كريستال بالاس يعول على روي هودجسون لتجنب الهبوط
عودة المدير الفني قد تؤدي لإعادة توحيد صفوف جماهير النادي المنقسمة
بالنسبة إلى جمهور كريستال بالاس الذي يشعر بالدهشة من عودة روي هودجسون المفاجئة لتولي قيادة الفريق، فإن الأمر يستحق إلقاء نظرة أخرى على التصريحات التي أدلى بها رئيس النادي، ستيف باريش، عندما ترك هودجسون منصبه في مايو (أيار) 2021، حيث قال باريش عن المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي، «لا يمكن أن نعطيه حقه بشأن ما حققه معنا. إنه المدير الفني الوحيد لكريستال بالاس الذي قاد النادي للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز أربع سنوات، وساعدنا على تحقيق الاستقرار في أكثر الأوقات اضطراباً».
زار هودجسون ملعب «سيلهيرست بارك» لأول مرة عندما كان يبلغ من العمر ست سنوات في الخمسينات من القرن الماضي، وتدرب لفترة وجيزة مع فريق الشباب بالنادي قبل أن يبدأ مسيرته الكروية، ثم عاد في نهاية المطاف لتولي القيادة الفنية لكريستال بالاس في سبتمبر (أيلول) 2017 عندما كان الفريق يتذيل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد الهزيمة في أول أربع مباريات في الموسم تحت قيادة فرانك دي بوير، وقاد هودجسون كريستال بالاس لاحتلال المركز الحادي عشر. ومع ذلك، فحتى المدير الفني المخضرم البالغ من العمر 75 عاماً، الذي انتهت ولايته التدريبية الأخيرة مع واتفورد بهبوط النادي بعد تحقيق انتصارين فقط في 18 مباراة، ربما تفاجأ عندما تلقى رسالة من باريش تفيد بأنه سيتولى قيادة كريستال بالاس للمرة الثانية بعد إقالة باتريك فييرا من منصبه.
ورغم أن هودجسون أكد بعد رحيله عن تدريب واتفورد في مايو الماضي على أنه قد اتخذ القرار الصحيح من أجل «قضاء بعض الوقت مع زوجتي وابني»، فإن المدير الفني المهووس بكرة القدم، الذي يحمل بالفعل الرقم القياسي كأكبر مدير فني في الدوري الإنجليزي الممتاز بعمر 74 عاماً و286 يوماً، لم يبتعد عن كرة القدم وظهر في بعض الأحيان محللاً للمباريات خلال الأشهر الأخيرة. وعندما سُئل عن رأيه الشهر الماضي بشأن الصعوبات والتحديات التي يواجهها باتريك فييرا مع كريستال بالاس، كان رده مهذباً كالعادة، حيث قال: «لسوء الحظ، لا يزال كريستال بالاس يعاني بعض الشيء من مشكلات مثل تسجيل الأهداف، وقد واجهت أنا أيضاً المشكلة نفسها عندما كنت أعمل هناك».
ومن المفهوم تماماً أن يكون هودجسون موجوداً في ملعب «سيلهيرست بارك» أثناء المباراة التي خسرها كريستال بالاس أمام مانشستر سيتي، والتي كانت آخر مباراة لفييرا على رأس القيادة الفنية للفريق على ملعبه، حيث قيل إن باريش كان يفكر في إقالة المدير الفني الفرنسي الشاب منذ فترة، قبل أن يتخذ القرار النهائي عقب الخسارة أمام الغريم التقليدي برايتون في منتصف الأسبوع. وتم تكليف المدير الفني لفريق كريستال بالاس تحت 21 عاماً، بادي مكارثي، بقيادة الفريق أمام آرسنال بعد أن تم إبلاغ فييرا ومساعديه، أوسيان روبرتس وكريستيان ويلسون وسعيد أيغون، بقرار إقالتهم أثناء توجههم إلى ملعب التدريب.
