روسيا وأوكرانيا: اللاجئون الأوكرانيون الساعون وراء لقمة العيش في مكان جديد
- كارمل أوغرادي
- بي بي سي
عندما استيقظ كل من أناستاسيا كوزمينا وأوليكسي دانكو ذات صباح على صوت القصف قرروا على الفور مغادرة أوكرانيا. أصبح حالهما حال نحو ثمانية ملايين لاجئ أوكراني، فقد واجها صعوبة في العثور على مكان آمن للعيش والعمل.
وصل الزوجان إلى المملكة المتحدة حيث وجدا الناس يتمتعون بطيبة القلب ويقدمون لهم الدعم. لكن العثور على وظائف كان أمرا صعبا. لذلك بدأ الزوجان بمشروعهما الخاص.
انتشر اللاجئون الأوكرانيون في جميع أنحاء العالم. وهذه بعض القصص عن كيفية إيجاد بعضهم طرقا لكسب لقمة العيش في مكان جديد.
“كانت فترة صعبة حقا بالنسبة لنا”
في أوكرانيا عملت أناستازيا كمحامية وكان أوليكسيي صيدلانيا مؤهلا. وكانا أيضا ينظفون الأثاث لجني أموال إضافية.
قالت أناستازيا إنه عندما بدأ القصف في 24 فبراير/ شباط 2022 ، أدركت أنها لا تريد العيش في منطقة حرب.
كان للزوجين أصدقاء انتقلوا إلى إنجلترا، لذا قدما طلبا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للحصول على راع – ووصلوا في النهاية إلى ساوثبورت، ميرسيسايد.
تقول أناستازيا: “لقد كانت فترة صعبة حقا بالنسبة لنا.. توقفت عن وضع مساحيق التجميل والاعتناء بنفسي وبمظهري… كنت بحاجة إلى ستة أشهر لأستعيد قواي واستوعب أنني أصبحت في مكان آمن”.
حاولت أناستازيا الحصول على عمل كمحامية ولكن نظرا لأن المملكة المتحدة لديها نظام قانوني مختلف لم تتمكن من ذلك، وهذا ما دفع بالزوجين للجوء إلى مهاراتهما التي اكتسباها من عملهما الإضافي في تنظيف الأثاث.
لقد وضعا منشورات وفوجئا بتلقي مكالمات من أشخاص يريدون تنظيف بعض قطع الأثاث، وهي قطع لم تكن متسخة في الواقع.
تقول: “ذات مرة ذهب أوليكسيي لتنظيف أريكة صغيرة والسيدة صاحبة الأريكة أعطتنا بعد ذلك بعض الزهور الجميلة لأنها تريد دعمنا، وأرادت مساعدتنا وكانت حقا طيبة القلب”.
إنهما يأملان في مواصلة العمل في هذا المجال، وتقول أناستازيا: “في إنجلترا لدينا حياة أخرى، ولدينا فرصة لتطوير أنفسنا”.
أعلم أنه يمكنني الحصول على حياة أفضل
غادرت يوليا أوكرانيا بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب.
ووجدت راعياً في مدينة نوتنغهام بإنجلترا وقادت السيارة لمدة ثلاثة أيام مع ابنتيها وكلبها. طلبت منا يوليا عدم استخدام لقبها لأن زوجها لا يزال في أوكرانيا.
هناك في موطنها، كانت يوليا تدير مشروعا ناجحا لبيع فساتين الزفاف واقترحت راعيتها أن تبدأ العمل مرة أخرى.
تقول: “إنها فكرة مجنونة، لكنني أعتقد أنني أستطيع المحاولة … فمهنتي هي حياتي”.
وقد أحضر أحد أصدقاء زوج يوليا، الذي جاء هو الآخر إلى المملكة المتحدة برا مستخدما سيارته، جميع آلات الخياطة والأقمشة وتماثيل العرض لها وباتت يوليا تأمل في أن تتلقى بعض الطلبات لصنع فساتين الزفاف.
