«قلعة الكؤوس»… عودة مظفرة للأضواء بطلها «المدرج الأخضر»
«قلعة الكؤوس»… عودة مظفرة للأضواء بطلها «المدرج الأخضر»
استغرق الأهلي موسماً واحداً فقط ليستعيد موقعه بين الكبار، في صعود سريع يؤكد أحقية قلعة الكؤوس بالوجود في دوري الأضواء، حيث سطر أمجاده الكروية على مدار الأعوام التي تلت تأسيسه.
واحتفى الشارع الرياضي السعودي بعودة الأهلي بعد موسم من الغياب لم يكن وقعه سهلاً على محبيه وعشاقه عقب الهبوط لـ«الدرجة الأولى»، في الوقت الذي تجاوزت فيه الحفاوة أنصار النادي إلى عشاق المستديرة وأندية منافسة بدوري روشن السعودي للمحترفين بتقديم التهنئة للنادي الملقب بـ«قلعة الكؤوس».
وحسم الأهلي عودته لدوري الأضواء قبل اختتام منافسات البطولة، ورغم الخسارة التي تعرض لها أمام العربي، أول من أمس، فإن الفريق ضمن مقعداً بين الأربعة المتأهلين لدوري روشن، بغض النظر عن نتائج مبارياته الثلاث المتبقية بالبطولة بعد وصوله إلى النقطة 65 في صدارة ترتيب دوري يلو.
وأسهمت الجماهير الأهلاوية بحضورها الكثيف للمدرجات ومؤازرة اللاعبين في المباريات التي خاضها مما كان له كبير الأثر في تجاوز الفريق للنتائج السلبية وتحقيق الانتصارات وحسم التأهل لدوري المحترفين مبكراً، وبفاصل نقطي عريض عن صاحب المركز الخامس الفيصلي.
وسيشهد الموسم الرياضي الجديد استثناء في عدد الفرق المتأهلة، بواقع 4 فرق مع هبوط فريقين لدوري يلو، وذلك بعد اعتماد زيادة عدد الأندية المشاركة في دوري المحترفين لـ18 فريقاً.
وقال عبد الهادي الحداد، لاعب فريق الأهلي السابق، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن الأهم الآن من ضمان الصعود للدوري المحترفين هو التحضير لعودة قوية للفريق، وتلافي الأخطاء المرتكبة التي أسهمت في هبوط الفريق لدوري يلو، إلى جانب تكاتف أعضاء الشرف وأبناء النادي مع الكيان لعودة الفريق التي يتمناها الجميع.
وأكد الحداد أن إدارة ناديه برئاسة وليد معاذ ونائبه تيسير الجاسم قدمت عملاً ممنهجاً ومميزاً أسهم في هذه العودة، إلى جانب اللاعبين الذين قدموا أداءً فنياً عالياً قاد الفريق لحسم العودة لدوري الأضواء مجدداً قبل انتهاء البطولة بـ4 جولات.
وحثّ الحداد لاعبي الأهلي على استمرار تقديم العطاءات المتميزة فيما تبقى من دوري يلو لتحقيق البطولة والتأهل على رأس الفرق التي ستبلغ دوري المحترفين، مؤكداً في الوقت ذاته الحرص على بدء العمل مبكراً للإعداد للموسم الجديد.
من جانبه، وصف علي العبدلي، لاعب الأهلي السابق، بلوغ فريقه لدوري المحترفين بالأمر الطبيعي، مشيراً إلى أن الهبوط لدوري يلو للدرجة الأولى كان نتاج أخطاء ارتكبت من الإدارة السابقة، في الوقت الذي نجحت الإدارة الحالية برئاسة وليد معاذ في إعادة الفريق لمكانه الطبيعي من المنافسات.
وأضاف العبدلي، لـ«الشرق الأوسط»: «إدارة الأهلي الحالية عملت بعيداً عن الأمور الشخصية وكان همهم عودة الفريق لوضعه الطبيعي، ونجحوا في تحقيق ذلك، والمهمة لم تنتهِ عند ذلك، بل أمام الإدارة مرحلة صعبة تتطلب مضاعفة العمل لعودة قوية للفريق للمنافسات».
