اشتباكات السودان: الجيش يعلق مشاركته في مفاوضات جدة احتجاجا على “انتهاك” القوات للهدنة
قالت مصادر عسكرية سودانية تحدثت لبي بي سي إن الجيش علّق مشاركته في مباحثاته مع قوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية.
وأوضحت المصادر أن الجيش اتخذ هذه الخطوة احتجاجا على عدم انسحاب الدعم السريع من المرافق العامة والخاصة كما نص على ذلك اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توصل إليه الطرفان مؤخرا.
وقال مصدر عسكري، اشترط عدم الكشف عن هويته، لوكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس إن قرار الجيش السوداني جاء “بسبب عدم تنفيذ المتمردين البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة”.
وكان الجانبان قد وافقا قبل يومين على تمديد الهدنة السارية بينهما لمدة خمسة أيام، لكنهما واصلا النقاش بشأن وضع آليات تمنع انتهاكها.
وأعلن قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلال زيارة للقوات في العاصمة الثلاثاء أن “الجيش جاهز للقتال حتى النصر”.
وكان البرهان، قد قال في تصريحات نُشِرَت الثلاثاء الماضي، إن قواته ستستخدم ما وصفه بـ “القوة العسكرية المميتة”، إذا لم يمتثل ما سماه “العدو” لصوت العقل.
في المقابل، قال الفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، إن القوات “ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها”، متهما الجيش بانتهاك الهدنة.
واتهمت قوات الدعم السريع، في بيان أصدرته في هذا الشأن الثلاثاء الماضي، الجيش بقصف مواقعها في مناطق بالخرطوم وأم درمان أمس.
وقالت في بيان إن عناصرها تصدوا للهجوم، وسيطروا على وحدة عسكرية تابعة للجيش في الخرطرم.
وأضافت أنها ملتزمة بوقف إطلاق النار “على الرغم من الانتهاكات المتكررة” من جانب الجيش.
وأكد وسطاء أميركيون وسعوديون الإثنين الماضي أن الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية اتفقا على تمديد الهدنة الإنسانية، التي انتهكت مرارا خلال الأسبوع السابق، لمدة خمسة أيام.
وعلى الرغم من تعهدات الجانبين، اندلع القتال مرة أخرى الثلاثاء في الخرطوم الكبرى ومنطقة دارفور المضطربة بغرب الإقليم.
وذكرت وكالة أنباء رويترز أن السكان قالوا إن اشتباكات عنيفة اندلعت في جنوب العاصمة الخرطوم وفي مدينة أم درمان المقابلة لها على الضفة الأخرى من نهر النيل حتى وقت متأخر مساء الثلاثاء الماضي.
“وقف فوري لإطلاق النار”
في غضون ذلك، طالبت لجنة الاتصال الدولية الموسعة الخاصة بالسودان، بالوقف الفوري لإطلاق النار في هذا البلد.
وشددت اللجنة بعد اجتماع لها في مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، على ضرورة إيجاد وقف شامل ونهائي لإطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، مشيرة إلى أنه من الضروري بلورة آليات فعالة لمراقبة الهدنة القائمة بين الطرفين.
وتتكون لجنة الاتصال الدولية من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ومنظمة إيغاد وجامعة الدول العربية بالاضافة إلى عدد من المنظمات الإنسانية الدولية.
ووضعت اللجنة خارطة طريق لإنهاء الأزمة السودانية، تقوم على أساس توحيد كل المبادرات المطروحة للتعامل مع هذا الملف في مبادرة واحدة.
كما دعت إلى إشراك المدنيين في المفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع، من أجل مناقشة مسألة إيصال المساعدات الانسانية للمتضررين من القتال، ومن ثم إطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد.
وبدأت المحادثات بين طرفي الصراع في أوائل مايو/ أيار وأسفرت عن التوصل إلى إعلان مبادئ ينص على الالتزام بحماية المدنيين. كما أفضت إلى اتفاق الطرفين على وقف إطلاق النار لفترتين قصيرتين لكن تقارير ذكرت أنهما انتهكاه مرارا.
واندلع الصراع على السلطة بين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة وخصمه الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، الشهير أيضا باسم حميدتي في 15 أبريل نيسان. ولم تبد إشارات على رجاحة كفة أي من الجانبين.
وتسبب الصراع في مقتل المئات ونزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص من ديارهم ومن بينهم ما يربو على 350 ألف شخص عبروا الحدود إلى بلدان مجاورة.