قيس سعيد: احتجاجات ضد الرئيس التونسي بعد اعتقال معارضين سياسيين
بينما اندلعت تظاهرات تعد الأكبر للنقابات العمالية في تونس احتجاجا على إجراءات وسياسات الرئيس قيس سعيد الأخيرة، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات التعليقات الساخطة على اعتقال معارضين.
وانتقد مغردون تصريحات الرئيس التونسي بشأن الاتحاد العام للشغل، مؤكدين دعمهم للتظاهرات المقرر اليوم وغدا لـ”الدفاع عن الحريات والحقوق التي سلبت”.
ومن جهة أخرى، هاجم مغردون الاتحاد العام للشغل، معتبرين أن تحركاته جاءت متأخرة بعد تصفية سعيد لأغلب رموز المعارضة في تونس.
وكان سعيد قد سارع باتهام بعض الموقوفين بـ”التآمر على الدولة”، واصفا إياهم بالـ”خونة والعملاء”.
ماذا يحدث في تونس؟
بعد أسابيع من اعتقالات استهدفت معارضين بارزين لسعيد، في أول إجراءات كبيرة منذ انفراده بمعظم السلطات منذ عام 2021 عندما حل البرلمان وتحول إلى الحكم بإصدار المراسيم، تظاهر اليوم الاتحاد العام التونسي للشغل في العاصمة وحشد الآلاف من أنصاره في استعراض لقوته بعد إجراءات اتخذتها السلطات بحق المعارضين في الآونة الأخيرة.
وقال الاتحاد إن الحكومة تلاعبت بالاتفاق الذي جرى بينها وبين الاتحاد بخصوص الزيادة في الأجور.
وفي حملة اعتقالات واسعة ألقت الشرطة التونسية القبض على أكثر من عشرة شخصيات بارزة من المعارضة على مدى الأسابيع القليلة الماضية ومعظمهم على صلة بائتلاف أحزاب ومحتجين ووجهت إليهم اتهامات بـ”التآمر ضد أمن الدولة”.
ومن بين المعتقلين في الأسابيع القليلة الماضية سياسيون من حزب النهضة الإسلامي، الذي كان أكبر حزب في البرلمان المنحل، وزعماء جماعة احتجاج ومدير إذاعة موزاييك إف.إم، التي تعد أهم وسيلة إعلام مستقلة في البلاد، ورجل أعمال بارز.
قيس سعيد يحذر
وكان قيس سعيد قد حذر الاتحاد العام للشغل من مغبة التسامح مع مشاركة أجانب في التظاهرات.
وجاء التحذير قبل إعلان الاتحاد أن ماركو بيريز مولينا، القيادي النقابي الإسباني، مُنِع من دخول تونس للمشاركة في تظاهرات المعارضة.
وقال سعيد إن الاتحاد العام للشغل حر في تنظيم تظاهرات لكنه ليس حرا في دعوة أجانب للمشاركة فيها.
كما لفت الرئيس إلى أن الوقت قد حان لمحاسبة من وصفهم بـ”المتربصين بالشعب”، مشدداً على أن هذا مطلب مشروع للتونسيين.
وقال سعيد إن هناك من يتحالف مع من أرادوا الإفلات من المحاسبة والمساءلة.
تونسيون غاضبون: ثورة جديدة على الأبواب
ودعم العديد من الناشطين المسيرات الشعبية التي دعا لها الاتحاد العام للشغل. فقد دعا طارق المنضوج، على سبيل المثال، إلى دعم مسيرات الاتحاد العام للشغل وجبهة الخلاص الوطني.
أما نذار فوصف تصريحات قيس سعيد الأخيرة عن الاتحاد العام للشغل بأنها بمثابة “إعلان الحرب عليهم”.
وقال محمد الشريف إن الشعب التونسي يقترب من “ثورة جديدة” بعد ما فعله سعيد من اعتقالات وتخوين المعارضة.
وتعليقا على قرارات سعيد الأخيرة بعدم السماح لأجانب بالانضمام للتظاهرات، حذر إياد فتحي من مخطط كامل لعزل تونس عن محيطها الإفريقي.
انتقادات لاتحاد الشغل
في الوقت الذي دعت فيه جميع أطياف المعارضة التونسية إلى التوحد لاسترداد مكتسبات الثورة والوقوف في وجه محاولات إقصاء المعارضة وتهميشها والقضاء عليها، اتهم مغردون الاتحاد العام للشغل بالتأخر في الانضمام للمعارضة السياسية.
واتهم مهدي هرموني الاتحاد بالتقاعس عن المواجهة منذ البداية و”اللعب على كل الأطراف”.
أما مختار غميض فقد أشار إلى أن انضمام الاتحاد جاء متأخراً بعد تصفية سعيد للمعارضة.
ودعم آخرون قرارات قيس سعيد، متهمين بعض المعارضين بالفساد. وفي هذا السياق، أشار مغرد إلى اعتقال معارض ومعه وثائق وأموال وهو يهرب خارج البلاد.