“مخاوف الجوع” تهيمن على زيارة سيدة أميركا الأولى لأفريقيا
وتأتي الزيارة وسط قلق متزايد من وقوع نحو أكثر من 20 في المئة من سكان القارة البالغ عددهم نحو 1.2 مليار نسمة في براثن الجوع بالفعل، في حين يواجه ثلثي السكان خطر انعدام الأمن الغذائي.
وتركز زيارةجيل بايدن على تمكين المرأة وقضايا الأطفال وانعدام الأمن الغذائي الذي عصف بأجزاء من القارة، وتأتي في أعقاب وعود قطعتها الولايات المتحدة للقادة الأفارقة خلال القمة المشتركة بين الجانبين، أواخر العام الماضي.
وقال بايدن، الثلاثاء، إن الهدف من سفر زوجته جيل إلى إفريقيا هو المساعدة في لفت انتباه العالم إلى هذه القضية الحرجة. ووفقا للمتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، بيكي فارمر، فإن سيدة أميركا الأولى ستبحث مع مسؤولين وهيئات نسائية في كينيا، أسوأ أزمة غذاء تشهدها دول القرن الأفريقي منذ عقود.
أنعدام الأمن الغذائي
ويرى مختصون أن اتساع ظاهرة إنعدام الأمن الغذائي في أفريقيا يعود لأربع أسباب تتلخص في فشل السياسات الحكومية، والنمو السكاني المتسارع، والقيود اللوجستية الناجمة عن جائحة كوفيد 19 الحرب الروسية في أوكرانيا، إضافة إلى التغيرات المناخية وما صحبتها من موجات جفاف وفيضانات ضربت أجزاء واسعة في شرق وغرب القارة.
وعلى الرغم من امتلاك أفريقيا أكثر من 60 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، إلا أن تراجع الإنتاج خلال الفترة الأخيرة زاد من مخاوف الجوع في معظم أنحاء القارة.
وأدت تحولات التغير المناخي وما يصاحبها من فيضانات وموجات جفاف إلى نقص كبير في الغذاء في معظم بلدان “القارة السمراء، كما تنعكس الزيادة السكانية سلبا على قدرة الحكومات على توفير السلع الغذائية، خصوصا في إثيوبيا والصومال وكينيا والنيجر ومالي والتي تشكل مجتمعة موطنا لـنحو 80 في المائة من الأشخاص الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي في العالم.
تمكين المرأة
وتبحث جيل بايدن مع عدد من القيادات النسوية في أفريقيا عن الدعم الذي يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة في مجال تطوير المرأة وتمكينها باعتبار أنها تشكل شريحة إنتاجية تسهم بشكل مباشر في حل معضلة الأمن الغذائي.
وفي هذا السياق، تؤكد روث أونيانغ، العضو السابق في برلمان كينيا والناشطة في مجال الأمن الغذائي وتمكين المرأة الأفريقية أن المرأة في أفريقيا تتصدى للعديد من القضايا الملحة وعلى رأسها التعليم والأمن الغذائي حيث تشكل أكثر من 55 في المئة من العاملين في القطاعين.
وتشدد على استحالة معالجة التحديات الكبيرة التي تعاني منها قارة أفريقيا دون تمكين المرأة والاهتمام بتعليمها وتدريبها. وتقول أونيانغ لموقع سكاي نيوز عربية إن الاستثمار في المرأة يعني الاستثمار في مستقبل القارة وذلك بالنظر إلى الدور الاجتماعي والاقتصادي الكبير الذي تقوم به.
وتوضح “إذا أرادت أفريقيا أن تتخلص من مشكلة انعدام الأمن الغذائي فلابد لها من الاستثمار في تطوير المرأة باعتبار أنها تشكل الشريحة الأكثر إسهاما في الإنتاج الزراعي والحيواني والغذائي في معظم البلدان الأفريقية”.
حقائق صادمة
● تعيش معظم بلدان شرق أفريقيا حاليا أوسع موجة جفاف منذ العام 1980، وغطت الموجة أكثر من 90 في المئة من مساحة الصومال، وأجزاء واسعة من أثيوبيا وكينيا والسودان في شرق أفريقيا، إضافة إلى النيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا في غرب القارة.
● يتراجع الإنتاج الزراعي في العديد من البلدان الأفريقية بسبب قصور السياسات التمويلية وعدم الاهتمام بإدخال التقانات الحديثة الأمر الذي جعل إنتاجية الفدان في أفريقيا تقل بأكثر من 40 في المئة في المتوسط مقارنة مع إنتاجية للفدان في أوروبا او الأميركتين.
● تتأثر واردات البلدان الأفريقية من الغذاء، بارتفاع تكاليف الاستيراد والتراجع الكبير في قيم العملات المحلية في أفريقيا. وتتوقع الأمم المتحدة ان ترتفع تكاليف الغذاء بنحو 22 في المئة إذا استمرت القيود اللوجستية المرتبطة بالحرب الروسية في أوكرانيا. وفقدت عملات نحو 20 بلدا افريقيا ما بين 3 إلى 15 في المئة من قيمتها خلال الاشهر الثلاث الماضية.
* أزمة غذاء طاحنة
● 20 في المئة من سكان أفريقيا أي اكثر 270 مليون من يعانون من الجوع.
● 5.8 مليارات دولار سنويا واردات دول أفريقيا من القمح من روسيا وأوكرانيا، وتذهب 90 في المئة من تجارة أفريقيا مع روسيا والبالغة نحو 4 مليارات دولار لتغطية واردات القمح التي تستحوذ أيضا على 50 في المئة من تجارة دول القارة مع أوكرانيا التي تبلغ 4.5 مليار دولار.
● 1.2 مليار نسمة عدد سكان أفريقيا بنهاية 2022 بنمو سنوي يبلغ 3 في المئة مما يعني ارتفاع بنفس النسبة في الطلب على الغذاء.