يحظى مكارثي بدعم كبير من باريش، كما قام بعمل جيد رغم خسارة كريستال بالاس أمام متصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز آرسنال بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، لكن احتمال هبوط كريستال بالاس في موسمه العاشر على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى عدم وجود خيارات جيدة لقيادة الفريق في الوقت الحالي، هو ما دفع باريش للتعاقد مع هودجسون مرة أخرى. ويقول أحد المصادر: «ستيف معروف بأنه لا يتخلى عن الأشخاص الذين ساعدوه في الماضي. سيكون دائماً ممتناً لما فعله روي في المرة الأولى».
وسيكون هناك الكثير من الوجوه المألوفة التي سترحب بهودجسون، لكن هذا لا يعني أن الجميع كانوا يؤيدون عودته! وعلاوة على ذلك، سيتولى هودجسون قيادة فريق يعاني من فقدان الثقة بشكل كبير بعد فشله في تحقيق الفوز في أي مباراة هذا العام. وكما هو الحال دائماً، ستكون الآمال معقودة بشكل كبير على ويلفريد زاها لمساعدة الفريق على الابتعاد عن المراكز الثلاثة الأخيرة المؤدية للهبوط لدوري الدرجة الأولى، خصوصاً أن كريستال بالاس سيلعب خلال الفترة المقبلة سلسلة من المباريات أمام منافسيه المباشرين على تجنب الهبوط، مثل ليستر سيتي وإيفرتون ووستهام وبورنموث، وهو ما سيمنح هودجسون الفرصة لإثبات أنه لا يزال قادراً على العمل على أعلى مستوى، رغم تقدمه في السن.
وتحوم الشكوك حول مستقبل زاها بعد هذا الموسم، حيث يقترب عقد المهاجم الإيفواري من نهايته ولم يوقع على عقد جديد، في الوقت الذي تشير فيه تقارير إلى أنه أصبح محط اهتمام وأنظار عدد من الأندية السعودية. وعلاوة على ذلك، هناك العديد من القضايا الأخرى التي يجب حلها في كريستال بالاس، بما في ذلك خطط بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني لإعادة تطوير المدرج الرئيسي بملعب «سيلهيرست بارك».
وتتمثل مهمة هودجسون ومساعده راي ليفينغتون، الذي عمل معه في فولهام ومنتخب إنجلترا وكريستال بالاس وواتفورد، في تنحية كل هذه الأمور جانباً والعمل على إعادة توحيد جماهير النادي المنقسمة بشدة، التي تشعر بالصدمة بعد إقالة فييرا. وتشير تقارير إلى أن مكارثي يتمتع بشعبية كبيرة بين لاعبي الفريق، كما تم الإبقاء عليه مساعداً لهودجسون، بينما سيعود ليفينغتون مساعداً أول للفريق. ولم ينه كريستال بالاس الدوري في مركز أقل من المركز الرابع عشر في أي من المواسم التي قضاها هودجسون وليفينغتون معاً في ملعب «سيلهرست بارك»، ويشعر الثنائي بالثقة في مساعدة الفريق على البقاء.
ويُعتقد أن المدير الفني النمساوي أدي هوتير، الذي أقيل من تدريب بوروسيا مونشنغلادباخ في نهاية الموسم الماضي، وباولو فونسيكا المدير الفني لليل الفرنسي، من بين المديرين الفنيين المرشحين لتولي قيادة كريستال بالاس في نهاية الموسم، خصوصاً أن هوتير وفونسيكا يحظيان بدعم كبير من جانب بعض أعضاء مجلس الإدارة. لكن في الوقت الحالي، أصبحت القيادة الفنية لكريستال بالاس تحت مدير فني مخضرم سبق له العمل مع هذا النادي. وقال هودجسون عندما رحل عن كريستال بالاس في المرة الأخيرة، «أنا لا أعرف الوداع أبداً، لكنني أفضل دائماً أن أقول إلى اللقاء!».