محادثات المخابرات.. هل تقترب حماس وإسرائيل من وقف الحرب؟
نقاط مهمة
- أفادت هيئة البث الاسرائيلية تلقي السلطات اقتراح لهدنة طويلة تشمل إطلاق سراح كل المحتجزين الاسرائيليين مقابل وقف طويل للنيران وإطلاق سراح لعدد ضخم من الأسرى الفلسطينيين.
- يقول خبراء منهم من تحدث لـ”سكاي نيوز عربية” إن مسألة وقف إطلاق النار تتطلب جهودا دبلوماسية أعمق في الوقت الراهن، لكنها لم تعد أمرا مستحيلا، بالعكس باتت خيارا أقرب للواقع، خاصة أن الهجوم العسكري الإسرائيلي لم ينجح بتحقيق أهدافه.
- يضغط كبار الوسطاء في عملية تبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحماس على الجانبين من أجل وقف طويل الأمد لإطلاق النار من شأنه أن يطيل أمد الهدنة في غزة إلى ما بعد التمديد الحالي الذي يستمر يومين، ويبدأ محادثات من شأنها إنهاء الحصار.
مكاسب وقف إطلاق النار
يقول المحلل السياسي الأميركي ماثيو دوس نائب الرئيس التنفيذي لمركز السياسة الدولية في دراسة نشرها موقع فورين أفايرز إن تمديد الاتفاق يفتح الباب واسعا أمام اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة قد تستفيد منه جميع الأطراف.
ويشير دوس إلى أن وقف إطلاق النار الممتد من شأنه أن يسهل عودة المزيد من الرهائن الإسرائيليين ويقلل من خطر تعميق الكارثة الإنسانية بين المدنيين في غزة.
ويمكن أن يساعد أيضا في تهدئة التوترات في الضفة الغربية وتقليل خطر تصعيد الحرب من خلال استقطاب جهات فاعلة خارجية، مثل حزب الله اللبناني وراعيتها إيران.
لكن تمديد وقف إطلاق النار يجب أن يكون مجرد خطوة أولى في عملية أكبر تتطلب دبلوماسية إقليمية مكثفة تدعمها الولايات المتحدة، وفق دوس.
ويرى الخبير الأميركي أن وقف إطلاق النار الممتد سيمنح واشنطن فرصة لاتخاذ موقف جدي بشأن استخدام الدبلوماسية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع بطريقة عادلة.
أهداف إسرائيلية غير قابلة للتحقق
بحسب دوس لم تحقق العملية العسكرية الإسرائيلية، أهدافها داخل قطاع غزة.
ويقول إن هدف الحكومة الإسرائيلية المعلن المتمثل في “القضاء على حماس” أمر مفهوم في ضوء أحداث السابع من أكتوبر، إلا أنه غير واقعي.
وسوف تستمر حماس كحركة سياسية طالما استمر إنكار الحقوق الفلسطينية.
“ليس من الممكن القضاء على حماس، ولكن من الممكن جعل حماس غير ذات أهمية من خلال معالجة الغضب واليأس الذي تتغذى عليه”.
ويؤكد دوس أن أي حل عادل سوف يستلزم حساب عدد الضحايا المدنيين على كل جانب.
ما أهمية مباحثات الدوحة؟
يقول الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية محمد فوزي، إن مناقشات الدوحة تحمل أهمية خاصة كونها تبقي على قنوات الاتصال مفتوحة بين كافة الأطراف مصر وقطر والولايات المتحدة فضلا عن حماس وإسرائيل، من أجل مباحثات أعمق للتوصل إلى حلول.
وبحسب فوزي، سيسمح تمديد الهدنة بإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في ظل حالة التأزم الشديد التي يمر بها، وهذا مكسب هام.
وأيضا يسهم تمديد الهدنة بإعطاء فرصة لكافة الأطراف لإدارة حوار أكثر عمقا حول القضايا الخلافية من شأنه حلحلة الكثير منها والتوصل لاتفاقات محتملة، وفق رؤية فوزي.
صعوبات وقف إطلاق النار
يرى فوزي أن وقف شامل لإطلاق النار يواجه الكثير من الصعوبات، لعل أبرزها إمكانية التوافق حول القضايا الخلافية الرئيسية، فمثلا ترفض إسرائيل مبدأ “الكل مقابل الكل”، بمعنى إطلاق جميع المحتجزين لدى حماس مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين.
ويشير فوزي إلى أن ملف الرهائن يسير بشكل تدريجي شمل أولا المدنيين لدى حماس ويفترض أن تشهد الأيام المقبلة حديث وتفاوض حول الجنود، من شأنه فتح آفاق للحوار حول تمديد الهدنة وصولاً إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
تطورات الهدنة الأخيرة
اتفقت إسرائيل وحماس على تمديد وقف إطلاق النار بينهما لمدة يومين إضافيين يوم الاثنين الماضي.
وأثار الاتفاق الذي أعلنته قطر بمساعدة مصرية ودعم أميركي لمدة يومين إضافيين لوقف إطلاق النار، الآمال في المزيد من التمديدات، مما يسمح أيضًا بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
لكن إسرائيل تقول إنها لا تزال ملتزمة بسحق القدرات العسكرية لحماس وإنهاء حكمها المستمر منذ 16 عاما لغزة بعد هجومها في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل . ومن المرجح أن يعني ذلك توسيع الهجوم البري من شمال غزة المدمر إلى الجنوب.