هل يصمد حال الحرب.. لماذا شكل حلفاء النجير تحالف عسكري؟
وجاء في ميثاق “ليبتاكو -غورما” الذي وقعته الدول الثلاث وأطلقت عليه اسم “تحالف دول الساحل” أن الاتفاق يرمي إلى إنشاء هيكل للدفاع المشترك والدعم المتبادل بين الأطراف الموقعة عليه، وذلك بعد أن شهدت الدول الثلاث انقلابات عسكرية كان آخرها في النيجر خلال يوليو الماضي، إذ تسببت تلك الانقلابات في توتر العلاقات بينها وبين فرنسا.
ووفق تقديرات خبراء لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن الحلف الجديد الذي يشبه “الفيدرالية الإفريقية” بغرب إفريقيا، يأتي في أعقاب انحياز مجموعة دول غرب إفريقيا” إيكواس” للموقف الفرنسي، ويمهد لأوضاع جديدة في تلك المنطقة، لكن استمراره مرهون بالقوة العسكرية لتلك البلدان ومدى صمودها في وجه العقوبات الاقتصادية.
هل يثبت التحالف الجديد حكم الانقلابيين؟
ووفق مراقبين فإن الاتفاق الجديد والتقارب بين البلدان الثلاث يمثل فرصة أمام عسكريي الساحل الجدد لتعزيز سلطتهم في بلدانهم، كما يمكن أن يثبت أركان سلطتهم الجديدة وفرصة لتخفيف الضغوط الإقليمية والدولية عليهم.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي الفرنسي دومينيك كارايول، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن استمرار دعم العسكريين للاحتجاجات الشعبية المناهضة للوجود الفرنسي والغربي في دول الساحل، وتشويه صورة الغرب، من شأنه أن يعزز سلطة العسكريين الجدد في الداخل والخارج، وبخاصة بعد تلكؤ فرنسا في سحب قواتها من المنطقة.
- هذا التحالف متوقع وبعد الانقلاب في البلدان الثلاث شعرت تلك المجالس العسكرية بضرورة التعاون العسكري والثقافي والاقتصادي بينهم لمواجهة الضغوط الخارجية والعقوبات الغربية ودول إيكواس.
- التحالف الجديد قد يكون دعاية أو مناورة سياسية أكثر من تحالف عسكري فعلي وإن كان تواجده يهدد “إيكواس” ويثير الشك حول استمرار بقائها.
- هذا التحالف تم بفعل التهديدات الداخلية وبينها السلطات العرقية والجهوية فضلا عن تواجد التنظيمات الإرهابية، فضلا عن التهديدات الفرنسية للدول الثلاثة بعد تراجع علاقاتها مع باريس.
- الموقف الموحد في الدول الثلاث تجاه تهديدات مجموعة إيكواس بتنفيذ عمل عسكري محتمل في النيجر عقب الانقلاب الأخير، يثير المزيد من القلق والمخاوف من احتمال تفكك وانهيار إيكواس بعد الانقسامات الأخيرة بين أعضاء المجموعة حول التدخل العسكري من عدمه لأن ذلك يهز ثقة الدول الأعضاء بالمنظمة الإقليمية.
- الانفتاح على روسيا ضد الغرب قد يزيد من نفوذ العسكريين في تلك البلدان بعد نجاحهم في فرض قواعد جديدة ربما تمدد فترة حكمهم خلال السنوات المقبلة.
- ارتفاع شعبية تلك المجالس الانقلابية بعد الضغط على فرنسا وإضعاف توازنها في المنطقة قد يخدم بقائهم في السلطة.
هل يصمد هذا التحالف حال تدخل فرنسا؟
وإعلان البلدان الثلاث عن تحالفها الجديد، جاء في أعقاب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الجمعة، أنَّ السفير الفرنسي في النيجر يتم احتجازه وأن السفير سيلفان إيتيه “لم يعد لديه إمكانية الخروج”، ما يثير التساؤل حول القدرات العسكرية لتلك البلدان ومدى صمودها حال التدخل العسكري الفرنسي.
