“لماذا دفاع أوكرانيا عن باخموت مهم” – في الصنداي تايمز
نبدأ عرض الصحف البريطانية من تقرير لجاك كلوفر في الصنداي تايمز، بعنوان “لماذا دفاع أوكرانيا عن باخموت مهم”.
ويقول الكاتب “بعد تسعة أشهر من معركة باخموت، تم تدميرها بالكامل تقريبا وفر 90% من سكانها البالغ عددهم 70 ألف نسمة قبل الحرب. لكن القوات الأوكرانية لا تزال متشبثة، على الرغم من خسارة ما يقدّر بنحو 100 إلى 200 جندي في اليوم”.
ويلفت الكاتب إلى قول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن “التخلي عن باخموت سيترك طريقا مفتوحا للرئيس بوتين للاستيلاء على بقية دونباس”.
“لكن بعض المحللين الغربيين والمعلّقين الأوكرانيين، بدأوا في التشكيك في قرار البقاء في المدينة بدلا من الرجوع إلى أحد الخطوط المحصنة التي بنتها قوات كييف في الغرب”، يضيف الكاتب.
ويشرح الكاتب في عودة إلى التاريخ “في القرن الثامن عشر، كانت باخموت حصنا على أطراف إمبراطورية بطرس الأكبر الروسية. أعاد السوفييت تسمية المدينة بأرتيميفسك في عام 1924.. اليوم هناك منصة فارغة في الساحة المركزية بالمدينة حيث كان تمثال الرفيق أرتيم: تذكير بأن معركة باخموت تخاض منذ تسعة أعوام وليس تسعة أشهر”.
ويوضح “في عام 2014، بعد فرار فيكتور يانوكوفيتش، رئيس أوكرانيا آنذاك، اندلعت الاحتجاجات في بعض بلدات دونباس التي تضم عددا كبيرا من السكان الموالين لروسيا. كانت أرتيميفسك واحدة منهم.. بحلول فبراير/شباط 2016، عادت المدينة إلى السيطرة الأوكرانية وقام البرلمان في كييف بتغيير اسم أرتيميفسك مرة أخرى إلى باخموت”.
ويرى الكاتب أن “قهر ما تبقى من باخموت سيكون أكبر انتصار رمزي يتمتع به الروس منذ الأيام الأولى للحرب”.
ويقول الكاتب أن القتال في المدينة “أصبح مرتبطا بشكل خاص بمجموعة فاغنر، وهي جيش من المرتزقة، تدّعي أوكرانيا أن 30 ألفا من جنوده البالغ عددهم 50 ألفا قد فروا أو قتلوا منذ بداية الحرب، والعديد منهم حول باخموت.
ورأى مركز الأبحاث الأمريكي “معهد دراسة الحرب” أن “القيادة العسكرية لبوتين ربما تتعمد موت قوات فاغنر في باخموت لإضعاف موقف (زعيم فاغنر) بريغوجين كمنافس سياسي مستقبلي”، يذكر كلوفر.
لكن في المقابل، يجب أن يوازن طاقم زيلينسكي العام باستمرار “ما إذا كان بإمكانهم تبرير التكلفة المتصاعدة في الأرواح الأوكرانية لحماية الأهداف الإستراتيجية الأكثر وضوحا سلوفيانسك وكراماتورسك، كل منها على بعد حوالى 30 ميلا إلى الشمال الغربي ومع وجود ما يقرب من ضعف سكان باخموت قبل الحرب”، يقول الكاتب.
ووفق الكاتب، ستكون “كراماتورسك التي تحتوي على مستودع للسكك الحديدية يوفّر حصة كبيرة من قوات الخطوط الأمامية الأوكرانية في الشرق، جائزة غنية بشكل خاص لموسكو”.
ويعتبر أنه “يمكن لأوكرانيا أن تنسحب إلى خطوط دفاعية قوية غرب باخموت، حيث تتمتع بمواقع قوية على طول سلسلة من التلال، وتطل على الأرض التي ستكون رطبة حتى الصيف.. الأوكرانيون محاصرون من ثلاث جهات، لكن بينما تحرّك الروس إلى وسط المدينة، فإنهم غير قادرين على عبور النهر دون الالتفاف الواسع أو حتى وقوع إصابات أكبر”.
وطالما بقي الطريق “تي 0504″ إلى الجنوب الغربي طريقا قابلا بالنسبة للأوكرانيين للانسحاب، فمن المرجح أن تبقى قواتهم في المدينة طالما يمكنهم الاستمرار في إلحاق خسائر فادحة بعدوهم”.
الابتكار الاندماجي
وننتقل إلى الأوبزرفر مع مقال للبروفيسور في الجامعة المفتوحة جون نوتون، بعنوان “تنتظرون طويلا حتى مجيء روبوت محادثة الذكاء الاصطناعي، ثم تظهر أعداد كبيرة منه. لماذا؟”
ويقول الكاتب إن إدراك العالم لـ “الشيء الغريب، الإنترنت” مع إطلاق موازييك أول متصفح ويب حديث عام 1993، هو عينه ما سيحدث في عام 2023، مع تشات جي بي تي.
“تقنية التعلم الآلي كانت موجودة منذ دهور، ولكن في الغالب، لم يهتم بها سوى المهوسون”.
