نزوح جماعي مع احتدام الاشتباكات في الخرطوم
موجة نزوح
وتبدو موجة النزوح واضحة بشكل أكبر من المناطق السكنية القريبة من وسط الخرطوم حيث تقع مباني المطار والقصر الرئاسي والقيادة العامة والتي يشهد محيطها اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع.
كما تزايدت أيضا معدلات النزوح من الأحياء الطرفية إلى الأقاليم والمناطق الأخرى البعيدة عن الاشتباكات حتى الآن خصوصا منطقة الجزيرة في وسط البلاد.
استمرت الاشتباكات والضربات الجوية لليوم الخامس على التوالي على الرغم من المهلة المعلنة لأربع وعشرين ساعة والتي بدأت الثلاثاء، وكان من المفترض أن تستمر حتى الرابعة مساء يوم الأربعاء بتوقيت غرينتش، لكنها لم تصمد سوى دقائق محدودة وسط اتهامات متبادلة من طرفي النزاع بمسؤولية كل منهما عن انتهاكها.
انقطاع الخدمات
وإضافة إلى المخاوف الأمنية تدفع الأوضاع الإنسانية المتردية الكثير من السكان إلى مغادرة منازلهم إلى مدن وقرى خارج الخرطوم، أو إحياء أخرى أقل سوءا من منطقة وسط الخرطوم التي تشهد أزمات حادة في الكهرباء والمياه والخبز والمواد الغذائية ومتطلبات الحياة الأساسية.
وتعيش أحياء في الخرطوم لأكثر من 4 أيام بلا كهرباء بعد أن تسبب القصف في تعطيل كوابل رئيسية في بعض المناطق.
وبسبب ندرة وسائل المواصلات وصعوبة الحصول على الوقود اضطر البعض للمشي على الأقدام لمسافات تزيد عن 50 كيلومترا للابتعاد عن المناطق الأكثر خطورة.
شاحنات صغيرة
وتقول أمينة وهي من سكان أحد الأحياء القريبة من المطار إنها قررت الرحيل مع أطفالها إلى منطقة الجزيرة في وسط البلاد بعد أن استأجرت سيارة بثلاثة أضعاف قيمة الأجرة المعتادة.
وأوضحت لموقع سكاي نيوز عربية “تركت كل شيء في بيتي ولا أدري كيف سيكون مصير ما تركناه في ظل حالة الانفلات والدمار الحالية التي تطال معظم احياء الخرطوم.
ويشير الصحفي علي محمد إلى حالة من الهلع في أوساط السكان في ظل الانتشار الكبير للشائعات المخيفة والتي يرى أن بعضها منظم ويدار من غرف الجهات لها مصلحة في الحرب مما يثير الرعب في أوساط السكان ويدفعهم للإسراع في مغادرة العاصمة إلى اي مكان آمن.
ويقول علي لموقع سكاي نيوز عربية إنه لاحظ عند وصوله إلى بوابة الخروج من الخرطوم إعداد كبيرة من المواطنين يتكدسون في شاحنات نقل صغيرة وحافلات ركاب وسيارات خاصة.
ويضيف “عندما ترى تلك المشاهد ينتابك انطباع بأن الخرطوم ستتخلص من كل سكانها خلال الساعات المقبلة”.