جنوب السودان.. كيف يتأثر بالصراع الدائر في الخرطوم؟
وأفاد كاك باديت مفوض المنطقة، بأن نحو 6500 عبروا الحدود السبت، وعبر ثلاثة آلاف الأحد.
وكشف داو أتورجونج قائد الجيش في الرنك، أن ثلاثة أرباع الوافدين من مواطني جنوب السودان، والبقية من مواطني السودان وإريتريا وكينيا وأوغندا والصومال.
ودفعت الاشتباكات منذ 15 أبريل الحالي، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر وجنوب السودان.
مخاوف الجنوب
وتخشى دولة جنوب السودان من امتداد تأثيرات الصراع الدائر في الخرطوم إلى أراضيها، مع وجود أكثر من 700 ألف جنوبي في الشمال، والخوف من الهجرة العكسية، واحتمال توقف تدفّق النفط عبر خط الأنابيب الذي يربط حقول النفط الرئيسة في جنوب السودان بميناء بورتسودان.
وربما لم تتأثر صادرات النفط من السودان والجنوب بالاشتباكات حتى الآن، إلا أن الصراع الدائر قد يدفع جنوب السودان- البلد غير الساحلي- إلى تكثيف جهوده للبحث عن بدائل للموانئ السودانية لتصدير النفط، علما أنه خلال شهر مارس الماضي، بلغت صادرات النفط من السودان والجنوب قرابة 77 ألف برميل يوميا.
ملفات هامة
المحلل السياسي الجنوب سوداني، تيكواج فيتر، شرح لموقع “سكاي نيوز عربية”، مخاوف الجنوب من تداعيات صراع الشمال قائلا إن “الصراع في السودان له تأثيرات وتداعيات على جنوب السودان على كافة المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية”.
وبيّن فيتر هذه التأثيرات موضحا:
التأثير السياسي: يعتبر السودان الضامن لاتفاق السلام بين الأطراف المتصارعة في جنوب السودان، والصراع قد يجعل السودان بالضرورة منشغلا بأوضاعه الداخلية.
التأثير الأمني: بين الدولتين حدود مشتركة طويلة تمثل كل منهما العمق الأمني للآخر، وهي المناطق الحدودية بين الدولتين والتي ظلت مأوى تنشط فيها الحركات والتنظيمات المسلحة المعارضة للنظام الحاكم في الجنوب.
– الصراع قد يزيد من نشاطات هذه الجماعات، كما قد يسبب الصراع في السودان في دفع الجماعات المسلحة السودانية لخلق توترات أمنية على طول هذه الحدود وخاصة في منطقة أبيي، والتي قد شرعت الدولتان بتبني آلية لحل الخلاف والنزاع الحدودي عليها.
التأثير الاقتصادي: بين البلدين تعاون اقتصادي وتجاري سيتأثران بالصراع في الخرطوم وما يترتب عليه من عدم الاستقرار في السودان.
– أهم مجالات التعاون الاقتصادي هو النفط، حيث أن نفط جنوب السودان الذي تمر خطوطه عبر الأراضي السودانية، ويتم تصديره عبر ميناء بورتسودان مهدد.
– النفط يمثل العمود الفقري لاقتصاد جنوب السودان بنسبة ربما تزيد عن 98 في المئة.
التأثير الاجتماعي والإنساني: يرتبط بوضعية اللاجئين من جنوب السودان، الذين اختاروا السودان كمكان آمن لهم، فقد باتوا مجبورين على العودة للجنوب، الأمر الذي يرافقه ضرورات مثل إعادة التوطين وتوفير احتياجاتهم الأساسية الضرورية من مسكن ومأكل ومشرب، وكل هذا يحدث في ظل تقارير أممية تشير إلى وجود العديد من المناطق المعرضة للمجاعة في جنوب السودان.