4 عراقيل دفعت بولندا لوقف مساندة أوكرانيا
تزامن ذلك مع خلاف بين البلدين بشأن صادرات الحبوب، وتهديد أوكرانيا برفع شكوى ضد بولندا أمام منظمة التجارة العالمية، بعد أن دعم الأخير كييف بما يقرب من 3 مليار يورو؛ من بينها معدات عسكرية بقيمة 1.5 مليار يورو وبقيت تفصيلات الإمدادات والمساعدات إلى أوكرانيا “سرية”، بحسب ما أورد موقع defence24 الأوروبي.
بحسب خبيران تحدثا لموقع “سكاي نيوز عربية”،”بولندا شأنها شأن الكثير من الدول الغربية التي تضررت اقتصاديا من كلفة الحرب الروسية وفاتورتها المرهقة، فضلا عن كونها من الدول التي لها مصالح كبيرة مع روسيا، كما هي مصالحها مع الغرب الأوروبي، فكيف ستدير وارسو ملف أزمة كييف؟
الدعم المُرهق
الشهر الماضي استدعت بولندا السفير الأوكراني، ردا على إجراء مماثل من قبل كييف بسبب تصريحات مسؤول بولندي بشأن واردات الحبوب الأوكرانية تسببت بخلاف بين البلدين. وقالت بولندا إنها تعطي الأولوية للدفاع عن مصالح المزارعين البولنديين.
وحول العلاقة المتذبذبة بين الجانبين والتي تُنذر بشقاق كبير في المعسكر الأوروبي حول دعم الحرب الأوكرانية، يقول الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، إن بولندا لن تكون الدولة الأخيرة التي قد تنسحب من دعم أوكرانيا في حريها ضد روسيا، لا سيما أن وارسو ربطت بين توقفها عن دعم أوكرانيا إذا كان الرأي العام ضد هذه المساعدات.
ويُضيف ديميتري فيكتوروفيتش، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية” أن بولندا التي ستشهد انتخابات في أكتوبر المقبل قد انتبهت إلى فاتورة الدعم المرهقة على اقتصادها ومن بينها استقبال واردات الحبوب خاصة أن الحكومة اليمينية الحالية تعتمد على دعم قوي في المناطق الزراعية، ولكنها في الوقت ذاته تمسك “العصا من المنتصف” في علاقاتها مع أميركا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لا سيما أنها بررت توقفها عن دعم كييف بالسلاح بمسألة تقلص الدعم الشعبي للمساعدات المقدمة لأوكرانيا.
وفند فيكتوروفيتش عددًا من النقاط التي اضطرت بولندا إلى اتخاذ قرارها بوقف إمدادات الأسلحة لأوكرانيا.
- يقين العديد من العواصم الممولة لأوكرانيا بعدم جدوى الهجوم المضاد رغم مرور 3 أشهر من القتال دون نتائج ملموسة.
- فاتورة الدعم باتت مرهقة ومكلفة لاقتصادات الدول الغربية ومن بينها بولندا.
- قرب حلول الشتاء واشتعال أزمة الطاقة مجددًا في القارة العجوز.
- فرض العقوبات الغربية على سلاسل التجارة والإمداد الروسية أضر بالعديد من الدول المجاورة لروسيا على المدى البعيد.
ويُشير ديميتري فيكتوروفيتش، إلى تصريحات أميركا بشأن عدم وضوح الرؤية عن قرب نهاية الهجوم المضاد رغم فشل أوكرانيا في استعادة الأراضي يبقي الداعمين في موقف حرج ولا يتيح لهم المقدرة على استمرارية الدعم بالسلاح والمال.
مؤشر خطير
إعلان بولندا الأخير حول وقف الدعم المقدم لكييف، سبقه تظاهرات حاشدة في التشيك، ضد حكومة يمين الوسط التي اتهموها بالاهتمام بدعم كييف أكثر من مواطنيها.
في تلك الزاوية يقول الدكتور واتلينغ كودراخيين، متخصص الشؤون الدولية بالجامعة الوطنية أوديسا، إن بولندا منذ بداية الحرب وهي تجمعها مع كييف علاقات غير مستقرة، بخلاف أن معظم وعود الدعم بالسلاح لم تنفذ بالشكل الذي أعلن عنه، كما اتُخذ خطوات مضادة لأوكرانيا تمثلت في عدة محطات أبرزها:
- حظر استيراد الحبوب والألبان وعدد من المنتجات من أوكرانيا تحت ذريعة حماية إنتاجها المحلي.
- التخلي عن اتجاه الاستضافة بالمجان فيما يخص اللاجئين من أوكرانيا ودفع تكلفة السكن.
- وضع شروط في بعض الأحيان مقابل الدعم منها تقليل عدد اللاجئين.
ويُضيف واتلينغ كودراخيين، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن وقف المساعدات العسكرية من جانب بولندا رغم عدم ضخامتها ولكنه مؤشر خطير لا يمكن تغافله لأنه يعكس ميول الشارع الأوروبي بعد أكثر من عام من الحرب.
من جانبه استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أن تكون هناك نهاية سريعة للحرب الأوكرانية، في وقت تواصل فيه كييف شن هجومها المضاد.