الأسر البريطانية أمام خيار صعب.. التدفئة أم وجبات الطعام؟
وتتزايد صعوبة المشكلة مع اتساع ظاهرة المشردين الذين ينامون في الشوارع ولا يجدون ما يحميهم في شهور الشتاء الباردة.
ومع انخفاض درجات الحرارة، يتزايد الإقبال على بنوك الطعام بعد أن بات الكثيرون أمام خيار صعب، إما تدفئة منازلهم وإما شراء المواد الغذائية الأساسية لهم ولأطفالهم.
وتقول ليزا ويتلي، مسؤولة في أحد بنوك الطعام في حديثها لسكاي نيوز عربية: “كثيرون يأتون إلينا بعد أن أنفقوا خلال أسبوع كل دخلهم على الكهرباء والغاز ولم يعد لديهم ما يكفي لشراء الخبز أو الحليب لأطفالهم، فالطقس بارد، وعليك أن تختار إما تدفئة المنزل أو شراء الطعام”.
وتواجه الجمعيات الخيرية على مستوى المملكة المتحدة ارتفاعا كبيرا في معدلات الطلب على خدماتها يتجاوز إمكانياتها في كثير من الأحيان، خاصة مع تزايد أعداد المشردين وأولئك الذين ينامون في العراء إلى مستويات لم يسبق لها مثيل.
وفي حديثها عن مسالة التشرد تقول إيما حداد، المديرة التنفيذية لإحدى الجمعيات الخيرية: “تتكاتف جهود المنظمات الخيرية والمجتمعية مع بعضها في محاولة لإيجاد وسائل مبتكرة للتصدي لمشكلة المشردين، أحيانا نقدم لهم غرف فردية، ولكن في بعض الأحيان أخرى نستخدم قاعات الاحتفالات والكنائس والمساجد، ونسعى دائما للتوازن بين الصحة والخصوصية وبين حماية حياة الكثيرين الذين يجيدون أنفسهم مضطرين لقضاء أشهر البرد القارس في العراء”.
وشهدت عدة مناطق في بريطانيا هطولا للثلوج تسبب في تعطيل حركة النقل بل وحتى تهديد حياة السكان بسبب البرودة الشديدة، مما يعني ضرورة توفير المأوى المناسب والتدفئة الكافية للفئات الأكثر عرضة للخطر بالسرعة المطلوبة.
وهو أمر ترى الجمعيات الخيرية أنه ليس بديلا بأي حال من الأحوال عن توفير المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية للأسر البريطانية التي أدى بها التضخم وارتفاع الأسعار إلى مستويات من العوز ربما لم تشهدها من قبل.