لا مثيل لها.. ما سرّ الشريحة النابغة في أيفون الجديد؟
ولم تتردد آبل ومع الكشف عن شريحة A17 Pro بالتعبير عن مدى التقدم الذي حققته في هذا المجال، فصانعة الأيفون التي عادة ما تتفادى استخدام تعابير، يمكن أن تتم محاسبتها عليها لاحقاً، أشارت هذه المرة بوضوح إلى أن شريحتها الجديدة حسمت اللعبة في عالم الهواتف الذكية.
وأكدت آبل أن لا منافس لشريحة A17 Pro في أي هاتف ذكي، وأن شريحتها تأتي بأداء جبار، سيغير قواعد اللعبة وينقل هواتفها الذكية إلى مستوى جديد كلياً.
نتيجة تعاون ثلاثي
ورغم أن آبل ليست شركة متخصصة في صناعة شرائح المعالجات، إلا أن شراكتها مع ARM وشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات TSMC، ساعدتها في الظهور بمظهر المتفوق في هذا المجال، فشريحة A17 Pro التي تقول عنها آبل إنها الجيل الجديد من شرائح Apple Silicon، هي بالحقيقة نتاج تعاون بين صانعة الأيفون و ARMوTSMC، فآبل تملك رخصة تتيح لها استخدام تصاميم ARM لمعالجات الهواتف، مع إمكانية التعديل على هذه التصاميم، في حين تقوم TSMC التي تملك تقنيات متفوقة، بتصنيع وإنتاج شرائح آبل، حيث ستمنح الشركة التايوانية الأولوية لصانعة الأيفون، كي تكون هواتفها الوحيدة التي تستخدم شريحة بتقنية 3 نانوميتر هذا العام، وذلك بموجب صفقة تجمع الطرفين وتنص على ضرورة إعطاء TSMC الأولوية لآبل.
اسم جديد يدل على التفوّق
وتتفوق شريحة آبل الجديدة في العديد من النواحي التقنية، وهذا ما جعل صانعة الأيفون واثقة لهذه الدرجة من أدائها، ودفعها للتخلي عن عبارة Bionic التي كانت تستخدمها عادة، في تسمية شرائحها لتستبدلها بكلمة Pro، ففي حين كان من المنتظر أن يحمل الجيل الجديد من شرائح آبل، إسم A17 Bionic، إختارت آبل إسم A17 Pro، لتدل كلمة “Pro” على مدى تفوق بنية الشريحة مقارنة بسابقاتها.
وتحتوي شريحة A17 Pro وهي الأولى في عالم الهواتف، التي تستند على تقنية 3 نانوميتر، على:
- ذاكرة وصول عشوائي بسعة 8 جيجابايت.
- وحدة معالجة مركزية CPU سداسية النوى، أسرع بما يصل إلى 10 بالمئة، مقارنة بوحدة المعالجة المركزية الموجودة في شريحة A16 Bionic التي تم إطلاقها العام الماضي، والموجودة في هاتفي أيفون 14 برو وبرو ماكس.
- وحدة معالجة رسومات GPU سداسية النوى جديدة كلياً من حيث التصميم، وبإمكانها تقديم أداء رسومات غرافيك خيالي، وهذا ما سينعكس على أداء الألعاب على أيفون 15 برو وبرو ماكس، التي ستصبح تفاصيلها أقرب إلى الواقع. وقد لفتت آبل إلى أن وحدة الـ GPU في A17 Pro أسرع لغاية 70 بالمئة، من وحدة الـ GPU الموجودة في هاتف أيفون 12 برو.
- محرك عصبي Neural Engine بـ 16 نوى وقدرات هائلة، وأسرع بمرتين من الجيل السابق، حيث بإمكانه ومن خلال الشبكات العصبية الافتراضية، التي يملكها والتي تشبه في طريقة عملها الجهاز العصبي المعقد لدى الإنسان، تنفيذ ومعالجة نحو 35 تريليون عملية في الثانية الواحدة، وهذا ما سينعكس تحسناً كبيراً في قدرات الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي في هاتفي أيفون 15 برو و15 برو ماكس.
- 19 مليار تترازيستور، فتقنية الـ 3 نانوميتر، سمحت لآبل برفع عدد الترانزيستوارات الموجودة على A17 Pro، إلى 19 مليار ترانزيستور، مقارنة بـ 16 مليار ترانزيستور في شريحة A16 Bionic التي تم تصنيعها وفقاً لتقنية 4 نانوميتر، فالتقليل من حجم النانوميتر، ينعكس تقدماً في القدرة على تصغير حجم كل ترانزستور، وكلما كان حجم الترانزستور أصغر، كلما أمكن تجميع عدد أكبر منه في الشريحة، وهذا ما يؤدي إلى إنتاج شرائح فائقة القوة كالتي أنتجتها آبل.
