هل تنتهي عزلة سوريا عربيا بتقاربها مع السعودية ؟
بعد الانفراجة في ملف العلاقات السعودية الإيرانية، كشفت وزارة الخارجية السعودية عن “بدء مباحثات مع وزارة الخارجية السورية”، بشأن استئناف تقديم الخدمات القنصلية في البلدين.
وذكرت قناة “الإخبارية” السعودية الحكومية أن “مصدرا بوزارة الخارجية السعودية كشف عن بدء مباحثات مع وزارة الخارجية السورية، وذلك تعليقا على ما تداولته بعض وسائل الإعلام الدولية”.
وأضاف المصدر أنه “في إطار حرص المملكة على تقديم الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين فإن البحث جار بين المسؤولين في المملكة ونظرائهم في سوريا حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية”.
يأتي ذلك بعد نحو أسبوعين من قرار السعودية و إيران استئناف العلاقات فيما بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، بعد 7 سنوات من التوترات بين البلدين، وذلك بوساطة صينية.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن ثلاثة مصادر مطلعة، الخميس، قولها إن السعودية وسوريا اتفقتا على إعادة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد. ومن شأن هذه الخطوة التمهيد بشكل كبير لعودة دمشق إلى الصف العربي حيث ستكون سوريا ضمن أجندة الجامعة العربية واجتماعها المقبل في السعودية في مايو/آيار المقبل، وكانت الجامعة العربية قد علقت عضوية سوريا في عام 2011 ردا على قمع الأسد للاحتجاجات على حكمه.
وسحبت السعودية سفيرها من دمشق عام 2011، وجمدت علاقاتها الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد، على خلفية قمع قوات النظام للمظاهرات الشعبية السلمية.
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قد قال في تصريحات إعلامية في 8 مارس/ آذار الجاري: “إن هناك حوارا لعودة سوريا للحضن العربي”، مشيرا إلى أنه “يوجد إجماع على أن الوضع في سوريا ليس مقبولا”.
وأشارت التقارير إلى قيام مسؤولين سوريين بارزين بزيارة السعودية في الأسابيع الأخيرة.
وساطة روسية
ونشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا مؤخرا لمراسليها من الشرق الأوسط قالت فيه إن السعودية وسوريا بصدد إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد وساطة روسية، مشيرة إلى أن المحادثات مستمرة بعد إجراء جولات من المفاوضات في موسكو والرياض في الفترة الأخيرة.
وقال مراقبون إن الاتصالات بين الرياض ودمشق اكتسبت زخما بعد اتفاق إعادة العلاقات بين السعودية وإيران، وهي الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد. وستكون عودة العلاقات بين الرياض ودمشق بمثابة أهم خطوة حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي قاطعته العديد من الدول الغربية والعربية بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011.
وأفادت مصادر عدة أن موسكو توصلت إلى اتفاق مبدئي بهذا الشأن خلال زيارة الأسد لروسيا في الأسبوع الماضي،
ويشير هذا التطور إلى الدور الذي قد يلعبه الاتفاق بين طهران والرياض في أزمات أخرى في المنطقة حيث أدى التنافس بينهما إلى تأجج النزاعات في سوريا واليمن.
وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة، بما في ذلك السعودية وقطر، قد دعموا بعض فصائل المعارضة السورية والتي تمكن النظام السوري من إلحاق الهزيمة بها في معظم أنحاء البلاد بمساعدة من قبل إيران وروسيا.
تهميش الولايات المتحدة
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقريرها إن التقارب السعودي السوري قد يترك الولايات المتحدة على الهامش أثناء فترة من التحولات في الشرق الأوسط.
وقد عارضت الولايات المتحدة تحركات دول المنطقة لتطبيع العلاقات مع الأسد، مشيرة إلى تعامل حكومته بوحشية خلال الصراع.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “إن موقف الولايات المتحدة من التطبيع لم يتغير” وإنها لن تشجع دولا أخرى على تطبيع العلاقات مع الأسد.
وبادرت الإمارات، وهي شريك استراتيجي آخر للولايات المتحدة، بالتطبيع مع النظام السوري، واستقبلت بشار الأسد مؤخرا في أبو ظبي.
وعاودت الإمارات فتح سفارتها في دمشق عام 2018 قائلة إن الدول العربية بحاجة إلى المشاركة بشكل أكبر في إيجاد حل للصراع السوري.
ويذكر أن العقوبات الأمريكية عقبة رئيسة أمام الدول التي تسعى إلى توسيع العلاقات التجارية مع دمشق.
خلافات مع واشنطن
كانت الخلافات بين واشنطن من جانب والرياض وأبوظبي من جانب آخر قد تصاعدت منذ وصول إدارة الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض في عام 2020. وشملت تلك الخلافات ملفات عديدة منها الملف النووي الإيراني، والحرب في اليمن، وإدراج جماعة الحوثي على ملف الإرهاب، فضلا عن قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وامتدت الخلافات إلى ملف الحرب الأوكرانية.
فمازالت السعودية والإمارات ملتزمتين بعدم الانحياز لأي طرف في العملية العسكرية الروسية التي بدأت في أوكرانيا بتاريخ 24 فبراير/شباط من العام الماضي.
وتتجنب معظم الدول الحليفة لواشنطن في الشرق الأوسط اتخاذ مواقف قد تنعكس سلبا على اقتصاداتها، كما ارتبطت دول في المنطقة بعلاقات استراتيجية مع كل من الصين وروسيا.
ومنذ اندلاع الحرب الأوكرانية، تواجه السعودية والإمارات ضغوطا أمريكية لزيادة إنتاج النفط وتصديره للحيلولة دون ارتفاع أسعاره.
وتتضح سياسة الضغط المتبادل بين الولايات المتحدة وكل من الإمارات والسعودية بعدم التزامهما بالعقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على روسيا واستمرار التعاملات المالية مع المصارف الروسية.
ويرى مراقبون أن السعودية تحاول استغلال الحرب في أوكرانيا لمزيد من الضغوط سواء فيما يتعلق بتبعات قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018، أو توريد الأسلحة النوعية والمعدات التي تحتاجها الرياض، أو الكف عن توجيه الاتهامات بـ”انتهاك حقوق الإنسان” في المملكة.
هل تنتهي عزلة سوريا عربيا بتقاربها مع السعودية ؟
ما الذي يعنيه التقارب السعودي السوري الآن؟
هل تسفر هذه الخطوة عن عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين؟
وهل تؤدي إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية؟
هل يعكس التقارب السعودي السوري تهميشا لأمريكا في الشرق الأوسط؟
كيف ترون الوساطة الروسية في هذا الملف؟
وكيف انعكس الاتفاق السعودي الإيراني على هذه الخطوة؟
وهل بدأ النفوذ الروسي الصيني في إزاحة النفوذ الأمريكي من المنطقة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 27 آذار/ مارس
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابطعلى موقع يوتيوب