تجدد أعمال العنف في غرب دارفور بالسودان
عندما تكون طاقتك منخفضة، هل يستحق الأمر تجربة «يربا ميت»، و«شاي ياوبون»، و«ماتشا»، وغيرها من المشروبات التي تغزو عالم القهوة والشاي، التي تعد بمزايا الطاقة وفوائد صحية مماثلة؟ إن بدائل القهوة مثل هذه غالباً ما تُسوق على أنها مشروبات صحية، حسب المجلس الدولي لمعلومات الغذاء.
كيف إذن يتراكم بعض البدائل الشائعة بصورة تغذوية؟ هل تعتمد على الكافيين لتعزيز الطاقة؟ أم تحتوي على مركبات نباتية يُحتمل أن تكون صحية (أو غير صحية)؟
أساسيات القهوة والشاي
وفقاً لمسح أجرته الجمعية الوطنية للبُن، فإن 70 في المائة من الأميركيين البالغين يشربون القهوة، و62 في المائة يشربون القهوة بصفة يومية. وقد ربطت الدراسات الرصدية مركبات «بوليفينولات» ومضادات الأكسدة في حبوب البن مع فوائد صحية، بما في ذلك انخفاض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والاضطرابات التنكسية العصبية مثل داء «باركنسون» وألزهايمر. ومع ذلك، فإن معظمنا لا يشربها لهذه الأسباب.
يستمتع عُشاق القهوة بطاقة الكافيين المُعززة التي تحسن من الوضوح والتركيز، ويستمتعون بعطرها ونكهتها الغنية والعميقة. ومع ذلك، ليس الجميع من المعجبين بالقهوة، فالكافيين يجعل بعض الأشخاص يشعرون بالتوتر، ويمكن للكافيين والحموضة أن تهيج المعدة الحساسة.
أما الشاي، ابن عم القهوة، فهو ثاني أكثر المشروبات شعبية على مستوى العالم بعد الماء، ويستمتع به ثلث الأميركيين. يحتوي معظم أنواع الشاي على نحو نصف كافيين القهوة (تحتوي أنواع الشاي العشبي على القليل منها أو لا شيء) مع حموضة أقل. يحتوي الشاي على مركبات مضادة للأكسدة تعزز الصحة، مثل «فلافانول».
مقارنة الكافيين: تحتوي 8 أونصات من القهوة المخمرة على نحو 95 ملغم من الكافيين، والقهوة الفورية نحو 60 ملغم، والشاي الأسود نحو 47 ملغم، والشاي الأخضر نحو 28 ملغم.
معلومات عن «يربا ميت»
«يربا ميت» أو البهشية البراغوانية، هي شاي عشبي من شجرة «آيلكس باراغوارينيسيس»، التي تنبت في أميركا الجنوبية، وله نكهة لاذعة ومُرّة أكثر من أنواع الشاي الأخرى. يحتوي على «بوليفينولات» المضادة للأكسدة مثل حمض الكلوروجين، إضافةً إلى كمية من الكافيين تماثل القهوة أو ربما أكثر (من 80 إلى 175 ملغم لكل كوب). تشير الأبحاث الأولية إلى أنه قد يُعزز فقدان الوزن وخفض الكوليسترول في الدم، لكنها دراسات غير حاسمة. يُبلغ المستخدمون عن انخفاض الإرهاق والتركيز بصورة أفضل – على الأرجح من محتوى الكافيين فيه – وإنما من دون توتر.
الأثر السلبي: قد يؤدي بعض طرق معالجة «يربا ميت»، مثل تجفيف الأوراق بالدخان، إلى استخدام الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وهي نفس المواد المسرطنة الموجودة في اللحوم المشوية. يربط بعض الأبحاث بين تناول كميات كبيرة من «يربا ميت» بمرور الوقت، وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك الرأس، والعنق، والمعدة، والمثانة، والرئة.
معلومات عن شاي الياوبون
الياوبون شاي عشبي مثل «يربا ميت». نظراً لأن موطنه الولايات المتحدة الأميركية، فله نكهة عشبية خفيفة تشبه الشاي الأخضر. ويحتوي على حمض الكلوروجين ومضادات الأكسدة يُزعم بأن الغرض منها تقليل الالتهاب وتعزيز الطاقة. يحتوي شاي الياوبون على 60 ملغم من الكافيين لكل كوب، كما أنه يوفر الثيوبرومين، وهو مركب يشبه تركيبياً الكافيين الموجود في حبوب الكاكاو والكثير من أنواع الشاي. يزيد الثيوبرومين من تدفق الدم، وقد يزيد من الطاقة واليقظة، لكنّ هذا التعزيز هو أبطأ في البداية، ويستمر لفترة أطول من الكافيين، مما يوفر دفعة سريعة لكنها قصيرة الأجل.
