هل يضع استهداف “عين الأسد” العراق في عين عاصفة “حرب غزة”؟
وفي هذا السياق، قال مسؤولان أميركيان لرويترز إن الجيش الأميركي أحبط هجوما استهدف قواته في العراق في وقت مبكر من صباح الأربعاء، واعترض طائرتين مسيرتين قبل أن تصلا لهدفهما.
وأحجم المسؤولان، اللذان طلبا عدم ذكر اسميهما، عن الإفصاح عن الجهة التي يشتبه في تنفيذها الهجوم، وفقا لرويترز.
جاء ذلك في وقت رفعت فيه واشنطن مستوى التأهب تحسبا لهجمات من جماعات تدعمها إيران، في ظل تصاعد حاد في التوتر في المنطقة بسبب حرب إسرائيل مع حركة حماس.
وكان البيت الأبيض قال الاثنين الماضي، إن الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا الجهود المبذولة لمنع توسع الصراع في غزة.
وأضاف أن الزعيمين ناقشا أيضا أهمية معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
ويتخوف مراقبون من أن قوى إقليمية قد تعمل على “توريط” دول عربية منها العراق، في صراع دموي مع إسرائيل وحلفائها الغربيين، مطالبين بضرورة التحرك وفق الموقف العربي العام المشدد على رفض العنف والتصعيد والركون لخيار السلام والمفاوضات، وحل القضية الفلسطينية وفق مبادىء ومقررات الشرعية الدولية .
يقول الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية :
* ليس مستبعدا أن يتحول العراق مجددا ساحة تصفية حسابات إقليمية ودولية، على وقع هذا الهجوم بالمسيرات على القاعدة الأميركية بالأنبار، خاصة وأن المزاج العام في الشارع العراقي يميل للتضامن مع الفلسطينيين في ظل ما يرتكب من انتهاكات بحقهم .
* وهذا ما يعطي دفعة للجماعات المسلحة في العراق لاستغلال ما يحصل، والقيام بعمليات استهداف لقواعد عسكرية وربما مقار دبلوماسية غربية في العراق، وهو ما يستوجب من المؤسسات الأمنية العراقية العمل على الحؤول دون ذلك وتعزيز حضورها، منعا لضرب حال الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.
* وما يزيد الوضع خطورة هو أن أطرافا إقليمية تسعى لتوسيع دائرة الصراع لاثبات وجودها وقوة نفوذها في المنطقة، وتوريط دول عربية عديدة كلبنان والعراق وحتى سوريا في حرب مدمرة .
بدوره يقول الكاتب والباحث السياسي جمال آريز، في حوار مع موقع سكاي نيوز عربية :
* لا شك أن هكذا حوادث هي مؤشر مقلق وسلبي على أن العراق معرض للدخول في المعمعة الدموية المحتدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو ما يهدد بتسعير الصراع وليس إخماده .
* تحرك بعض الجهات المسلحة ضد المصالح الأميركية في العراق، والتي هي جزء من محاور خارجية، هو بصراحة رد فعل متهور ولا يخدم مصالح العراق، بل يعرضها للخطر ويسيء لسمعة البلاد ولاستقرارها الأمني والسياسي وعلاقاتها الدولية .
* فالتضامن والتعاطف مع الفلسطينيين لا يكون عبر صب الزيت على النار، بل عبر العمل على تكثيف الجهود الدبلوماسية والوقف الفوري للعنف وتحييد المدنيين والدعوات لاقرار حلول سلمية وسياسية للصراع وللقضية الفلسطينية ككل، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة على قاعدة الدولتين، وهو ما يميز المواقف العربية المتسمة بالعقلانية والمسؤولية .
قاعدة عين الأسد
تقع القاعدة على بعد 180 كيلو مترا عن العاصمة بغداد، ونحو 100 كم متر غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي العراق في ناحية البغدادي، وهي ثاني أكبر القواعد بالعراق بعد قاعدة بلد الجوية، والأكبر في غرب العراق .
كانت تعرف باسم قاعدة القادسية حتى عام 2003 وتتمتع بأهمية إستراتيجية كبرى بسبب موقعها الجغرافي، حيث تقع في أعلى نقطة عن مستوى سطح البحر في تلك المنطقة .
بنت شركات يوغسلافية القاعدة عام 1980، على مساحة 33 كم مربع، وتتسع لأكثر من 5000 جندي مع المباني العسكرية اللازمة لإيوائهم مثل الملاجىء، المخازن المحصنة، ثكنات وملاجىء محصنة للطائرات.
القاعدة المترامية الأطراف تضم كذلك منشآت ومرافق عسكرية خدمية وطبابة وترفيهية عديدة، من قاعات تدريب ومستودعات ومخازن أسلحة وذخيرة وملاعب ومسابح .
تواصلت خلال الحرب العراقية-الإيرانية عمليات البناء على مدى 7 سنوات، حيث انتهى العمل فيها عام 1987، قبل انتهاء الحرب بعام واحد.