قانون روسي لصد المسيرات.. هل نجحت كييف في تهديد أجواء موسكو؟
ودخل القانون الاتحادي الصادر في ديسمبر الماضي، حيز التنفيذ اعتبارًا من الخميس، في خطوة وصفها خبير من موسكو، بالضرورية من أجل التصدي بما تصفه روسيا إرهاب الأجواء، بينما يرى باحث أوكراني أن هذا القانون دليل على نجاح سلاح المسيرات من جانب كييف، وذلك خلال حديثهما لموقع “سكاي نيوز عربية”.
حرب المسيرات
يستخدم كلا الجانبين في الحرب – وخاصة أوكرانيا – بشكل متزايد نماذج تجارية صغيرة ورخيصة من الطائرات المسيرة مثل مافيك DJI 3، حيث شهدت الأسابيع الماضية تنفيذ أكثر من عملية لكييف في العمق الروسي من خلال تلك المسيرات.
في السياق يقول هوفمان مارتشينكو الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، ما لا شك فيه نجاح كييف في استخدام المسيرات لتوجيه ضربات في العمق الروسي حتى لو وصفت بالمحدودة ولكنها تمت بالفعل، ومن هنا لزم التعامل بشكل فعال مع تلك الاختراقات.
ويُضيف هوفمان مارتشينكو، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن موسكو اتخذت عدة خطوات فعالة على المستوى العسكري أو الداخلي من أجل منع تلك الهجمات كنشر بطاريات صواريخ الدفاع الجوي حول العاصمة، وآخرها القانون الذي يسمح بالتعامل مع تلك المسيرات.
وفند الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، نص وثيقة القانون الذي دخل حيز التنفيذ وينص على:
- التصدي لطائرات بدون طيار على الفور دون أذن مسبق.
- السماح لموظفي أمن الحراسة أو الأشخاص الموجودين في هذه المواقع من تنفيذ تلك المهمة.
- يمكن القيام بذلك باستخدام وسائل تقنية خاصة لضرب المسيرات أو تحويل إشارات التحكم عن بعد وإنزالها.
وعلى مدار العام الماضي زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بـ 700 طائرة مسيرة من طراز سويتش بليد كاميكازي، والتي تستخدم في العمليات الانتحارية وكان أبرزها مهاجمة قاعدة عسكرية روسية في غرب شبه جزيرة القرم، وقاعدة جوية بالقرب من سيفاستوبول، وسفن في ميناء سيفاستوبول، وفى منطقة بيلغورود.
ومنذ أيام تعرضت بلدة كيرييفسك في منطقة تولا على بعد 220 كيلومترا جنوبي موسكو، لهجوم بمسيرة مفخخة من طراز تي. يو-141 ستريش، وأدى الهجوم إلى إصابة 3 أشخاص وتضرر عدة مبانٍ، ولم يحدث في تاريخ الحروب أن استخدمت الدرون بالكثافة التي تم استعمالها في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
اعتراف روسي
الجانب الأوكراني يرى أن القانون الذي أصدرته روسيا دليل قاطع على فشل موسكو في التصدي لمسيرات كييف، بحسب ماتيوشين فيكتور المتخصص في حل النزعات الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية.
ويُضيف ماتيوشين فيكتور، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، تطوير سلاح المسيرات الأوكرانية ساهم على أرض المعارك في تعطيل المساعي الروسية للسيطرة الكاملة، وتحديد مواقع أهداف العدو وتوجيه نيران المدفعية نحوهم كما يحدث في الجبهة الجنوبية وخيرسون، بخلاف أعمال المراقبة.
ومنذ اندلاع حرب أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، تم نشر مئات إن لم يكن آلاف المقاطع المصوّرة من الطرفين صوّرتها طائرات مسيّرة تظهر قوات الطرف الآخر وتدمرها؛ كما برزت المسيّرات في هذه الحرب، بوصفها سلاحا رخيص الثمن وقادرا على إيقاع خسائر كبيرة في الطرف الآخر دون وقوع إصابات بين العسكريين المهاجمين.
والأربعاء، أعلن وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف، عن أنّ هجمات الطائرات المسيرة المحتملة على البنية التحتية للطاقة في بلاده، ستمثل تهديدا صريحا لأمن الطاقة في روسيا؛ والشهر الماضي أقرت وزارة الدفاع الروسية، برصد زيادة ونشاط غير مسبوقة في المسيرات الأوكرانية.