التغير المناخي: ملايين الأسماك النافقة تطفو فوق نهر في أستراليا
- أنطوانيت رادفورد
- بي بي سي نيوز
استيقظ سكان بلدة أسترالية إقليمية ليجدوا ملايين الأسماك الميتة في نهرهم.
تم الإبلاغ عن نفوق الأسماك على نطاق واسع لأول مرة صباح يوم الجمعة في مدينة مينيندي في نيو ساوث ويلز الأسترالية.
فيما قالت هيئة الأنهار بالولاية إن ذلك كان نتيجة لموجة حارّة مستمرة تؤثر على نهر دارلينج-باكا.
يقول السكان المحليون إن هذه هي أكبر حادثة لنفوق الأسماك في المدينة، والتي شهدت نفوقاً كبيراً آخر للأسماك قبل ثلاث سنوات فقط.
في منشور على فيسبوك، قالت إدارة الصناعات الأولية في نيو ساوث ويلز إن الموجة الحارة تضع “مزيداً من الضغط على النظام الذي واجه ظروفًا قاسية من الفيضانات واسعة النطاق”.
أصبحت موجات الحر أكثر شدة وتدوم لفترة أطول بسبب تغير المناخ بفعل الإنسان. وارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بإجراء تخفيضات حادة في الانبعاثات.
وفي حديث لبي بي سي، وصف غرايم مكراب ، أحد سكان مينيندي، الوفيات بالـ”سريالية”.
وقال: “من المحتمل أن ترتفع الأعداد اليوم”، حيث حذّر من أن السكان المحليين كانوا يتوقعون موت المزيد من الأسماك لأن الأسماك المتحللة تمتص المزيد من الأكسجين من الماء.
يعيش حوالي 500 شخص في المدينة الواقعة في أقصى غرب نيو ساوث ويلز ويعد نهر دارلينج باكا جزءاً من حوض موراي دارلينج وهو أكبر نظام نهري في أستراليا.
وقالت دائرة الصناعات الأولية في نيو ساوث ويلز أيضًا أن نفوق الأسماك كان “محزنًا للمجتمع المحلي”، وهو شعور ردده السيد مكراب.
“يمكنك أن تتخيل فقط ترك سمكة في مطبخك تتعفن مع إغلاق جميع الأبواب وعدم وجود مكيف للهواء، ولدينا الملايين منها”.
ومن المتوقع أن تصل درجة الحرارة في مينيندي إلى 41 درجة مئوية يوم السبت.
وأضاف أن السكان المحليين في البلدة الإقليمية يعتمدون على دارلينج باكا للحصول على إمدادات المياه ، “نحن نستخدم مياه النهر للاستحمام حتى لا يتمكن الناس من استخدام تلك المياه لتلبية الاحتياجات الأساسية مرة أخرى”، على حد قوله، وأضاف: “بمرور الوقت لن يتمكن هؤلاء الأشخاص من الوصول إلى تلك المياه للاستخدام المنزلي، وهو أمر مخز”.
يلقي نفوق الأسماك هذا الأسبوع الضوء على المشاكل التي تواجه حوض موراي دارلينج، فقد أثّر الجفاف وزيادة استخدام الإنسان على صحة نظام موراي دارلينج البيئي في أستراليا.
قالت سلطة حوض موراي دارلينج إن قطاعات الزراعة والصناعات والمجتمعات تستخدم مياه النهر، ما أدى إلى انخفاض تدفق المياه عبر النهر.
وقالت أيضاً إن الحوض معرّض لظواهر الطقس المتطرفة وله مناخ شديد التقلب، ما يجعله عرضة للحرائق والجفاف على حد سواء.
في عام 2012، تم تنفيذ خطة بقيمة 13 مليار دولار أسترالي (8.45 مليار جنيه إسترليني في ذلك الوقت) لمحاولة منع النهر من الجفاف وعلاج مياهه.
وقالت دائرة الصناعات الأولية في نيو ساوث ويلز إنها ستعمل مع الوكالات الفيدرالية لمحاولة الاستجابة للحادث الأخير والوصول إلى الأسباب الكامنة وراء نفوق هذا العدد الكبير من الأسماك.