واعتبرت باريس أزمة النيجر تحديا كبيرا لها لأنه يهدد وجودها في كامل منطقة غرب إفريقيا، وضغطت على مجموعة إيكواس، لتنفيذ تدخل عسكري في نيامي لتحرير الرئيس محمد بازوم وتسليمه السلطة، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وبالنسبة للجيش الفرنسي فهو يصنف في المرتبة رقم 7 بين أضخم 142 جيشًا في العالم، وتعداد الجنود يصل إلى 415 ألف جندي، بينهم 205 آلاف جندي عامل و35 ألف جندي احتياطي، إضافة إلى 175 ألف فرد يمثلون قوات شبه عسكرية، حسبما تشير إحصاءات موقع “جلوبال فاير بور” الأمريكي لعام 2022.
يمتلك الجيش الفرنسي نحو ألف طائرة حربية، وأكثر من 250 طائرة اعتراضية، و125 طائرة تدريب، و46 طائرة مهام خاصة، إلى جانب قوات برية تضم أكثر من 400 دبابة، وأكثر من 6 آلاف مدرعة، فيما يصنف الأسطول البحري الفرنسي، في المرتبة 16 عالميًا، بـ 180 وحدة بحرية، بينها حاملة طائرات واحدة، و3 حاملات مروحيات، و10 غواصات.
جيش مالي فهو بالمرتبة الثالثة بالنسبة لجيوش إيكواس، والـ110 بين أضخم 145 جيشًا، بحجم إنفاق دفاعي 591 مليون دولار، وعدد جنود 20 ألفًا، بينهم 18 قوات عاملة، كما يضم العتاد العسكري لمالي، 39 طائرة حربية، و50 دبابة، و1294 مركبة عسكرية، و45 راجمة صواريخ.
جيش النيجر يأتي في المرتبة الرابعة بين جيوش إيكواس، والمرتبة، الـ119 بين أضخم 145 جيشًا، بحجم إنفاق دفاعي يقدر بـ287 مليون دولار و13 ألف جندي، بينهم 10 آلاف قوات عاملة والباقي قوات شبه عسكرية، ويضم العتاد العسكري 16 طائرة حربية، و728 مدرعة.
جيش بوركينا فاسو، فيأتي في المرتبة الخامسة بين جيوش إيكواس، وبحجم إنفاق دفاعي، 434 مليون دولار، ونحو 17 ألف جندي بينهم 12 ألفًا ضمن القوات العاملة، وعتاد عسكري يشمل 20 طائرة حربية، و1112 مدرعة، و12 مدفعًا متطورًا و5 راجمات صواريخ.
ويقول الخبير العسكري في مالي أداما دياباتي، لموقع ” سكاي نيوز عربية”، إن البلدان الثلاثة لديها الجاهزية العسكرية بعد هذا الميثاق لمواجهة أي عدوان داخلي أو خارجي، كما أن التحالف الجديد يزيد قوتها العسكرية ضد أي مواجهة محتملة.
- دولة مالي تتمتع بأكبر قدر من الخبرة العسكرية، تليها بوركينا فاسو والنيجر، وكل الدول الباقية لا تضاهيها، ولم تخض أبدا أي حرب حتى نيجيريا نفسها القوة العسكرية الأكبر في مجموعة إيكواس.
- أي تدخل عسكري في تلك البلدان سيثير الاضرابات في المنطقة ويساعد تنظيمات الإرهابية والحركات الانفصالية على التمدد والظهور.
- التدخل الفرنسي في أي بلد من البلدان الثلاثة وخصوصا النيجر لن يتم إلا بموافقة الولايات المتحدة لأن فرنسا لا تملك الوسائل لشن حرب في هذه المنطقة.