هاتف يعمل بتناغم تام
ويقول مهندس الحاسب محمد النعمان، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن آبل أثبتت مرة أخرى مهاراتها غير الاعتيادية، في مجال معالجات الأجهزة المحمولة، من خلال الانتقال إلى تقنية تصنيع 3 نانوميتر لشريحة A17 Pro، التي تُعد واحدة من أبرز مفاجآتها المثيرة، في عالم الهواتف الذكية هذا العام، مشيراً إلى أن الشريحة ستساهم في تحسين أداء أيفون، الذي سيكون قادراً على العمل بكفاءة وتناغم تام، ودون أي خطأ على مختلف المستويات، ودون أن يتأثر أداؤه بأي صعوبات قد يواجهها.
وبحسب النعمان فإن دقة التصنيع بتقنية 3 نانوميتر، ستوفر قفزة كبيرة جداً في كفاءة وأداء هواتف أيفون، مقارنة بغيرها من الهواتف، فعدد الترانزستورات الموجود على شريحة A17 Pro، يكفل معالجة العديد من المهام في الوقت نفسه، مع انخفاض ملحوظ في استهلاك الطاقة، مقارنة بالأجيال السابقة، فسواء كان حامل الهاتف يقوم بتشغيل التطبيقات الكبيرة، أو الألعاب ذات الجرافيكس عالي الجودة، فإن الشريحة ستكون جاهزة لتقديم أداءً لا مثيل له في عالم الهواتف حتى الساعة.
أكثر ذكاءً وسلاسة
ويرى النعمان أنه إلى جانب أدائها الرائع، فإن A17 Pro تتميز بقدرتها على استهلاك طاقة أقل، مما سيعزز من عمر بطارية الهاتف، ويتيح للمستخدم الابتعاد لفترة أطول عن الشاحن، لافتاً إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، المدمجة في الشريحة الجديدة، ستجعل أيفون 15 برو و15 برو ماكس أكثر ذكاءً وسلاسة، فهي وبإمكانيات الذكاء التي تمتلكها، ستساعد في تحسين أداء التطبيقات والخدمات، مثل مساعد Siri وستطور من أداء ميزة التعرف على الوجوه والتصوير الذكي.
ويلفت النعمان إلى أن شريحة آبل الجديدة، تمتاز بتقنيات حماية متقدمة ما سيجعل من الصعب جداً اختراق الهاتف، أو الوصول إلى المعلومات الشخصية لحامله، مؤكداً أن العالم التقني، بات بعد الكشف عن A17 Pro، أمام شريحة تمثل تقدماً هائلاً في عالم التكنولوجيا، وتجمع بين الأداء العالي والكفاءة في استهلاك الطاقة، والأمان والذكاء الاصطناعي المتطور، واحترام المعايير البيئية الصارمة، حيث تم تصميمها لتستهلك أقل كمية من الموارد الطبيعية.
“شريحة نابغة” في عالم الهواتف
من جهته، يقول رئيس شركة “تكنولوجيا” مازن الدكاش، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن شريحة A17 Pro كان النجمة الحقيقية لعرض إطلاق سلسلة هواتف أيفون 15، وذلك نظراً للأهمية القصوى التي تلعبها هذه الشريحة في تشغيل الهاتف، فلا شيء يمكن أن يحدث على الهاتف الذكي، دون وجود الشريحة، بدءاً بالكاميرا مروراً بالشاشة وصولاً إلى تشغيل التطبيقات ونقل البيانات، وحتى البطارية.
وبحسب الدكاش، فإن شريحة A17 Pro هي بمثابة الدماغ الرئيسي للهاتف، وعندما يتم جمع الميزات التي تم تزويدها بها، فإننا نكون أمام “شريحة نابغة” في عالم الهواتف، فتقنية الـ 3 نانوميتر، تعني أن هاتف أيفون 15 برو و15 برو ماكس، باتا يملكان حالياً ودون أدنى شك، شريحة الهاتف المحمول الأقوى والأكثر كفاءة في العالم، وهذا الأمر وكما ذكرت آبل “محسوم” ولا جدال فيه، مشيراً إلى أن هذه الخلاصة تم تدعيمها بنتائج لاختبارات، قامت بها جهات محايدة حصلت على الهاتف من آبل، بهدف اختباره ليتبين لها أن معالج A17 Pro أقوى مما أعلنت عنه آبل.
شريحة تسحق جميع أشكال المنافسة
وكشف الدكاش أن شريحة A17 Pro تأتي بتكنولوجيا تتبع “الأشعة المسرّعة “، الأسرع بـ 4 مرات من تلك الموجودة في شريحة A16 Bionic، وهذا ما سيساعد الهواتف، على توليد صور واقعية للغاية، حيث يمكن لهذه لتقنية إنتاج صور، تشبه إلى حد بعيد ما يمكن رؤيته في العالم الحقيقي، متوقعاً أن يتمكن A17 Pro، من سحق جميع أشكال المنافسة، في سوق معالجات الهواتف خلال الأشهر الـ 6 المقبلة، نظراً لقدرته الهائلة على التأثير إيجاباً على عمل كل الميزات والأدوات التقنية الموجودة في الهاتف، وهو ما يعد خبراً سيئاً لمنافسي آبل.