الصين وتايوان: مناورات عسكرية أمريكية فلبينية و”تخطيط” صيني لفرض حظر جوي
قالت وزارة الدفاع التايوانية الأربعاء إن الصين تخطط لفرض منطقة حظر طيران حولها تبلغ 85 ميلا بحريا شمال الجزيرة، في تأكيد لتقرير سابق لوكالة رويترز عن إغلاق المجال الجوي المقرر في الأيام المقبلة.
وقالت مصادر إن بكين تخطط لفرض منطقة حظر طيران في الفترة من 16 إلى 18 أبريل/نيسان، مما قد يعطل الرحلات الجوية في جميع أنحاء المنطقة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير قوله إن حظر الطيران سيؤثر على ما بين 60 و 70 في المئة من الرحلات بين شمال شرق آسيا وجنوب شرق آسيا ، وعلى الرحلات بين تايوان وكوريا الجنوبية واليابان وأمريكا الشمالية.
وتنظر الصين إلى تساي على أنها انفصالية ورفضت دعوات متكررة منها لإجراء محادثات. حيث تقول تساي إنها تريد السلام لكن حكومتها ستدافع عن تايوان إذا تعرضت للهجوم.
وقالت تساي إن رحلتها الخارجية، التي تضمنت الاجتماع مع مكارثي في الولايات المتحدة وتوقفها في غواتيمالا أظهرت عزم تايوان على الدفاع عن الحرية والديمقراطية.
وأثارت الرحلة غضب بكين، مما أدى إلى بدئها تدريباتها العسكرية لإظهار قدرتها على استعادة السيطرة بقوة على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.
وبينما تقول الصين إن الرئيسة تساي إنغ ون تدفع بتايوان في “بحار عاصفة”، فقد بدأت الولايات المتحدة والفلبين أكبر مناورة عسكرية مشتركة بينهما على الإطلاق، في وقت يتزايد فيه النشاط العسكري الصيني في جميع أنحاء المنطقة.
ويشارك في التدريبات التي ستستمر أسبوعين في الفلبين قرابة 18 ألف جندي.
ويتدرب الجنود على استعادة جزيرة بقوات برمائية، وسيحاكون هجوما على سفينة حربية في بحر الصين الجنوبي.
وتقربت الفلبين من الولايات المتحدة بعد أن تولى فرديناند ماركوس الابن رئاسة البلاد العام الماضي.
وقد خُطط للتدريبات منذ فترة، لكنها تأتي بعد يوم واحد فقط من إعلان الصين أنها أنهت مناوراتها العسكرية الخاصة حول جزيرة تايوان.
تدريبات عسكرية صينية
أنهت الصين قبل يومين تدريبات عسكرية استمرت ثلاثة أيام حول تايوان، قائلة إنها اختبرت القدرات العسكرية المتكاملة في ظل ظروف قتالية فعلية، بعد أن مارست ضربات دقيقة وحاصرت الجزيرة التي تعتبرها بكين تابعة لها.
وردت تايوان على إعلان بكين بالقول إنها لن “تخفف أبدا” من جهودها لتعزيز الاستعداد القتالي، وستراقب عن كثب قوات الصواريخ الصينية وتحركات حاملة الطائرات شاندونغ.
وبدأت بكين التدريبات يوم السبت بعد عودة رئيسة تايوان تساي إنغ ون إلى تايبيه عقب اجتماع في لوس أنجلوس مع رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي.
ولم تتخل الصين قط عن التلويح بخيار استخدام القوة للسيطرة على تايوان باعتبارها جزيرة انفصالية تابعة لها، فيما ترفض تايوان ما تصفها بالادعاءات الصينية وتؤكد أنها دولة ذات سيادة مستقلة.
وقال الجيش الصيني إنه “أكمل بنجاح” التدريبات و “اختبر بشكل شامل” قدرات وحدات متعددة في ظل ظروف قتالية فعلية.
وقال التلفزيون الصيني الرسمي في وقت سابق يوم الاثنين، إن طائرات من بينها قاذفات إتش-6 ذات القدرة النووية والمسلحة بالصواريخ، وسفن حربية أجرت تدريبات “لتشكيل حالة حصار متعددة الاتجاهات تشمل الجزيرة”.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إنها رصدت حتى الساعة 10.00 بتوقيت غرينتش يوم الاثنين 12 سفينة صينية و91 طائرة عسكرية في أنحاء الجزيرة، بما في ذلك حاملة طائرات مقاتلة من طراز جيه -15 تنطلق من شاندونغ.
قلق غربي وياباني
قالت وزارة الدفاع اليابانية يوم الاثنين إن شاندونغ نفذت عمليات جوية في المياه القريبة من جزر أوكيناوا اليابانية يوم الأحد.
وقال متحدث باسم الحكومة اليابانية يوم الاثنين إن اليابان تتابع التدريبات العسكرية الصينية حول تايوان “باهتمام كبير”.
لطالما شعرت اليابان بالقلق بشأن الأنشطة العسكرية للصين في المنطقة نظرًا لمدى قرب الجزر اليابانية الجنوبية من تايوان.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه يوم الاثنين، قائلا إن وضع تايوان يجب ألا يتغير بالقوة لأن أي تصعيد أو حادث أو استخدام للقوة هناك سيكون له تداعيات عالمية ضخمة.
وقالت الولايات المتحدة إنها تراقب تدريبات الصين عن كثب وإن تدريباتها تقوض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
وقال مسؤول كبير بالإدارة يوم الاثنين “قنوات اتصالنا مع الصين ما زالت مفتوحة ونحث باستمرار على ضبط النفس.”
أما روسيا، التي أعلنت شراكة “بلا حدود” مع الصين، فقالت الاثنين إن بكين لها كل الحق في الرد على “الاستفزازات” المتكررة ضدها وإجراء تدريبات عسكرية حول تايوان.