نواة الأرض وهبتها “احتضان الحياة”
ولعل أفضل الأدوات لاستشعار هذا العالم الخفي هي الموجات الزلزالية، التي تنتشر من القشرة الرقيقة للكوكب، وتهتز عند مرورها بالوشاح الصخري واللب المعدني.
وعلى الرغم من أن هذا اللب، الذي يبلغ قطره 2442 كيلومتراً، بحيث يشتمل على أقل من واحد في المئة من الحجم الإجمالي للأرض، فإنه مسؤول عن المجال المغناطيسي للكوكب، الذي من دونه لن تكون الأرض كوكب الحياة الذي ارتضى أن يكون ملاذنا الآمن.
وفي دراسة تقودها جامعة يوتا الأميركية ونشرت نتائجها في مجلة “نيتشر” العلمية تبين أن اللب الداخلي ليس تلك الكتلة المتجانسة التي كان العلماء يفترضون وجودها وتكوينها في السابق، ولكنه يشبه إلى حد كبير، قطعة قماش من نسيج متباين.
وقال جوانينغ بانغ، طالب الدكتوراه في قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء بجامعة يوتا إن هذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها النتائج العلمية أن هناك نوعاً من عدم التجانس موجوداً في كل مكان داخل اللب الداخلي.
وجديد الدراسة أن المعدن المنصهر في لب الأرض يرتفع فوق اللب الداخلي الصلب، ويبرد عندما يقترب من وشاح الأرض الصخري.
يولد هذا الدوران نطاقات من الإلكترونات تغلف الكوكب، وبالتالي فإنه من دون اللب الداخلي الصلب للأرض، سيكون هذا الحقل أضعف بكثير وسيتم قصف سطح الكوكب بالإشعاع والرياح الشمسية التي من شأنها أن تجرد الغلاف الجوي وتجعل السطح غير صالح للسكن.