مايكروسوفت: بريطانيا تعارض صفقة استحواذ الشركة على “أكتفيجن” مقابل 68 مليار دولار
- ستيفان باول
- مراسل ألعاب الفيديو
اعترضت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية على صفقة استحواذ “مايكروسوفت” على شركة “أكتفيجن بليزارد” لألعاب الفيديو، والتي تبلغ قيمتها 68.7 مليار دولار.
وكانت صفقة الاستحواذ المقترحة قد استشهدت بنجاح ميكروسوفت في ألعاب فيديو مثل “نداء الواجب” و”كاندي كراش”.
لكن الهيئة التنظيمية البريطانية قالت إنها قلقة من أن تؤدي الصفقة إلى الحد من خيارات اللاعبين في قطاع الألعاب السحابية سريع النمو.
وانتقدت “مايكروسوفت” و”أكتفيجن” القرار، وأعلنت الشركتان اعتزامهما الطعن عليه.
وقال متحدث باسم أكتفيجن: “يتعارض تقرير هيئة المنافسة والأسواق مع طموحات المملكة المتحدة بأن تصبح دولة جاذبة في قطاع الأعمال التكنولوجية”.
“المملكة المتحدة منغلقة أمام السوق”
وأضاف المتحدث: “سنتعاون مع مايكروسوفت بقوة من أجل تغيير هذا الاتجاه حال الطعن على القرار”.
وقال: “نتائج التقرير تضر بالمواطنين البريطانيين، الذين يواجهون مستقبلا اقتصاديا بالغ الصعوبة. سنعيد تقييم خطط النمو الخاصة بنا في المملكة المتحدة. وسوف تلاحظ شركات الابتكار العالمية، الكبيرة والصغيرة، أن المملكة المتحدة، على الرغم من كل خطابها، من الواضح أنها منغلقة أمام السوق”.
وقال براد سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس “مايكروسوفت”، إن الشركة لا تزال ملتزمة بصفقة الاستحواذ.
وأضاف: “قرار هيئة المنافسة والأسواق البريطانية يخالف المسار العملي لمعالجة المخاوف بشأن المنافسة، كما يثبط نشاط الابتكار التكنولوجي والاستثمار في المملكة المتحدة”.
وقال سميث: “أبرمنا بالفعل عقودا تتيح ألعاب اكتفيجن بليزارد الشهيرة على 150 مليون جهاز إضافي، ونواصل التزامنا بتعزيز هذه الاتفاقيات من خلال خطوات تنظيمية”.
وأضاف: “نشعر بخيبة أمل، لاسيما وأنه بعد مناقشات طويلة، يبدو أن هذا القرار يعكس فهما خاطئا لهذه السوق والطريقة التي تعمل بها التقنية السحابية بالفعل”.
“تقويض الابتكار”
ويتعين، لإتمام صفقة الاستحواذ، موافقة الهيئات التنظيمية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتعد هيئة المنافسة والأسواق البريطانية الأولى من بين الهيئات التنظيمية الثلاثة التي تصدر حكمها، مما يعني أن قرارها قد يضر بعملية الاستحواذ بأكملها.
لكن مارتن كولمان، الذي ترأس لجنة مستقلة لدراسة المقترح الخاص بالهيئة التنظيمية، قال إنه من الضروري حماية المنافسة في “السوق الناشئة والمثيرة” للألعاب السحابية.
وأضاف: “تتمتع مايكروسوفت بالفعل بمكانة قوية وتفوق على منافسين آخرين في الألعاب السحابية، ومن شأن الصفقة أن تعزز هذه الميزة على نحو يكفل لها القدرة على تقويض المنافسين الجدد والمبتكرين”.
وقال إن مايكروسوفت طرحت خططا تهدف إلى التصدي لمخاوف هيئة المنافسة والأسواق البريطانية، لكنها لم تكن فعّالة بل “تناولت قواعد تنظيمية غير فعالة بدلا من قضية المنافسة”.
وأضاف كولمان: “تحتاج الألعاب السحابية إلى سوق تنافسية مجانية لدفع الابتكار والاختيار. وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي السماح للآليات التنافسية الحالية في الألعاب السحابية بمواصلة أداء وظيفتها”.
مستقبل الألعاب
تمثل هذه الصفقة بالنسبة لمايكروسوفت، علاوة على الاستثمار الكبير، أهمية كبيرة نظرا لأن الشركة ترغب في تعزيز مكانتها في سوق الألعاب مستقبلا.
وقالت كيزا ماكدونالد، محررة الألعاب في صحيفة “الغارديان”، قبل قرار هيئة المنافسة والأسواق البريطانية: “النموذج المالي المتعارف عليه هو شراء منصة ألعاب واحدة، ثم تشتري ألعابا لتلعبها”.
وأضافت: “لكن ما يحدث الآن هو أن تقنية الحوسبة السحابية والتقنيات الأخرى تتيح فرصة لنوع من ألعاب نيتفليكس، حيث تقوم ببث الألعاب بدلا من امتلاكها”.
وقالت: “إنه شيء تستثمر فيه مايكروسوفت بالفعل بشكل كبير، ولديها خدمة (جيم باس) الخاصة بها، مقابل اشتراك شهري يتيح لك الوصول إلى مجموعة كاملة من الألعاب. وتأمل مايكروسوفت في النهاية أن يستطيع (المستخدم) لعب كل هذه الألعاب على هاتفه، أو وحدة التحكم الخاصة بك أو التلفزيون الخاص”.
وأضافت: “مايكروسوفت تنهض بدور في مستقبل ألعاب الفيديو، وليس فقط في سوق أجهزة الألعاب الحالية. إنه جزء مهم بالفعل في هذه الصفقة”.
وقالت ماكدونالد إنه عندما يتعلق الأمر بالألعاب فإن مايكروسوفت تبذل قصارى جهودها لمنافسة شركات مثل “سوني” و”نينتندو”.
وأضافت: “لطالما كانت سوني متقدمة في مجال الألعاب عالية الجودة، ولم يكن لدى مايكروسوفت على الإطلاق الألعاب التي تنافس بها على هذا المستوى. فهذه طريقة تتيح السيطرة على مستقبل الكثير من الألعاب المشهورة جدا”.
من الواضح أن الحلول التي قدمتها مايكروسوفت حتى الآن في مسعى لإقناع هيئة المنافسة والأسواق البريطانية بأن هذه الصفقة لن يكون لها أي تأثير سلبي على مستقبل الألعاب السحابية لم تنجح.
وكانت مايكروسوفت قد أبرمت عقودا مع بعض الشركات الرئيسية الحالية المؤثرة في قطاع الألعاب السحابية، مثل شركة التكنولوجيا “إنفيديا”، ولكن ستظل هناك حاجة إلى تقديم مزيد من التنازلات إذا كانت لديهم الرغبة في تغير مسار هذا القرار.
فبدون التوصل إلى اتفاق هنا، سوف تتوقف العملية برمتها.
كما ساد شعور بالصدمة بين قطاع الألعاب في المملكة المتحدة بسبب هذا القرار، بعد توقعات عامة بالموافقة عليه.
وعلى الرغم من ذلك يرضي القرار رؤساء سوني، الذين دأبوا على الاعتراض على الصفقة بحجة أن منصة “بلايستيشن” الخاصة بها كانت ستتضرر بتقويض الوصول إلى بعض الألعاب الأكثر شهرة في العالم، وهو ما سيؤثر سلبا على اللاعبين.