كيف توظف “الذكاء الاصطناعي” في رحلة البحث عن عمل؟
أحد الاستخدامات الرئيسية للذكاء الاصطناعي في رحلة البحث عن عمل هو توجيهات التوظيف الذكية، بحيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل ملفات الباحثين والتعرف على المهارات والخبرات المتناسبة مع متطلبات الوظائف المعلن عنها.
كما يقدم الذكاء الاصطناعي توجيهات شخصية للباحثين عن عمل بشأن الفرص المناسبة وكذلك لتحسين سيرهم المهنية والتغلب على نقاط الضعيف.
ويوفر هذا النهج إرشادات موجهة وفرصاً أكبر للنجاح في إيجاد فرص عمل مثالية.
يمكن أن تشمل هذه التوجيهات معلومات عن الوظائف المشابهة والصناعات الناشئة والتطورات المهنية. يساعد هذا النهج الباحثين عن عمل على توجيه خطواتهم المهنية بشكل أفضل واتخاذ القرارات المناسبة لمستقبلهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي توفير برامج تدريبية مخصصة لتطوير المهارات، ويمكن تحليل سلوك الباحثين عن عمل وتوفير دورات تدريبية مبتكرة وفعالة تستهدف نقاط التحسين الفردية.
كما يمكن أن تتضمن هذه الدورات التعلم الذاتي، والمهارات اللغوية، والتطوير الشخصي، والمهارات التقنية.
ويساعد الذكاء الاصطناعي على توجيه الباحثين عن عمل نحو تحقيق إمكاناتهم الكاملة وتطوير مهارات جديدة تزيد فرص نجاحهم في سوق العمل المتغيرة.
نصائح قيّمة
في هذا الإطار، يرصد المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية في كاليفورنيا، الدكتور أحمد بانافع، يقول في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”: مجموعة من النصائح القيمة للشباب حول كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في سعيهم للحصول على وظيفة جديدة.
تناقش تلك النصائح كذلك أدوات قياس اتجاهات السوق، مع التركيز على القطاعات الأكثر شعبية والمهارات المطلوبة. بالإضافة إلى ذلك، ما يتعلق بسبل صياغة سيرة ذاتية محسنة باستخدام الذكاء الاصطناعي، والحصول على التدريب المناسب، وتأمين فرص العمل المباشرة.
يستهل الخبير في تكنولوجيا المعلومات من الولايات المتحدة، حديثه بالإشارة إلى أنه “في عصر التقدم التكنولوجي السريع ، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) من أهم الأدوات المستخدمة في مختلف المجالات”.
ولقد اكتسب الذكاء الاصطناعي أيضاً مكانة بارزة في سوق العمل، ذلك أنه يتم توظيفه لتعزيز عمليات التوظيف والاختيار.
قياس اتجاهات السوق
عادة ما يهتم الباحثون عن عمل بدراسة دقيقة لاتجاهات السوق، من أجل تحديد الوظائف الأكثر رواجاً وربحية، ومدى ملائمة مهاراتهم مع تلك الوظائف. وهنا يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً واضحاً في هذا السياق، من خلال المساعدة في شرح وتحليل الاتجاهات، على النحو الذي يذكره بانافع، كالتالي:
- يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لقياس اتجاهات السوق وتحديد القطاعات الأكثر ازدهاراً.
- هناك منصات ومواقع بحثية توفر بيانات وإحصاءات عن الوظائف والقطاعات الناشئة في السوق.
- يمكن استخدام أدوات التحليل والتنبؤ التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه البيانات وتحديد القطاعات التي تشهد نمواً كبيراً.
- تحديد المهارات والمعارف المطلوبة في هذه القطاعات والعمل على تطويرها بناءً على نتائج التحليل.
كتابة السيرة الذاتية
وبينما تُعد “السيرة الذاتية” عنواناً رئيسياً للباحثين عن الوظائف، وعادة ما يهتمون بصياغتها بأحدث الطرق الملائمة، والتي تُبرز بسهولة مهاراتهم والمجالات التي يتطلعون للعمل بها، هنا يُمكن لـ AI المساعدة في تطوير كتابة السيرة الذاتية عبر عدد من الأوجه المختلفة من بينها على سبيل المثال توليد الملخصات (تحليل السيرة الذاتية الكاملة واستخلاص المعلومات الرئيسية والمهارات والخبرات البارزة لإنشاء ملخص قصير ومفيد. يمكن أن يوفر هذا الملخص نظرة عامة سريعة لأصحاب العمل المحتملين)، فضلاً عن مساهمته في التنسيق والتنظيم، وتحسين اللغة المكتوبة بها، مع تقديم توجيهات واقتراحات.