ويشرح الكاتب “اتضح أن جميع عمالقة التكنولوجيا، الذين كانوا مهووسين بهذه الأشياء التوليدية للذكاء الاصطناعي لسنوات، أدركوا أنهم قد تم استباقهم من قبل مجموعة بحثية أمريكية صغيرة تسمى أوبن إي آي (تم تمويلها بذكاء من قبل مايكروسوفت). أصيب كل من غوغل وميتا وأمازون وشركائهم بالذعر من إدراكهم أن عربة الذكاء الاصطناعي، التي استقلتها قاطرة مايكروسوفت، كانت تنسحب من المحطة ولم يكونوا عليها”.
ويطرح الكاتب السؤال الذي يعتبره مثيرا للاهتمام “كيف أتت صناعة بأكملها بهذا الاختراق الضخم على ما يبدو، ولكن غير المعلن حتى الآن؟ ويرى أنه يمكن العثور على الإجابة في كتاب ‘طبيعة التكنولوجيا’، الذي يشرح فيه مؤلفه برايان آرثر أن ‘العديد من أكبر التطورات التكنولوجية تظهر لأن هناك لحظة يأتي فيها عدد من التطورات الضرورية ولكن غير الموصولة لتتجمع فجأة لخلق إمكانيات جديدة تماما. إنها عملية لما يمكن للمرء أن يسميه الابتكار الاندماجي”.
ووفق الكاتب فإنه “في حالة الذكاء الاصطناعي التوليدي، كانت المكونات الضرورية هي أربعة من حيث العدد: توفر قوة هائلة للحوسبة السحابية، كميات لا يمكن تصورها من البيانات المقدمة من الإنترنت لتدريب النموذج اللغوي، تحسينات كبيرة في الخوارزميات التي تعززها الشبكات العصبية، وفرة من المال، يقدمها عمالقة التكنولوجيا”.
لكن ماذا يحدث الآن؟ يقول الكاتب إن “كل هذه التقنيات أصبحت في النهاية سلعة. وبمجرد حدوث ذلك، فإنها تمكّن الكثير من المنتجات والخدمات الجديدة البناء عليها”.
“مستقبل مخيف”
ونختم مع مقال رأي رياضي للكاتب في شؤون كرة القدم جوناثان ويلسون، بعنوان “في هذا العصر الذهبي لكرة القدم، يلوح خطر الإسراف في الأفق أكثر من أي وقت مضى”.
ويعتبر الكاتب في مطلع مقاله أنه “من الصعب النظر إلى كرة القدم وإلى أين قد تتجه من دون الشعور بالخوف”.
ويرى أن جاذبية اللعبة هي ما يعرضها للخطر، كونها “تحظى بشعبية كبيرة، فهي لم تستقطب فقط الأثرياء والمثقفين، بل استقطبت شركات الأسهم الخاصة والأوليغارشية، والديكتاتوريين، وصناديق الاستثمار العامة للدول القومية”.
تكمن قاعدة قوة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو في إفريقيا وآسيا وكونكاكاف، وفق الكاتب الذي يضيف “لهذا السبب فضّل رئيس الفيفا توسيع كأس العالم. كأس العالم الموسع يعني المزيد من المقاعد لأفريقيا وآسيا وكونكاكاف وهذا يعني المزيد من الأموال للاتحادات المتأهلة، وعلى الأقل على المدى القصير، المزيد من الأموال للفيفا. لكن لم يكن هناك نقاش أو استشارة في مؤتمر الفيفا حول ما إذا كان توسيع كأس العالم أمرا مرغوبا فيه”.
“تم تقديمه كأمر واقع ، كما كان واضحا من حقيقة أن الخطة الأولية كانت لـ 16 مجموعة من ثلاثة فرق. من المحتمل أن يكون تنسيق 12 مجموعة من أربعة أقل سوءا، ولكن مع وجود ثمانية فرق في المركز الثالث، سيكون هناك الكثير من مباريات الدور الأول دون الكثير من المخاطرة”.
ويضيف “كأس العالم للأندية الذي تم تجديده في عهد إنفانتينو عبارة عن فوضى متضخمة يبدو أنها مصممة إلى حد كبير لمنح الفيفا منافسة أندية مربحة ستضفي نفوذا سياسيا. هذا سيؤدي إلى إرهاق اللاعبين، ويبدو أن المشجعين قد يكونون مشبعين في النهاية لا يعنيهم أحد”.
رغم ذلك، يشير الكاتب إلى أن “الشخص الوحيد الذي قد يكون قد وقف ضد هذا هو رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر تشيفرين. لا يزال لدى أوروبا النفوذ الذي يمكنها من فرض نوع من الرقابة على التجاوزات الوحشية”.
لكن بعد أن “استسلم (تشيفرين) للنخبة من خلال منحهم مرحلة أطول في مجموعات دوري أبطال أوروبا، يبدو أنه يفكر الآن في تخفيف الحظر المفروض على ملكية الأندية المتعددة. كان من السيئ بالفعل أن يتحول ناد له عقود من التقاليد إلى حضانة فعالة لفريق أكبر، لكن فكرة أن نفس الأشخاص يمكن أن يمتلكوا أطرافا متعددة في نفس المنافسة هي اعتداء واضح على النزاهة الرياضية”.
ويختم “هذا أعمق بكثير من قلق الأجيال. هناك تهديدات من جميع الجهات. لكن من سيوقفهم؟ من سيقف ضد استغلال كرة القدم لتحقيق مكاسب مالية وسياسية؟ من سيحمي اللعبة نفسها؟ من يستطيع”؟