لأول مرة.. طبيب مصري يترأس الكلية الملكية للأطباء ببريطانيا
وحقق عتيبة مسيرة ناجحة منذ سفره إلى بريطانيا في أواخر السبعينيات عقب تخرجه من جامعة الأزهر، ليصبح أحد رواد مجال طب القلب التداخلي، ويتولى العديد من المناصب البارزة مثل مدير مركز القلب والرئة بمستشفى اليوبيل الذهبي الوطني، ورئيس جمعية القلب الأسكتلندية.
- ويتحدث عتيبة لموقع “سكاي نيوز عربية” عن تفاصيل الخطوة التاريخية قائلا:
بدأت الانتخابات على رئاسة الكلية الملكية للأطباء والجراحين منذ 5 أسابيع، وترشحت للمنصب بجانب اثنين من أكبر الأساتذة في بريطانيا.
- شارك في التصويت نحو 16 ألف ناخب من أعضاء الكلية المنتشرين في كافة قارات العالم خلال انتخابات اتسمت بالشفافية تحت إشراف منظمة عالمية مستقلة، وأُعلنت النتيجة يوم الجمعة.
- تلك المرة الأولى التي يختار الأعضاء رئيسا للكلية غير إنجليزي منذ 425 عاما، لذلك شعرت بالدهشة عندما علمت بنتيجة التصويت، فضلا عن السعادة الغامرة والفخر.
- أول ما خطر على بالي هي مصر دون مبالغة، أحسست أنني حققت إنجازا باسم بلادي، كأنني قائد فريق أحرز هدفا في كأس العالم باسم وطنه.
- سأتولى مهمتي لمدة 4 أعوام، وأمتلك الكثير من الأهداف من أبرزها تقوية التواصل بين الأطباء في أنحاء العالم، ومنحهم برامج صحية وتعليمية وتدريبية على أعلى مستوى، من أجل الوصول إلى أفضل معايير الكفاءة في أداء عملهم.
ويتسلم هاني عتيبة رئاسة الكلية في العام المقبل من المدير الحالي مايك ماكيردي، الذي حرص على تهنئة الطبيب المصري بالخطوة في بيان رسمي، مؤكدًا سعادته بالمشاركة العالية في الانتخابات وارتفاع نسبة إقبال الناخبين بشكل أكبر من الأعوام السابقة.
صوت فريد
وأشار ماكيردي إلى أهمية الكلية الملكية للأطباء والجراحين باعتبارها الوحيدة في بريطانيا التي تحتضن العديد من التخصصات منوها بأن لديها صوت فريد في مجال الرعاية الطبية واهتمام بقضايا الأطباء والعاملين في الحقل الطبي.
ويؤكد الأستاذ الفخري بجامعة جلاسكو لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الكلية ستتبنى استراتيجية لتبادل الخبرات بين الأطباء في مختلف الدول عن طريق مؤتمرات ومحاضرات سواء عبر الإنترنت، أو لقاءات حية فضلا عن دعوة النابهين إلى القدوم لبريطانيا من أجل نقل تجاربهم المميزة في المجال الطبي لغيرهم.
ويسترجع عتيبة ذكرياته في كلية الطب بجامعة الأزهر في فترة السبعينيات، حيث التحديات الكثيرة وقلة الإمكانات حينذاك، لكن بالمثابرة والاجتهاد مرت التجربة على أفضل ما يكون وفقا لحديثه، فضلا عن دعم الأساتذة له ولزملائه من بينهم الدكتور صلاح إبراهيم الذي لا ينساه قط.
نقطة نور
ويضيف الطبيب المصري: “كان الدكتور صلاح إبراهيم مساند لي خلال الدراسة، ومنحني كتاب من تأليفه، احتفظت به حتى الآن، بسبب الإهداء المميز حيث كتب (لهاني عتيبة، متنبأ فيه النبوغ المبكر) كلمات بسيطة لكنها نقطة نور في طريق مليء بالصعوبات”.
ويوضح أن شغفه بتخصص القلب يعود لتزامن ظهور الطب التداخلي مع تخرجه وحرصه على أن يصبح أحد رواد هذا المجال، كما يُشير إلى دور شقيقته الطبيبة وفية عتيبة، وزوجها إسماعيل سلام وزير الصحة والسكان الأسبق الذي نصحه بالالتحاق بجامعة جلاسكو ببريطانيا.
ويعتبر عتيبة أن نجاحه على مدار 40 عاما يأتي بسبب إخلاصه ومحاولاته الدائمة لتطبيق المهنية والإنسانية في أداء عمله، فلم يرفض أي دور يقوم به مهما بدا صغيرا، ولم ينشغل بجمع الأموال لأن صحة المرضى كانت بالنسبة له الهدية الكبرى التي يحصل عليها.
لقاء مجدي يعقوب
ويُشير عتيبة إلى اعتزازه بكافة القامات الطبية المصرية في الخارج مثل الدكتور مجدي يعقوب، طبيب القلب الشهير، الذي التقى به عدة مرات وحرص على تكريمه من الكلية الملكية البريطانية في عام 2018، مؤكدًا أنه الأب الروحي لأطباء القلب وأن المقابلات بينهم غنية بالنقاشات المهمة والنصائح الوفية.
ويعبر رئيس الكلية الملكية للأطباء في بريطانيا عن امتنانه البالغ لرسائل التهنئة التي وصلت إليه من مصر عقب إعلان الخبر السعيد وتلقيه الكثير من الاتصالات الهاتفية من أبناء وطنه موضحا أنه ذلك أفضل تكريم يتلقاها في مسيرته، وأنه جاهز لتقديم كافة سبل المساعدة لبلده في أي وقت.