مصرع 58 مهاجرا قبالة جنوبي إيطاليا
- كاثرين أرمسترونغ
- بي بي سي نيوز
لقي ما لا يقل عن 58 مهاجرا، بينهم طفل، مصرعهم بينما نجا العشرات بعد غرق قارب كان يقلهم وسط أمواج هائجة قبالة جنوبي إيطاليا.
وبحسب ما ورد تحطم القارب أثناء محاولته الوصول إلى شاطئ قرب بلدة كروتوني الساحلية في منطقة كالابريا، وكان على متنه حوالي 150 شخصا.
وانتشلت السلطات الإيطالية العديد من الجثث من على شاطئ منتجع قريب من البحر.
وتحاول أعداد كبيرة من الأشخاص الفرار من الصراع والفقر بالعبور من أفريقيا إلى إيطاليا كل عام.
وقدر مسؤولون محليون عدد القتلى المؤكدين في المأساة الأخيرة بما بين 58 و59 قتيلا. وفي وقت سابق قال خفر السواحل الإيطالي إنه انتشل 80 شخصا أحياء “منهم تمكنوا من الوصول إلى الشاطئ بعد غرق القارب”.
وقالت مانويلا كورا المسؤولة بالحكومة المحلية لوكالة رويترز إن القارب غادر مدينة إزمير الساحلية التركية قبل ثلاثة أو أربعة أيام.
وأوضح المسؤولون الإيطاليون أن معظم من كانوا على متن القارب من أفغانستان وباكستان والصومال وإيران. وقال الرئيس سيرجيو ماتاريلا إن الكثيرين يفرون من “ظروف صعبة للغاية”.
وأكدت شرطة الجمارك اعتقال أحد الناجين بتهمة تهريب المهاجرين.
وبحسب ما ورد غرق القارب بعد اصطدامه بالصخور أثناء الطقس القاسي، مما أدى إلى إطلاق عملية بحث وإنقاذ كبيرة في البر والبحر.
تُظهر لقطات فيديو أخشابا من بقايا القارب محطمة وملقاة على الشاطئ بجانب بقايا من أجزاء الهيكل نفسه.
وشوهد الناجون متدثرين ببطانيات، أثناء تلقي الرعاية من العاملين بالصليب الأحمر. ونقل البعض إلى المستشفى.
قال رئيس بلدية كروتو، أنطونيو سيراسو، لشبكة راي نيوز:”كانت هناك عمليات إنزال على الشاطئ ولكن لم تحدث مأساة كهذه على الإطلاق”.
وأعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، التي انتُخبت العام الماضي بتعهد وقف تدفق المهاجرين إلى إيطاليا، عن “أسفها العميق” للحادث، وألقت باللائمة في الوفيات على المهربين.
وقالت في بيان “من غير الانساني مقايضة حياة الرجال والنساء والأطفال بثمن التذكرة التي دفعوها من منظور خاطئ برحلة آمنة”.
وقال كارلو كاليندا، وزير الاقتصاد الإيطالي السابق، إنه يجب إنقاذ الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في البحر “مهما كان الثمن”، لكنه أضاف أنه “يجب إغلاق طرق الهجرة غير الشرعية”.
وتعهدت حكومة ميلوني اليمينية بمنع المهاجرين من الوصول إلى شواطئ إيطاليا وفي الأيام القليلة الماضية دفعت بقانون جديد صارم يشدد القواعد المتعلقة بعمليات الإنقاذ.
بحسب منظمات تراقب الوضع، لقي أكثر من 20 ألف شخص مصرعهم أو فقدوا في وسط البحر الأبيض المتوسط منذ عام 2014.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان دير لاين إنها شعرت “بحزن عميق” جراء الحادث، مضيفة أن “فقدان أرواح المهاجرين الأبرياء مأساة”.
وأكدت على أهمية “مضاعفة جهودنا” لإحراز تقدم في إصلاح قواعد اللجوء في الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات المتعلقة بالهجرة إلى أوروبا.
ومن جانبه قال البابا فرانسيس، الذي غالبا ما يدافع عن حقوق المهاجرين، إنه يصلي من أجل الموتى والمفقودين والناجين.
وقالت ريجينا كاترامبون، مديرة محطة المساعدات البحرية للمهاجرين، التي تنفذ عمليات البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط لبي بي سي، إن الدول الأوروبية يجب أن تعمل معا لمساعدة المحتاجين.
كما دعت إلى إنهاء “الرؤية قصيرة النظر”، التي ترى أن الدول الأقرب جغرافيا إلى أفريقيا والشرق الأوسط يجب أن تأخذ زمام المبادرة في معالجة هذه القضية.
وشددت على أنه لا يوجد حتى الآن “أي تعاون بين الدول الأوروبية للتنسيق الفعال للذهاب ومساعدة المحتاجين”، وحثت الحكومات على العمل معا لتحسين جهود البحث والإنقاذ وتطوير طرق آمنة وقانونية.