد من 6.01 مليار في 2019. وشهد أعداد السياح الدوليين انخفاضا كبيرا متجاوزا 80 % مقارنة بمستويات ما قبل كوفيد. وتراجعت عائدات السياحة إلى نحو 2.23 تريليون يوان (314.8 مليار دولار) من ذروة بلغت 6.63 تريليون يوان في 2019.

وكان لانتعاش السياحة تأثير إيجابي كبير في ثقة المستهلك. وتتوقع أكاديمية السياحة الصينية أن تستمر السياحة المحلية في مسار النمو خلال ما تبقى من 2024، ومن المتوقع أن تتجاوز الرحلات المحلية ستة مليارات رحلة، والإيرادات السياحية ستة تريليونات يوان.

خلال عطلتي مهرجان منتصف الخريف واليوم الوطني الصيني، سجل عدد السياح والإيرادات انتعاشا متواضعا وارتفع 4.1 % مقارنة بمستويات ما قبل كوفيد-19، فيما زادت الإيرادات 1.5%.

وبخلاف تأثيره المباشر، فإن قطاع السياحة له تأثيرات غير مباشرة مهمة، خاصة في السلسلة الصناعية. تشير التقديرات إلى أن كل يوان تكسبه صناعة السياحة يحفز 4.3 يوان إضافية في الصناعات ذات الصلة. ومع استمرار زيادة الطلب على السياحة، ترتفع أيضا نسبتها في الإنفاق الاستهلاكي للأسر، ما يعزز دور السياحة في تعزيز الاستهلاك وتوسيع الطلب.

وبدءا من أول ديسمبر 2023، نفذت الصين سياسة تسمح لمواطني ست دول بالدخول دون تأشيرة للأعمال والسياحة والزيارات العائلية لمدة تصل إلى 15 يوما، إلى جانب تدابير إضافية لتسهيل خدمات التأشيرات، مثل تبسيط نماذج طلب التأشيرة وإلغاء مواعيد طلب التأشيرة.

واستعدادا لموسم الذروة السياحي، أطلقت كثير من المدن الصينية تدابير مبتكرة تجذب السياح لزيادة حيوية السوق الثقافية والسياحية وتعزيز إمكانات الاستهلاك.

ومع عدد سكان الصين الهائل، قد يكون الطلب المحلي كافيا لإنعاش الاقتصاد. مع ذلك، يهدف مخططو السياحة إلى زيادة السياحة الدولية أيضا وإظهار تاريخ الصين وثقافتها للعالم وليس فقط لمواطنيها.

ومع استمرار الصين في الانفتاح على الاقتصاد العالمي والتكامل معه، فإن دور قطاع السياحة في تعزيز حيوية الاقتصاد الوطني ونفوذه الدولي سينمو.



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى