الدوري الإنجليزي الممتاز: من يوقف تقدم مانشستر سيتي بعد فوزه بلقب البطولة مجددا؟
- فيل ماكنالتي
- كبير مراسلي كرة القدم
يبعث تحقيق مانشستر سيتي للقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الخامسة في ست سنوات شعورا بالرهبة بين مَن يبحثون عن طرق للإطاحة بأبطال بيب غوارديولا الرائعين.
احتفظ سيتي بلقبه عندما تغلب نوتنغهام فورست على أرسنال يوم السبت، وهو أمر ينذر بالسوء لأي منافس يبحث عن مؤشرات على تراجع شهية سيتي الشديدة للنجاح.
وفي الواقع، تزداد رغبة سيتي في الحفاظ على تفوقهم حدة، بدلاً من تقديم أي إشارة على أن الفوز بالفضيات يولد اللامبالاة.
سيتي هو أول فريق يفوز بالدوري الانجليزي الممتاز لثلاثة مواسم متتالية منذ إنجاز مانشستر يونايتد في مواسم 2006-2007 و 2007-2008 و 2008-2009.
كما أنهم في طريقهم لمحاكاة الإنجاز التاريخي لمانشستر يونايتد للعام 1999، ليصبحوا ثاني فريق إنجليزي يحرز اللقب ثم يفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.
لقد بنت عبقرية غوارديولا سلالة ستزداد قوة. فهذه ماكينة بدون نقطة ضعف واضحة قام بتجميعها أحد أعظم الشخصيات الإدارية التي عرفتها اللعبة.
واتهم الدوري الإنجليزي الممتاز النادي في وقت سابق من هذا العام، بارتكاب أكثر من 100 انتهاك لقواعده المالية بين عامي 2009 و 2018، لكن سيتي، الذي نفى دائماً ارتكاب أي مخالفات مالية، قال إنه “يتطلع إلى وضع حد لهذه المسألة مرة واحدة وإلى الأبد”.
وسيكونون بالفعل مرشحين أقوياء للفوز باللقب مرة أخرى الموسم المقبل، لذلك فإن الأندية الأخرى التي تضع أعينها على الجائزة لديها نافذة صيفية قصيرة للتوصل إلى خطة لإخراج هذا القوة الكروية الساحقة التي يبدو أنه لا يمكن إيقافها.
هل يمكن لأحد أن ينجو من ضغط السيتي؟
أصبحت قدرة سيتي التي لا هوادة فيها على ممارسة الضغط وكسر حتى أقوى المنافسين له علامته الخاصة، حيث حقق 24 مباراة بدون هزيمة ليؤمن لقب الدوري ويمضي إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد مانشستر يونايتد في ويمبلي قبل لقاء نهائي دوري أبطال أوروبا مع إنتر ميلان في اسطنبول.
ويضغط سجلهم الحافل على منافسيهم في السنوات الأخيرة.
وجلبت عودة ليفربول الرائعة تحت قيادة يورغن كلوب لقباً واحداً فقط، وهو الأول من نوعه منذ 30 عاماً، في ما يعتبر حقاً نهضة ذهبية في آنفيلد.
وخسر الريدز مرتين بفارق نقطة واحدة في اليوم الأخير، بعد سلسلة من 14 انتصاراً متتالياً لسيتي في العام 2019 قبل ثلاثة أهداف متأخرة في خمس دقائق شهدت صعود فريق غوارديولا من خسارة بنتيجة 2-0، للفوز على أستون فيلا في اليوم الأخير الموسم الماضي.
وتحول تقدم أرسنال هذا الموسم، وخسر مرتين أمام سيتي بطريقة مقنعة، قبل أن يتعرض للإرهاق.
ولم يضع سيتي على منافسيه ضغط كرة قدم فقط، بل كان أيضاً ضغطاً عقلياً وجسدياً.
من الذي سيصعد لمنافسة سيتي العام المقبل؟
قد يكون ليفربول قد تراجع عن الفوز بالألقاب هذا الموسم، حيث أنهى الموسم خالي الوفاض بعد فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة الموسم الماضي.
وبدا فريق كلوب وكأنه مكسور جسدياً ونفسياً لبعض الوقت بسبب ذلك المجهود، وخسر اللقب ثم خسر نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد.
ومع ذلك، في بداية الموسم المقبل، نتوقع تجديد فريق ليفربول وإعادة التركيز على استقبال وجوه جديدة في خط الوسط، والتعافي جاري بالفعل مع سلسلة من الانتصارات في نهاية هذا الموسم.
جود بيلينغهام، لن يصل إلى أنفيلد ما أصاب الكثير من مشجعي ليفربول بخيبة أمل، لكن التعزيزات القوية ستبدأ، مع وجود ماسون ماونت لاعب تشيلسي، وأليكسيس ماك أليستر الفائز بكأس العالم في الأرجنتين ولاعب بايرن ميونيخ رايان غرافينبيرش على الرادار.
وأوضح كلوب نواياه بالمطالبة ببدء الموسم التحضيري في أقرب وقت ممكن استعداداً لهجوم جديد على الألقاب. لن يكون مفاجئاً أن نرى ليفربول يجدد معركته مع سيتي على قمة الجدول ويبرز كأشد منافسيه.