وتقول: “ليس الأمر سهلا لأن نظام الأعمال في إنجلترا مختلف، وليس كما هو الحال في أوكرانيا”.
كافحت يوليا من أجل جعل مشروعها الخاص في صناعة فساتين الزفاف ناجحا، لكنها قررت استخدام مهاراتها وشغفها للحصول على وظيفة خياطة بدوام كامل.
تقول يوليا إنه على الرغم من أن عدم قدرتها على الاستمرار في عملها أمر مخيب للآمال، إلا أنها سعيدة بحياتها الجديدة.
“لدينا مكان جميل، لدينا أسرة عمل لطيفة … أفعل ما أحب القيام به، لذا يمكنني القول إنني محظوظة”.
تقول إنها ستحاول مرة أخرى إطلاق عملها في المستقبل القريب.
“تحتاج لأن تشغل ذهنك بأمر ما لتشعر بتحسن”
كانت بولينا تعد الأطفال في مدرستها للرقص في مسابقة عندما غزت روسيا أوكرانيا.
تقول: “بدأت الحرب وكل ما خططت له ذهب أدراج الرياح وبات لا معنى له”.
كانت بولينا تسكن بجانب مصنع للدبابات في لفيف، وأدركت بسرعة أنه سيكون هدفا للقوات الروسية. في صباح اليوم التالي، غادرت إلى بولندا، وبعد شهر انضمت إلى شقيقتها التي كانت تعيش في كندا منذ بضع سنوات.
وتقول بولينا: “كان الأمر صعبا حقا لأني كنت أشعر بأني ما زلت جزءا من أوكرانيا، لكنني هنا في كندا حيث كل شيء مختلف تماما”.
وتضيف: “عليك أن تفعل شيئا، وأن تشغل ذهنك حتى تشعر بتحسن”.
حصلت بولينا على عمل في التوظيف والتشغيل لكن شغفها الحقيقي هو تعليم الرقص.
استأجرت مساحة في استوديو خاص وأطلقت على مشروعها اسم بولي للرقص، حيث باتت تقوم بتعليم الأطفال الكنديين وأطفال اللاجئين الأوكرانيين الآخرين الرقص.
تقول: “تعليم الرقص يمنحني الشعور بتبادل الطاقة الإيجابية مع الأطفال..إنه أمر يجعلني أشعر بالسعادة”.
“أشعر بهذا الخوف في أعماقي”
غادر فولوديمير وريجينا رازوموفسكايا أوكرانيا قبل عام.
لقد أُجبرا على مغادرة منزلهما في دونيتسك عندما استولى الانفصاليون على المنطقة في عام 2014 ودمرت أعمالهم.
هرب الزوجان إلى كييف حيث أقاما مشروعا آخر لبيع النباتات.
لكن عندما وقع الغزو الروسي اضطرت العائلة إلى الفرار مرة أخرى – هذه المرة للانضمام إلى الأصدقاء في مدينة بيرث، غرب أستراليا.
تتساءل ريجينا “هل يمكنك أن تتخيل مجرد مغادرة منزلك؟ أن تترك عملك؟ وتترك أصدقاءك؟”.
وتمضي للقول: “حتى بعد مرور عام، ما زلت أشعر بهذا الخوف في أعماقي من المجهول، فليس لدي أدنى تصور لما قد يحدث”.
تقول ريجينا إن الترحيب الذي وجدوه في أستراليا منحهم الشعور بأنه بإمكانهم البدء من جديد.
يعمل فلوديمير الآن بدوام كامل لأن شركته في أوكرانيا تحقق 10 في المئة فقط مما كانت تجنيه قبل الحرب.
تقول ريجينا: “عندما تثق في وجود مستقبل لك، فإنك تشتري النباتات”.
وتتابع: “الناس في أوكرانيا الآن مرهقون للغاية، وقد سئموا من الحرب لدرجة أنهم فقدوا الثقة في كل شيء”.
شارك في التغطية أليكس بيل وجيس كويل