وفي هذا الإطار يشير المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية في كاليفورنيا، إلى أن صياغة سيرة ذاتية قوية تعد عنصراً أساسياً في عملية البحث عن وظيفة، ولتحسين سيرتك الذاتية باستخدام الذكاء الاصطناعي، ضع في اعتبارك النصائح التالية:
- استخدم أدوات الكتابة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية، وتحسين البنية، وتحسين الجودة الإجمالية للنص.
- صمم سيرتك الذاتية لتتوافق مع المهارات والمؤهلات المطلوبة في القطاعات المستهدفة.
- استخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الوصف الوظيفي للمنصب الذي تريده، واستخراج الكلمات والعبارات الرئيسية، ودمجها في سيرتك الذاتية.
ويُشار هنا إلى أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة، لكن النهج الشخصي والاهتمام البشري لا يزالان ضروريين لضمان سيرة ذاتية فعالة ومميزة، في تقدير الكثيرين؛ ذلك أن السيرة الذاتية تعد تمثيلاً لك ولمهاراتك الفردية، ومن الأفضل أن تضيف لمستك الشخصية وتتأكد من ملائمتها لمتطلبات الوظيفة المستهدفة.
التدريب والتطوير
وفي سياق متصل، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج تدريبية مخصصة للباحثين عن عمل. كما يمكن تحليل سلوك الباحثين والتفاعلات مع البرامج التدريبية لتحديد النقاط القوية والضعيفة وتوفير توجيهات شخصية لتحسين المهارات والكفاءات.
ذلك بالإضافة إلى توجيهات التوجيه المهني، بحيث يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم توجيهات مهنية شخصية للباحثين عن عمل. يمكن أن يحلل الذكاء الاصطناعي الملف الشخصي والتاريخ المهني للفرد ويوفر نصائح حول الوظائف والصناعات التي قد تكون مناسبة وأكثر توافقاً مع مهاراته واهتماماته.
وبالعودة لحديث المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية في كاليفورنيا، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، فإنه يلفت إلى سبل التدريب والتطوير بمساعدة الذكاء الاصطناعي بالنظر إلى المهارات المطلوبة في سوق العمل اليوم، مردفاً: قد تحتاج إلى اكتساب التدريب وتطوير مهارات جديدة.. فيما يلي بعض النصائح للحصول على التدريب المناسب:
- استخدم منصات التعلم عبر الإنترنت التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل احتياجاتك التعليمية وتوفير مسارات التدريب المناسبة.
- ابحث عن دورات تدريبية مبتكرة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز فرصك في الحصول على وظيفة مرغوبة.
- الاستفادة من التوجيه المهني القائم على الذكاء الاصطناعي لتحديد المهارات التي تحتاجها وتحديد أفضل الطرق لتطويرها.
التوظيف المباشر
ويشير بانافع في الوقت نفسه إلى الدور الذي يُمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في “التوظيف المباشر”، ويقول في ذلك الصدد: من خلال الذكاء الاصطناعي ولتأمين وظيفة مباشرة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ضع في اعتبارك النصائح التالية:
- استخدم منصات الوظائف القائمة على الذكاء الاصطناعي للبحث عن الوظائف المتاحة في مجال عملك.
- قم بتحسين ملفات التعريف المهنية الخاصة بك على منصات الشبكات الاجتماعية مثل LinkedIn والاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي لتوصيات الوظائف التي تناسب ملفك الشخصي.
- استفد من أدوات المقابلة المدعومة بالذكاء الاصطناعي للتحضير لمقابلات العمل وتعزيز مهاراتك في الرد على أسئلة المقابلة.
ويوضح الخبير في تكنولوجيا المعلومات من الولايات المتحدة، في ختام حديثه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أنه لا شك أن الذكاء الاصطناعي يوفر فرصاً كبيرة للشباب في رحلة البحث عن عمل. ويمكن للشباب استخدام هذه النصائح السابقة للاستفادة من القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في قياس اتجاهات السوق، واستئناف الكتابة، والتدريب والتطوير، وحتى تأمين التوظيف المباشر، ناصحاً الشباب في ذلك الصدد بقوله: “استثمر في قدرات الذكاء الاصطناعي لتحقيق النجاح في مجالك المهني والوصول إلى آفاق وظيفية ممتازة”.