هل يختفي “تويتر”؟ تحد يواجه ماسك بعد مفاجأته بـ”ثريدز”
ومع اعتزام شركة “ميتا بلاتفورمز” إطلاق تطبيق للتدوينات المصغّرة تحت اسم “ثريدز”، يشرح متخصّصون لموقع “سكاي نيوز عربية”، طبيعة المنافسة بين عملاقي التكنولوجيا، وتوقعاتهم لنتائج تلك المواجهة.
جاء إعلان “ميتا” عن التطبيق الجديد بعد أيام من إعلان الرئيس التنفيذي لشركة “تويتر”، إيلون ماسك، سقفا مؤقتا لعدد التغريدات التي يمكن لكل مستخدم رؤيتها على موقع العصفورة الزرقاء الشهير.
كما أعلنت “تويتر” قائمة من القيود على استخدام التطبيق، منها الحاجة إلى حسابات موثّقة لاستخدام “تويت ديك”.
خطوط المنافسة
خبير تكنولوجيا المعلومات، إسلام غانم، يوضّح خيوط المنافسة المحتدمة بين الشركات العملاقة لجذب المستخدمين:
⦁ تمتلك “ميتا” أذرع طولى تتمثّل في “إنستغرام وواتساب وفيسبوك”، بينما يمتلك إيلون ماسك “تويتر” وشركة “ستارلينك” الخاصة بشبكة الإنترنت.
⦁ حاولت “ميتا” التوسّع وزيادة عدد المستخدمين ببث الإنترنت لمناطق “لا توجد بها خدمات الموبايل والإنترنت”.
⦁ بعدها أطلق ماسك مشروعه “ستارلينك” لإيصال الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية التي تغطي الكرة الأرضية.
⦁ جاءت بعد ذلك المنافسة بين الشركتين في تطبيقات “النصوص القصيرة”، حيث تحاول “ميتا” منافسة “تويتر”.
فرصة “ميتا”
يرى خبير تكنولوجيا المعلومات، محمود فرج، أن التغييرات التي شهدتها “تويتر” بعد انتقال ملكية الشركة لإيلون ماسك “أثرت سلبا” على التطبيق، ودفعت بعض أشهر المستخدمين للبحث عن منصات بديلة، واستغلت الشركات المنافسة الفرصة في عمل تطبيق مشابه يجذبهم ويجلب أرباحا.
أدرج “ثريدز”، وهو تطبيق للنصوص تابع لإنستغرام، على متجر التطبيقات على أجهزة شركة آبل؛ ليكون متاحا للتثبيت على الأجهزة اعتبارا من الخميس، وسيسمح للمستخدمين بمتابعة الحسابات التي يتابعونها على “إنستغرام” والاحتفاظ باسم المستخدم نفسه؛ ما يسهل جذب مستخدمين بعدد كبير في أول الإطلاق، كما يتوقّع محمد.
هل يحل محل “تويتر”؟
ينبّه تامر محمد أولا في هذه النقطة إلى أن كل تطبيق حظي بفترة جذب كبير للمستخدمين، ففي نهايات العقد الأول من القرن الحالي كان “فيسبوك” هو الأكثر انتشارا، لكن الحال تغيّر بظهور “إنستغرام”، الذي استمال شريحة كبيرة وبات هو “الأشهر بين الشباب”، وسط منافسة مع تطبيقي “تيك توك” و”سناب شات”.
لذلك يرجح أن يكون “ثريدز” تطورا طبيعيا ونوعيا لتطبيقات التواصل الاجتماعي، وأحد المنافسين الأقوياء لتويتر، إذا توفّر شرطان، هما تلبية حاجات الشباب، وتلقيه دعما كافيا من الشركة الأم “ميتا”.
من جانبه، يتوقع محمود فرج نجاحا للتطبيق الجديد على أساس قدرة “ميتا” على الجذب، ضاربا المثل بأن عدد مستخدمي “فيسبوك” (التابع لميتا) نحو 3 مليارات، بينما عدد مستخدمي تويتر 350 مليونا؛ ولذا “من السهل لميتا استقطاب مستخدمي تويتر بشكل كبير وسريع”.
إلا أنه في نفس الوقت سيتوقف ذلك على:
⦁ سهولة استخدام “ثريدز” والإمكانيات التي سيتم طرحها.
⦁ إذا ما كانت قدرات التطبيق الجديد مشابهة لتويتر أم به تحسينات وإضافات أخرى.
⦁ سياسة “ميتا” ستحدّد “الفئات المستهدف” استقطابها، وهل يتوقف الأمر على “الصفوة” أم كل المستخدمين.
منافسون جدد
الأمر يبدو أنه لن يتوقف عند “ميتا” و”تويتر”، فينتظر فرج أن هذه المنافسة ستدفع بالمزيد من الشركات الناشئة للنزول للساحة وتقديم تطبيقات جديدة أيضا.
في حال عدم تعديل ماسك قراراته، وتحسين جودة وأداء “تويتر”، فمن الممكن سقوط الشركة، حسب قول خبير تكنولوجيا المعلومات.
لكن إسلام غانم لا يتوقع “تحولا جذريا” بعد إطلاق “ثريدز”، بذهاب مستخدمي “تويتر” للتطبيق الجديد، أو أن يحل محل “تويتر”، لكنه يرى أن “ثريدز” سيكون له تأثير بسيط، وقد يحمله المستخدمون كتطبيق إضافي.
كما لا يستبعد أن الشركات المملوكة لماسك ستتخذ خطوات إذا نجح تطبيق “ميتا” الجديد؛ حتى لا يستحوذ على السوق.