وفي ما يتعلق بأرسنال، سيطلب المدرب ميكيل أرتيتا التحسينات المطلوبة بعد موسم رائع كان من المتوقع أن يقاتل فيه أرسنال من أجل مكان في المراكز الأربعة الأولى في أحسن الأحوال، وليس أن يأتي في المرتبة الثانية بعد سيتي.
ويأمل أرسنال أن تشمل المرحلة التالية من التطوير، ضم قائد وست هام يونايتد المتميز ديكلان رايس.
وإذا كان بالإمكان التوقيع مع اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، فلن يكون ذلك مؤشراً على عزمهم على التحدي مرة أخرى فحسب، بل سيكون مؤشراً أقوى على أن أرسنال أصبح مرة أخرى وجهة لمن لديهم طموح كبير يسعون للحصول على أكبر الجوائز.
ومن جهته، قطع مانشستر يونايتد خطوات بطيئة نحو الخروج من سنوات الانتصارات المثيرة هذا الموسم.
فقد فازوا بكأس رابطة الأندية الإنجليزية، وهي الكأس الأولى التي يفوزون بها منذ العام 2017، بينما كانوا يطاردون المراكز الأربعة الأولى ويصلون إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، لكن هناك حاجة إلى دعم الفريق قبل أن يتمكنوا من تحدي سيتي في سعيهم الطويل للحصول على اللقب.
ويجب أن تكون الأولوية التالية لتين هاغ هي تأمين وجود لاعب هداف، لمنح يونايتد أفضلية يفتقر إليها، خاصة بعيداً عن أرضه.
وليس من المستغرب أن يرتبط هاري كين، كابتن إنجلترا، بأخبار ترجح انتقاله من توتنهام، كما جذب فيكتور أوسيمين، لاعب نابولي انتباه يونايتد أيضا.
ودفع تين هاع يونايتد إلى الأمام، حيث بنى قاعدة أولية بشكل مثير للإعجاب، لكن لا يزال من الصعب رؤيتهم يتحدون سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز باستثناء موسم صيف رائع، على الرغم من أنه سيكون من المثير للاهتمام معرفة التأثير الذي قد يلعبه المالكين الجدد المحتملين للنادي.
وقام نيوكاسل يونايتد بمسيرة نحو دوري أبطال أوروبا تحت قيادة المدرب إيدي هاو، مدعوماً بالثروات الضخمة للجهة المالكة والعمل الذكي الذي قاموا به في الأسواق والذي جاء بمعدل ربما فاجأهم حتى.
ومن الصعب رؤية طموحهم يتراجع الآن، لذلك توقعوا صيفاً من النشاط الجريء في تاینساید. وقد لا يأتي التحدي على اللقب في الموسم المقبل لكنه بلا شك الهدف بعيد المدى.
ثم هناك المجهول العظيم، تشيلسي.
ومر البلوز بموسم سيء تحت قيادة المالكين الجدد.
وقد أنفقوا حوالي 600 مليون جنيه إسترليني بشكل كبير وبدون تخطيط، وتمت إقالة المدير الفني توماس توخيل وخلفه غراهام بوتر لم يستمر سوى لـ 31 مباراة فقط.
ووافق المدرب ماوريسيو بوكيتينو على إزالة ما يبدو أنه فوضى في الفريق، لكن بلا شك هناك موهبة.
إذا سُمح لبوكيتينو باتخاذ القرارات الكبيرة ولم يتم اجباره على توقيع صفقات معينة وإذا مارس إدارة الرجل الحاذق التي جعلته محبوباً للغاية من قبل جماهير توتنهام، فقد يكون هناك فريق ناجح داخل تشيلسي ينتظره.
وسيبقى سيتي الفريق الذي يجب التغلب عليه.
ورغم كل طموحات منافسي سيتي، لا يزال من الصعب للغاية تأمين عدم احتفالهم بلقب آخر هذه المرة الموسم المقبل.
ولن يقف فريق غوارديولا في انتظار لحاق الآخرين، إذ لن يكون على دراية برغبات منافسيه فحسب، بل سيضع خططاً للقضاء عليها.
قد يكون هناك تغيير في المستقبل مع وجود شكوك حول مستقبل كل من إيمريك لابورت وحتى القائد اللامع إيلكاي غوندوغان، لكن سعي غوارديولا إلى الكمال سيجعله يحاول أن يبدأ الموسم المقبل أقوى مما أنهى الموسم الحالي.
ويبدو أن بيلينغهام في طريقه إلى ريال مدريد لكن سيتي سينتظر الانقضاض على ذلك، في حال كان هناك أي عقبة. ويرتبط المدافع الكرواتي الشاب البارز يوسكو غفارديول بالانتقال إلى ملعب الاتحاد. وذكر اسم ماتيو كوفاسيتش لاعب تشيلسي أيضاً في سوق الانتقالات.
وكان إرلينغ هالاند الرائع بمثابة تغيير في اللعبة حتى بالنسبة لفريق سيتي الذي يتفوق على الجميع، وسيبحث غوارديولا عن لاعب آخر يمكنه تغيير اللعبة بشكل أكبر لصالحه.
هذه هي المعادلة التي يجب على من يريدون وضع حد مؤقت لهيمنة سيتي حلها.