وطالب العبدلي باستمرار الإدارة الحالية في سدة المسؤولية بالنادي قياساً بالعمل الذي قدموه، مع العمل للإعداد للموسم الرياضي الجديد والسعي لتعليق عقوبة المنع من التسجيل، والعمل على جلب لاعبين أجانب على مستوى عالٍ.
وقدم العبدلي شكره للجماهير الأهلاوية لدعمها اللاعبين طوال مشوارهم في دوري يلو في جميع المباريات التي خاضها الفريق حتى تلك التي لعبها خارج أرضه، مشيراً إلى أنه أمر غير مستغرب على جماهير الراقي الوفية دوماً مع الكيان، التي تقف معه في الظروف كافة.
وكانت إدارة الأهلي قدمت استئنافاً ضد قرار غرفة فض المنازعات بـ«فيفا» بحرمانه من القيد لفترتين في الوقت الذي سيتجه لطلب التدابير الوقتية بـ«السماح له بالتسجيل مؤقتاً في الفترة الصيفية» لحين البت في الاستئناف المقدم.
في حين أشاد وليد معاذ، رئيس النادي الأهلي، بدور نائبه ياسر الجاسم في عودة الفريق إلى دوري روشن السعودي للمحترفين، وذلك عبر حسابه الشخصي بـ«تويتر»، حيث قال: «يا صاحبي في وقفتك كيف أجازيك. وأنا أدري أنك ما تدور عوضها»، مرفقاً صورة الجاسم عندما كان لاعباً في الأهلي.
وتولت إدارة الأهلي الحالية سدة المسؤولية في النادي بظرف بالغ الحساسية؛ حيث كان الفريق يتخبط في بداية مشواره بدوري الدرجة الأولى التي هبط إليها لأول مرة في تاريخه.
وكلفت وزارة الرياضة السعودية في 31 أغسطس (آب) الماضي، مجلس إدارة جديداً للأهلي برئاسة وليد معاذ، وعضوية كل من تيسير الجاسم وخالد السريحي ومحمد القنب وسعود رحيمي وطارق خليفة، وذلك على خلفية حل مجلس الإدارة المعتمد برئاسة ماجد النفيعي عقب تقدمه بالاستقالة من منصبه.
وهنأت إدارتا ناديي النصر السعودي والأهلي المصري، نظيرتهما في الأهلي على العودة لدوري المحترفين، في الوقت الذي قدمت فيه إدارة الراقي الشكر لهما على مشاعرهما غير المستغربة.
وودع الأهلي دوري المحترفين السعودي للمرة الأولى في تاريخه بعد امتلاكه 32 نقطة محتلاً المركز الخامس عشر في سلم ترتيب فرق الدوري الموسم الماضي، ليرافق الحزم والفيصلي إلى دوري يلو للدرجة الأولى.
وشكّل الهبوط صدمة لمحبي وعشاق الكيان بعد مسيرة حافلة بالعطاء في مختلف البطولات المحلية والقارية؛ حيث كان في العقد الأخير حاضراً في دائرة المنافسة بصورة جدية على معانقة الألقاب؛ حيث تمكن من التتويج بلقب الدوري الثالث في تاريخه في موسم 2015 – 2016 وحل وصيفاً للبطل في 4 نسخ؛ بدءاً من موسم 2011 – 2012، ثم وصيفاً في الموسم الذي سبق تتويجه باللقب، وكذلك الموسم الذي أعقب تتويجه بلقب الدوري، وذلك لمرتين على التوالي.
كما يعرف الأهلي بـ«قلعة الكؤوس» لما يمتلكه من بطولات كبيرة؛ خصوصاً على صعيد «بطولة كأس الملك» التي ينفرد بصدارة السجل الشرفي لها برصيد 13 بطولة وبفارق 4 ألقاب عن أقرب منافسيه الهلال الذي يملك 9 ألقاب، برفقة الغريم التقليدي الاتحاد.