الأثر السلبي: قد يزيد مزيج الثيوبرومين والكافيين من معدل ضربات القلب ويتداخل مع النوم، لا سيما إذا كنت تشرب كمية كبيرة من الياوبون أو تتناوله قريباً جداً من وقت النوم.
معلومات عن شاي الماتشا (مسحوق الشاي)
تأتي نبتة الماتشا من نفس نبات الكاميليا الصينية مثل الشاي الأخضر. لكن بخلاف الشاي الأخضر، تُزرع الماتشا في الظل، مما يحميها من أشعة الشمس والأكسدة، ويسهم في لونها الأخضر الفاتح، ومحتواها العالي من «بوليفينول». تُطحن أوراق الشاي وسيقان الماتشا بالكامل لتتحول إلى مسحوق ناعم، ثم تُخفق بالماء الساخن أو الحليب. تحتوي الماتشا على نحو 40 – 175 ملغم من الكافيين لكل كوب، ولديها نفس «بوليفينولات» المضادة للأكسدة مثل الشاي الأخضر، لا سيما الثيانين والكاتيشين. ومع ذلك، نظراً لأن الأوراق الكاملة تُستخدم في صنع شاي الماتشا، فقد تحتوي على تركيزات أعلى من الشاي الأخضر القياسي.
الأثر السلبي: في حين يحتوي الشاي الأخضر على كميات منخفضة إلى معتدلة من الكافيين، يمكن أن يحتوي شاي الماتشا على كميات عالية للغاية، حتى أكثر من القهوة.
معلومات عن قهوة الهندباء البرية (الشيكورية)
الشيكورية هي جذر نبات «سيكوريوم إنتيبوس» الذي يُجفف ويُحمص ويُطحن لإنتاج المشروب. تحتوي الشيكورية على ألياف بريبايوتك تسمى إينولين التي تتكرمل في أثناء التحميص، مما يعطي المشروب لوناً بنياً داكناً بنكهة الجوز الأكثر حلاوة والأقل مرارة من القهوة التقليدية. ويشبه طعمه القهوة العادية لكنه لا يعطي نفس الدفعة من الطاقة، حيث إنه خالٍ من الكافيين. (يخلط بعض الناس قهوة الهندباء البرية مع القهوة المخمرة لتناول مشروب بأقل محتوى من الكافيين). تُشير الدراسات على الحيوانات إلى أن جذر الهندباء له خصائص مضادة للالتهابات. قد يفيد الإينولين «النبيت الجرثومي المعوي» المفيد وصحة الأمعاء، لكن الكميات الصغيرة الموجودة في قهوة الهندباء البرية من غير المحتمل أن توفر هذه الفائدة.
الأثر السلبي: تتحدر نبتة الهندباء من نفس عائلة: «الدمسيسة» أو عشبة الخنزير، لذلك قد تسبب قهوة الهندباء البرية تفاعلات تحسسية لدى الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه حبوب لقاح عشبة الخنزير.
خلاصة القول
قد تحتوي مشروبات الصحة البديلة للقهوة على مركبات نباتية مماثلة لتلك الموجودة في القهوة العادية والشاي الأخضر أو الأسود. لا بأس من اختيارها إذا كنت تحب المذاق. فقط لا تفترض أنها أكثر صحة، لأنه لا يوجد دليل قوي يدعم ادعاءات فقدان الوزن أو صحة القلب أو الوقاية من السرطان.
يُفضل الاستمتاع بهذه المشروبات من دون إضافات أو بلمسة فقط من الليمون أو العسل أو الحليب غير المحلى أو الحليب النباتي. يمكن أن تؤدي المعالجة والمكونات المُضافة إلى القضاء على أي آثار مُعززة للصحة من المركبات النباتية التي تتكون بصورة طبيعية. على سبيل المثال، يُشير بعض الأبحاث إلى أن إضافة البروتين والدهون إلى الشاي من خلال الحليب أو الكريمر يمكن أن يُقلل من خصائص مضادات التأكسد، وقد يؤدي إلى تعطيل الفلافنويدات. وحتى إذا بقيت المركبات الطبيعية سليمة، فإن تشبع مشروب بالسكر، أو الشراب، أو القشدة المخفوقة يحوله إلى حلويات، مما يُضيع أي فوائد صحية محتملة.