زلزال تركيا وسوريا: أردوغان يطلب الصفح عن التأخر في إغاثة المنكوبين
طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصفح عن التأخر في إغاثة المنكوبين بالزلازل المدمرة التي ضربت جنوب شرقي البلاد في وقت سابق من الشهر الجاري.
وفي زيارة لمدينة أديامان (حصن منصور)، إحدى المناطق المنكوبة، ألقى أردوغان بلائمة التأخر في أعمال الإغاثة على صعوبة الطقس وأحوال الطرق.
وقال: “بسبب الآثار المدمرة للزلازل والطقس السيء، لم نستطع القيام بأعمالنا على الوجه الذي أردناه في أديامان في الأيام القليلة الأولى. وإنني أعتذر عن ذلك.
ويعّد مثل هذا الإقرار بالفشل أمراً نادر الحدوث من جانب أردوغان، الذي يواجه منافسة شديدة في انتخابات رئاسية مقرر عقدها في مايو/أيار المقبل، بعد عشرين عاماً قضاها في السلطة.
ويسعى أردوغان للفوز بفترة رئاسية جديدة. وأجريت آخر انتخابات رئاسية في 2018، وحقق فيها فوزاً سهلاً على منافسه العلماني المعارض.
ويصف مراقبون الانتخابات المقبلة بأنها الأشرس التي يواجهها أردوغان منذ وصوله إلى السلطة في عام 2003.
وقتلت سلسلة هزات أرضية -بدأت بزلزال مدمر بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر- وقعت في مناطق شاسعة تمتد من جنوب شرقي تركيا إلى شمال غربي سوريا، أكثر من خمسين ألفاً في الدولتين.
ووقعت الكارثة في تركيا في وقت كان أردوغان يكتسب زخماً وتتزايد شعبيته من انخفاض بعد معاناة اقتصادية شهدتها البلاد العام الماضي.
وبعد وقت قصير من وقوع الزلزال المدمر، أقرّ أردوغان بأوجه قصور في تعامُل الحكومة التركية مع الكارثة، بعد انتقادات حادة لحكومته، إذ قال البعض إن الأمر استغرق وقتاً طويلاً جداً حتى وصل رجال الإنقاذ إلى المناطق الأكثر تضرراً.
وفي سياق متصل، أعلن البنك الدولي الاثنين أن الزلزال العنيف والهزات الارتدادية التي أعقبته، تسببت بخسائر تتجاوز قيمتها 34 مليار دولار.
وقالت المؤسسة في بيان إن هذا المبلغ يساوي 4 بالمئة من الناتج الداخلي الإجمالي لتركيا عام 2021، موضحة أن التقدير لا يشمل كلفة إعادة الاعمار التي “قد تتجاوز ضعفي” هذه القيمة ولا تداعيات هذه الكارثة على النمو المقبل في تركيا.
وأشار البنك الدولي إلى أن الهزات الارتدادية التي ما زالت تسجّل قد تؤدي إلى زيادة المبلغ الإجمالي للضرر الناجم عن الكارثة، علماً بأن هذا المبلغ لا يأخذ في الاعتبار الأضرار التي لحقت بشمال سوريا المتضرّر أيضاً من الزلزال.
وتسبب زلزال 6 شباط/فبراير الذي بلغت قوته 7,8 درجات، في تدمير أو إلحاق أضرار جسيمة بأكثر من 170 ألف مبنى في 11 محافظة.
وتستضيف المحافظات التركية المتضررة التي تعد من الأفقر في البلاد، أكثر من 1,7 مليون لاجئ سوري، وفق البنك الدولي.