وساطة الصين في الملف الأوكراني.. احتمالات النجاح والإخفاق
في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، يرى باحث روسي أن فرص نجاح الصين في وقف الحرب بين موسكو وكييف تظل واردة، خاصة مع مكاسب تنتظرها بكين، واعتزام جين بينغ التحدث مع نظيره الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، للمرة الأولى منذ بداية الصراع، بينما شكك باحث أوكراني في نجاح المحاولة التي تتطلب “اتفاقا صعبا” بين أطراف الحرب.
وتثار الأسئلة حول قدرة التنين الصيني على إطفاء النيران قبل الانزلاق لحرب أوسع نطاقا.
4 أسباب للنجاح
يتوقع الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، نجاح مبادرة السلام الصينية والوساطة في أزمة أوكرانيا، نظرا لأربعة أسباب، بحسب وجهة نظره وهي:
• الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة وسط مطالب الكونغرس بوقف الدعم لأوكرانيا.
• تأخير أوروبا للمساعدات العسكرية، بسبب “نفاد” مخازنها ووضعها العسكري الرخو.
• كييف في وضع عسكري صعب، ومحاصرة في الشرق بالكامل مع تراجع لقواتها في الجنوب.
• ميول موسكو لدخول أي مبادرة ترعاها الصين، لأنها تعلم جيدا المخاوف الروسية.
مكاسب بكين
الرئيس الصيني سيزور دولا أوروبية أخرى كجزء من رحلته إلى روسيا الأسبوع المقبل، وغالبا سيكون الحل في أوكرانيا محور المباحثات، وهنا يضيف بلافريف، أن بكين تراهن على مكاسب في تلك المبادرة أيضا، ولذلك ستسعى بكل قوة إلى إنجاحها، ومنها:
• منافسة واشنطن في الملعب الدولي، مما يدعمها في التصدي للعقوبات الضارة بالمصالح الصينية.
• تعزيز التعاون أكثر مع روسيا.
• كسر الهيمنة الأوروبية والغربية على كييف.
وبدأت الصين فعليا في كسب أراضٍ جديدة داخل معترك السياسة العالمية، يمكنها من لعب دور راع السلام واستبدال الدور الأميركي في طريقها للهيمنة العالمية، وهو ما يتضح في سعيها لإبرام مصالحة بين روسيا وأوكرانيا، بينما تنحاز واشنطن لأوكرانيا وتدعمها بالمال والسلاح بشكل صريح ضد موسكو.
الاتفاق الصعب
المعسكر الأوكراني يرى أن الأهم من السلام هو صيغة وبنود اتفاق السلام، بحسب تعبير نعومكن بورفات، المتخصص في السياسية الدولية بجامعة تافريسكي بأوكرانيا.
وحول هذه النقطة، أكد بورفات ضرورة انسحاب روسيا من جميع الأراضي الأوكرانية قبل الجلوس على مائدة مفاوضات.
وتوقع بورفات أن تنجح الصين في وقف مبدئي لإطلاق النار بين موسكو وكييف، ولكنه رجح أن التوصل لاتفاق شامل “أمر صعب”، نظرا للاختلاف الكامل في وجهات النظر بين طرفي الحرب، مشيرا إلى أن “التخوف الأكبر في تلك المرحلة هو إجبار كييف على سلام يكون سيء السمعة”.
ويستشهد بورفات بما يقول إنها مؤشرات غير مرضية لكييف تخص تراجع الدعم المقدم لها، ضاربا أمثلة:
• الانقسام في المعسكر الأوروبي بات واضحا فيما يخص التسليح.
• تصريحات ومحاولات الدفع نحو تسوية في ظل التقدم الروسي العسكري في معارك الشرق.
• اتهام كييف الصريح لبعض الدول الغربية، منها ألمانيا وفرنسا، بتعطيل التسليح.
• حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن ضرورة أخذ مخاوف موسكو بجدية.
تحركات الرئيس الصيني الدبلوماسية، الأسبوع المقبل، سبقتها مبادرة طرحتها بكين في فبراير الماضي، تتكون من 12 بندا، لوقف الحرب، لكنها لم تجد صدرا رحبا، واتهم الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، بكين بأنها تفتقر إلى “المصداقية” لطرح أي مقترحات بعد فشلها في “إدانة” روسيا.