قمة الأمم المتحدة للمناخ: الصين تتعهد بإجراءات صارمة للحد من الانبعاثات
تعهدت الصين للمرة الأولى بأنها ستتخذ إجراءات صارمة بشأن التغير المناخي، وقالت أمام قمة للأمم المتحدة حول المناخ إن انبعاثاتها، الأعلى في العالم، ستصل إلى ذروتها قريبا.
وقال نائب رئيس الوزراء الصيني تشانغ قاو لى إن الصين ستجعل اقتصادها أكثر كفاءة من حيث انبعاثات غاز الكربون بحلول عام 2020.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن التغير المناخي يتحرك بسرعة أكبر من الجهود المبذولة لمعالجته، وإن هناك مسؤولية على الصين والولايات المتحدة لقيادة الدول الأخرى في هذا المجال.
وكانت هذه القمة هي أكبر قمة عالية المستوى بشأن المناخ منذ عام 2009.
وتهدف هذه القمة، التي يستضيفها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى تشجيع 120 دولة عضو إلى التوقيع على اتفاقية عالمية شاملة جديدة بشأن المناخ في محادثات باريس العام المقبل.
وفي كلمة له في اختتام القمة، رحب بان بالاجتماع وقال إنه “لم يسبق على الإطلاق أن تجمع هذا العدد الكبير من القادة للالتزام بالتحرك إزاء التغير المناخي”.
وحذرت الأمم المتحدة سابقا من أن تأثيرات الاحتباس الحراري على الأرجح ستكون “حادة وواسعة الانتشار ولا يمكن الرجوع عنها”، وستؤدي إلى مشاكل من بينها ارتفاع مستوى مياه البحار ومخاطر اندلاع فيضانات كبرى وتغييرات في إنتاجية المحاصيل.
وقال تشانغ في كلمته أمام القمة إن الصين ستهدف بحلول عام 2020 إلى خفض انبعاثاتها من الكربون لكل وحدة من إجمالي الناتج المحلي بواقع 45 في المئة، مقارنة بمستويات عام 2005.
وأوضح أن الصين تريد أن تصل إلى ذورة الانبعاثات “في أسرع وقت ممكن”.
وأضاف “كدولة كبرى مسؤولة، وكدولة كبرى نامية، فإن الصين ستبذل جهدا حتى أكبر لمعالجة التغير المناخي”.
وشدد على “ضرورة أن تحذو جميع الدول طريق حماية البيئة والتنمية التي تعتمد على خفض الانبعاثات الكربونية تناسب أوضاعها المحلية، وتحدد إجراءات لما بعد 2020 في ضوء الظروف الحالية”.
ويقول مراسلون إن هذه هي المرة الأولى التي تعرب فيها الصين عن استعدادها لاتخاذ إجراءات حاسمة لخفض انبعثات الكربون.
لكن الرئيس الصيني شى جين بينغ لم يشارك في القمة التي عقدت قبل الافتتاح الرسمي لاجتماعات الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي تصريحات سابقة، قال أوباما إنه تحدث سابقا مع تشانغ، واتفق الاثنان على أن بلديهما، اللذان يسجلان أكبر نسبة من الانبعاثات في العالم،” “لديهما مسؤولية للقيادة، لكن يجب على جميع الدول لعب دور” في هذا الشأن.
وأضاف “ندرك دورنا في خلق هذه المشكلة، ونتبنى مسؤوليتنا في مكافحتها”.
ويحرص أوباما على أن يترك وراءه إرثا جيدا في مجال البيئة، لكن مراسلين يقولون إنه يواجه عقبات عديدة من بينها رفض الكونغرس للحد من انبعاثات الدفيئة أو التصديق على اتفاقية دولية حتى الآن.
وكان من بين المشاركين الآخرين في القمة نائب الرئيس الأمريكي السابق والناشط في مجال المناخ آل غور، ونجم هوليوود ليوناردو دي كابريو والممثلة الصينية لي بينغ بينغ ورئيس لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة راجندرا باتشوري الذي حاز على جائزة نوبل للسلام في 2007.
ووعد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتقديم مليار دولار لمساعدة البلدان الفقيرة للتعامل مع تداعيات ارتفاع درجات الحرارة، بينما تعهدت النرويج بتقديم 149 مليون دولار لليبيريا للقضاء على التصحر بحلول عام 2020.
وهذه القمة هي أكبر اجتماع حول المناخ منذ محادثات كوبنهاغن في عام 2009، حينما فشلت الدول المشاركة في التوصل لجدول زمني لخفض الانبعاثات على المدى الطويل.
لكن كانت هناك بعض الشكوك حول جدوى التحركات الدولية للتعامل مع مشكلة الاحتباس الحراري.
وقال الخبير الاقتصادي جيفري ساتشس وهو مستشار لبان كي مون في تصريح لبي بي سي إن “هذا الاجتماع لن يحل المشاكل، هذا الاجتماع هو لزيادة الوعي”.
وأضاف “حكوماتنا لا تهتم بالمستقبل، إن أهدافها قصيرة المدى، وقصيرة النظر”.