قطع مالي العلاقات مع أوكرانيا.. قرار سياسي أم تقرب من روسيا؟
وأعلن المتحدث باسم الحكومة المالية الكولونيل عبد الله مايغا أن الحكومة الانتقالية في مالي قررت “قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا بمفعول فوري”.
وجاء القرار المالي بعدما “أقرّ” مسؤول أوكراني رفيع، وفق باماكو، بـ”ضلوع” كييف في تكبّد الجيش المالي ومجموعة “فاغنر” الروسية خسائر فادحة في معارك مع انفصاليين وقعت في أواخر يوليو.
وخلال اشتباكات عسكرية أواخر الشهر الماضي في شمال البلاد، وردت أنباء عن سقوط أعضاء من مجموعة “فاغنر” بين القتلى، وألقت القيادة العسكرية في مالي باللوم بذلك على “الانفصاليين والمتطرفين”.
وحسبما ذكر مايغا فإن الحكومة العسكرية في باماكو صدمت عندما علمت بتصريحات أندريه يوسوف، المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، الذي “اعترف بتورط أوكرانيا في هجوم جبان وغادر ووحشي شنته جماعات إرهابية مسلحة” أدى إلى مقتل جنود ماليين.
واعتبر مايغا في بيانه أن تصرفات أوكرانيا انتهكت سيادة مالي وتشكل تدخلا أجنبيا غير مقبول ودعما للإرهاب الدولي.
وأفاد يوسوف في تصريح للتلفزيون الأوكراني بأن العالم أجمع يدرك أن المتمردين “حصلوا على البيانات اللازمة التي سمحت لهم بتنفيذ عمليتهم ضد مجرمي الحرب الروس”.
واندلعت ثلاثة أيام من القتال العنيف بالقرب من الحدود الجزائرية في 25 يوليو بمعسكر عسكري في تينزاوتين.
وذكر الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي، وهو التنظيم الممثل للحركات الأزوادية التي تقاتل الحكومية المالية في شمال البلاد إنهم قتلوا 84 مقاتلا من “فاغنر” و47 جنديا ماليا.
ووفق الباحث في “مركز راند” الأميركي للاستشارات الأمنية، مايكل شوركين، فإن قرار مالي بقطع علاقاتها مع أوكرانيا، وهو قرار “يبدو أنه يتعلق بمعركة ضد الأزواد ولكنه يثير أيضا تساؤلات حول دوافعه السياسية، بالرغم من تأكيدات أن القرار جاء بسبب مساعدة أوكرانيا المزعومة للأزواد، إلا أن هناك من يعتقد بأن هذه الدعاوى تأتي في سياق سياسي أو لمصلحة روسيا”.
وأوضح شوركين في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن قطع العلاقات مع أوكرانيا “يبدو غير مبرر بالنسبة لمالي، حيث إن التجارة بين البلدين تعتبر ضئيلة للغاية، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذه الخطوة”.
وأضاف: “من المحتمل أن يكون القرار جزءا من استراتيجية لتعزيز العلاقات مع روسيا، خاصة في ظل التوترات الجارية على الساحة الدولية”.
وتابع: “حتى الآن لا توجد أدلة قاطعة تربط أوكرانيا بالأحداث في أزواد كما زعمت بعض التقارير. وعلى الرغم من زعم أحد المسؤولين الأوكرانيين بأن بلاده ساعدت في الأزمة هناك، فإن هذه الادعاءات لا تزال غير مؤكدة وتحتاج إلى التحقق”.
ويتفق الباحث في الشؤون الإفريقية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، مع شوركين، بأن “قطع مالي العلاقات مع أوكرانيا ليس مؤثرا على بماكو نظرا لضعف العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ولكنه قد يكون جزءا من مغازلة أنصار المجلس العسكري في بماكو في ظل خسائر معركة تينزواتين”.
ونفى ممثل تنسيقية الحركات الوطنية الأزوادية، سيد بن بيلا الفردي، ما تناولته وسائل إعلام عن دعم المخابرات الأوكرانية للأزواديين في معركتهم ضد “فاغنر” والجيش المالي.
وأكد الفردي في تصريح خاص لموقع “سكاي نيوز عربية” بأنه : “انتشرت في الفترة الأخيرة بعض الصور المفبركة لأفراد يحملون العلم الأوكراني بجانب مقاتلي الحركة، كثير من هذه الصور مفبركة، ولا صحة أبدا لتعاون عسكري أوكراني معنا، ما حصل في ميدان المعارك الأخيرة ما بين تينزواتن وآشبريش وإخربان، جهد أزوادي وطني مائة في المائة”.