ما مستقبل الأزمة اليمنية في ضوء تصريحات ولي العهد السعودي؟
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأميركية، قال الأمير محمد بن سلمان إن السعودية أكبر داعم لليمن في الماضي واليوم والمستقبل، ونتطلع إلى حل سياسي مستدام.
وأضاف: “نتطلع لأن تنعم المنطقة وكافة دولها بالأمن والاستقرار لتتطور وتتقدم اقتصاديًا، والمملكة العربية السعودية أكبر داعم لليمن في الماضي واليوم وفي المستقبل، ونتطلع لحل سياسي مُستدام”.
وتحدث خبراء من السعودية واليمن حول آفاق الحل، والسيناريوهات المستقبلية للأزمة في ضوء المباحثات الراهنة، وأهمية الوساطة السعودية لتحقيق الحل السياسي بالبلاد.
تطورات إيجابية
الكاتب والمحلل السياسي السعودي الدكتور علي الخشيبان يقول إن الأزمة اليمنية وفي طريقها للحل حققت نجاحات كبرى وخاصة التطورات الايجابية التي أدت إلى الاستمرار في تطبيق الهدنة بين الأطراف.
وقد أدى توقف الصراع إلى تطورات إيجابية عبر فتح مجال الحوار الذي نشهد هذه الأيام قمته بوجود وفد رفيع المستوى من الحوثيين يزور المملكة العربية السعودية، وفي هذا المرحلة فإن السيناريو الأكثر حضورا هو التقدم في تحقيق معايير الأمن والسلام على كافة الأراضي اليمنية دون استثناء.
ومن الواضح أن السعودية تدفع بهذا الاتجاه بكل قوه فهي ترغب في إنهاء معاناة الشعب اليمني.
انعكاسات التفاهمات بين الرياض وطهران
ينوه الخشيبان إلى أن التقارب السعودي الإيراني له انعكاسات كبرى على المنطقة كلها وخاصة اليوم، فهذا التقارب من الطبيعي أن يستخدم لدفع الحوثيين للتوجه نحو تحقيق السلام في اليمن، فالسعودية تدعم وبكل امكاناتها جميع سبل السلام المتاحة.
إعادة الإعمار
وفيما يخص إعمار اليمن، يقول الخشيبان إن السعودية هي الدولة الأكثر دعما لليمن عبر التاريخ ولا يوجد دولة قدمت مثلما قدمته السعودية لليمن.
ولذلك فمن الطبيعي أن تقود المملكة مشروعات إعادة إعمار اليمن، وكما وعد ولي العهد، فإن السعودية لديها التوجه لدعم والمساهمة الفاعلة بمشروع إعادة تعمير اليمن، ولكن يبقى الهدف الاساس المتمثل في تحقيق السلام الشامل على كل الأراضي اليمنية.
مستجدات المباحثات حول الأزمة
بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي والأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، وأنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية جهود حل الأزمة اليمنية.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن الاجتماع الثلاثي، الذي عقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأربعاء، استعرض سبل التوصل إلى حل سياسي مستدام للأزمة اليمنية، وتعزيز الاستجابة الإنسانية للشعب اليمني وتقديم الدعم اللازم لليمن على الصعيد الاقتصادي.
أهمية الوساطة السعودية
من جانبه، يؤكد الكاتب اليمني المختص بالشأن السياسي، وضاح الجليل أن تصريحات ولي العهد السعودي تؤكد على أهمية دور الوساطة الذي تقوم به المملكة على المستوى الإقليمي والدولي بغرض حلحلة الأزمة في اليمن وتحقيق الاستقرار.
وبحسب الجليل يمكن أن تؤثر التفاهمات الإقليمية بشكل إيجابي على الأزمة اليمنية، خاصة أن البلاد قد بلغت مستوى كبير من التدهور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإنساني.
ويقول الجليل إن تدخل المملكة العربية السعودية إلى جانب التحالف العربي في اليمن كان بهدف استعادة الشرعية، تلبية لطلب السلطة اليمنية الشرعية ممثلة في الرئيس عبده ربه منصور.
وقد قدمت السعودية الدعم للشعب اليمني، على المستوى السياسي والإنساني.
دول التحالف عملت أيضا من خلال تواجدها العسكري في اليمن على حماية أمنها وحدودها جراء الهجمات المتكررة من جماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران والتي لا تعترف بالدستور ولا القانون.
الدور السعودي يتسق تماما مع التصريحات الرسمية من جانب المملكة بأنها تدخلت بدافع تحقيق المصلحة من خلال الوساطة، وإقرار الشرعية، ودعم السلام والاستقرار وليس بهدف الحرب.
السعودية متمسكة بدور الوساطة من أجل حل الأزمة في اليمن وكل التصريحات الرسمية بما فيها تصريحات ولي العهد الأخيرة تؤكد على سعيها الكبير من أجل حلحلة الأزمة.