أزمة الرهائن.. نقطة الخلاف المقبلة في إسرائيل
وتمثل هذه الصرخة قطاعا واسعا في إسرائيل، بات يؤمن أنه من الصعب الاستمرار في الحرب من جهة وإطلاق سراح المحتجزين في غزة من جهة أخرى، كما يكرر الساسة في إسرائيل على مسامع مواطنيهم كل مرة.
وخلال أسبوع الهدنة، أطلقت حماس وفصائل أخرى في غزة سراح عشرات الرهائن الذين احتجزوا في هجوم 7 أكتوبر، لكن لا يزال هناك أكثر من 130 رهينة داخل القطاع.
والمحتجزة الإسرائيلية المفرج عنها، وفقا لتسريب تسجيل صوتي للجلسة مع المجلس الحربي، قالت لأعضاء المجلس إن الجيش الإسرائيلي قصف المبنى الذي كان يتواجد فيه محتجزون إسرائيليون، وأنهم بالكاد نجوا من القصف.
وأوضحت أنهم “في الأنفاق كانوا يسمعون ويشعرون بالقصف الإسرائيلي المستمر فوقهم”، مما يظهر أن الجيش الإسرائيلي لا يملك فعليا معلومات استخباراتية عن موقع تواجد الرهائن، ورغم ذلك يستمر بالقصف على غزة معرضا حياتهم للخطر.
وتذكر محتجزات إسرائيليات أطلق سراحهن أن الخطر على المحتجزين في القطاع لا يقتصر فقط على القصف الإسرائيلي، فهناك خطر على الصحة النفسية لهم، حيث قالت إحداهن إن حالات من الهستيريا كانت تصيب زوجها المحتجز هو الآخر ولا يزال بقبضة حماس في غزة، وأضافت أنه “أثناء هذه الحالات كان يضرب نفسه حتى يدمي وجهه من جراء الخوف والضغط”.
وباتت هذه الشهادات حول الوضع الصعب الذي يعيشه الرهائن الإسرائيليون في غزة، الشغل الشاغل للإعلام المحلي منذ بدء المحتجزات بالحديث، مما يؤدي إلى ضغوط متزايدة على حكومة نتنياهو.
أما واقع المعارك على الأرض وصعوبة القتال والعدد المرتفع للقتلى بين الجنود، وحقيقة أن القوات الإسرائيلية تتقدم ببطء شديد في القطاع حيث لم تدخل بعد إلى مناطق واسعة في الشمال الذي تدور الحرب فيه منذ أكثر من شهرين، كل هذا أقنع الإسرائيليين أن تحرير الرهائن عبر عمل عسكري بات شبه مستحيل، بل على العكس فاستمرار العمل العسكري قد يعرض حياة المحتجزين للخطر.
كل هذا يدفع الشارع الإسرائيلي إلى الاقتناع بضرورة طرح مبادرة إسرائيلية لصفقة تبادل وإنهاء الحرب مقابل إعادة المحتجزين، فيما بدأت مقولة “لقد خسرنا هذه الحرب في السابع من أكتوبر، وعلينا الآن استعادة المحتجزين، وسنجد الوقت لاحقا للقضاء على حماس”، تتردد أكثر وأكثر في الشارع الإسرائيلي.
وفي المقابل، يرى نتنياهو أن نهاية الحرب ستعني نهاية مشواره السياسي، على الأقل هذا ما تقوله استطلاعات الرأي الإسرائيلية، لذا فهو معني الآن بإطالة أمد الحرب في محاولة لاستعادة المعسكر المؤيد له، وبناء خط دفاعي سياسي عن موقفه.
لذلك طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي في مؤتمره الصحفي طرحا جديدا يعتبر خطيرا وتصعيديا بالمقارنة مع مواقفه السابقة، حيث قال إن “على قطاع غزة أن يكون منزوع السلاح”، وإن “الجيش الإسرائيلي هو الوحيد القادر على القيام بذلك”، علما أن نزع سلاح غزة قد يكون مهمة تستمر لسنوات وغير مضمونة النتائج.