مهرجان كان يَصل “السعفة الذهبية”.. أي حظوظ للسينما العربية؟
ويقف 21 فيلما روائيا طويلا في ميزان لجنة التحكيم التي يترأسها المخرج السويدي روبين أوستلوند، الذي سيعلن الليلة اسم الحائز على السعفة الذهبية وباقي جوائز المهرجان الكبرى.
وتتجه الأنظار بقوة إلى فيلم “حكاية سقوط”، للمخرجة الفرنسية جستين تيريت التي قدمت لجمهور المهرجان تحفة سينمائية، بسيناريو محكم عن قصة ساندرا وصموئيل وابنهما المعاق بصريا، دانيال، البالغ من العمر 11 عاما.
ويقدم الفيلم تحقيقا قضائيا مشوها، في رحلة الكشف عن أسباب وفاة صموئيل الذي يعثر عليه ميتا، ليبقى السؤال مطروحا هل قتل أم انتحر.
عن حكاية هذا الفيلم التي شغلت أرجاء المهرجان منذ عرضه، يقول الكاتب والناقد البريطاني بيتر برادشو لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- إنه الفيلم الأوفر حظا للفوز بالسعفة الذهبية، فالسيناريو القوي الذي قدمه جستين رافقه أداء متميز للممثلين.
- ركز الفيلم على عنصر التشويق في حكاية معقدة وحزينة لم تخلوا من اللحظات الكوميدية.
- إن لم يفز الفيلم بالسعفة الذهبية سيخطف إحدى الجوائز الكبرى المهمة لا محالة.
- وبالإضافة إلى الفيلم الفرنسي، تبدو السينما الإيطالية والتركية والبريطانية الأوفر حظا هي الأخرى لتخطف جوائز المهرجان.
كما يقول الناقد السويسري إيغو بروسابوركو لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- لقد شاهدنا في الدورة الـ 76 لمهرجان تحف سينمائية بتوقيع مخرجين كبار على غرار المخرج الإيطالي ماركو بولوكيو الذي شارك بفيلم “مخطوف” والذي حمل شجاعة المخرج المعتادة في تناول القصص الحساسة والمثيرة للجدل في أوروبا وتحديدا روما.
- تبدو حظوظ بولوكيو وافرة، بفيلمه الذي عاد به إلى القرن السادس عشر ليفضح ممارسات الكنيسة الكاثوليكية وسلطتها المفرطة في ذلك الزمان على مقاليد الحكم والساسة وحتى الحرية الفردية الدينية للأشخاص.
- غير بعيد عن المنطقة المظلمة التي سلط عليها بولوكيو الضوء، يأخذنا المخرج البريطاني جوناثان كليزر بفيلمها “منطقة الاهتمام” إلى زوايا جديدة من زوايا حكايات محرقة اليهود، التي قدمها باللغة الألمانية، شغلت اهتمام النقاد في مهرجان كان، مما جعل من الفيلم واحد من أبرز الأفلام ترشيحا للسعفة الذهبية.
الأوراق المتساقطة
بالإضافة إلى تلك الأعمال، يكثر الحديث عن فيلم “الأوراق المتساقطة” للمخرج الفنلندي آكي كوريسماكي و “الوحش” للمخرج الياباني هيروكازوا كوري إيدا وفيلم “الأيام المثالية” للمخرج الألماني فيم فيندرز.
بالإضافة إلى التحفة السينمائية التي قدمها المخرج التركي نوري بيلج جيلان “عن الأعشاب الجافة”.
منافسة كبيرة
عن هذه القائمة القصيرة المرشحة للسعفة الذهبية يقول الناقد الأميركي ديفيد روني، لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- الدورة الـ 76 عرفت منافسة كبيرة بين مخرجين كبار، مثل ويس أندرسون وبولوكيو وناني موريتس وكين لوتش، ووجود هذه الأسماء في مسابقة واحدة ليس أمرا سهلا على لجنة التحكيم.
- وحسب روني فإن الكلمة الأخيرة ستكون للقصة الأكثر تأثيرا، في ظل طرح الأفلام المشاركة لمواضيع متفرقة بين التاريخ والمشاكل الأسرية والأسئلة الشائكة التي تدور حول مستقبل الأجيال القادمة وطريقة تفكير جيل اليوم من الشباب.
السينما العربية
في هذه الزاوية تحجز السينما العربية مكانة لها بين الأفلام المرشحة للفوز، وذلك بفيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية التي قدمت للمهرجان فيلما مختلفا بعنوان “بنات ألفة” عن الأفكار المتطرفة التي تغزوا المراهقين ودور الأسرة في تشكيل وعيهم.
وبالنسبة للأصداء القادمة من أروقة قصر المعارض بمهرجان كان، فإن “بنات ألفة”، يحمل ملامح واحد من أقوى الأفلام التي عرضت في مهرجان كان والمرشح هو الأخر بقوة للفوز بجوائز مهرجان وهو فيلم “نادي الصفر” للمخرجة النمساوية جيسيكا هوسنر.
وتختتم، فعاليات الدورة الـ 76 لأكبر المهرجانات السينمائية في العالم، وذلك بعد 12 يوما شهد مشاركة أكثر من 35 ألف سينمائي من العالم.
وتميزت المشاركة العربية في سوق الأفلام الذي استقطب إليه هذه السنة أزيد من 14 ألف مشارك بين منتج ومخرج وسينمائي وموزع عبر العالم.