فيديو لحريق مروع في مركز للمهاجرين في المكسيك يثير موجة من الغضب
- فانيسا بوشلوتير
- بي بي سي
يتصاعد الغضب في المكسيك بعد مقتل 38 مهاجرا جراء حريق شب في مركز للمهاجرين في مدينة سيوداد خواريس.
ونُشر مقطع فيديو، لم يتم التحقق منه، على وسائل التواصل الاجتماعي، يبدو أنه التقط لحظة اشتعال النار في المركز الذي يديره المعهد الوطني للهجرة في المكسيك.
وظهر في الفيديو موظفون يرتدون زيا موحدا وهم يفرون عندما اندلعت النار في أحد أركان المبنى، تاركين وراءهم عددا من الرجال فيما يبدو أنهم كانوا دخل زنزانة مغلقة.
وحاول الرجال فتح الباب وسط انتشار دخان كثيف من حولهم، لكن بلا جدوى.
ويبدو أن مقطع الفيديو، الذي تبلغ مدته 32 ثانية، أُخذ من تسجيل لكاميرا مراقبة داخل مركز الهجرة بجنوب معبر جسر سانتون ليردو الحدودي الذي يربط سيوداد بمدينة إلباسو في تكساس.
وبحثت بي بي سي في صورة مصغرة وسبعة إطارات من الفيديو ولم تعثر على أي نسخ منها نُشرت قبل يوم الثلاثاء الماضي، مما يرجح أنها لقطات حديثة.
ولم ينف وزير الداخلية المكسيكي مصدر الفيديو عندما وجه إليه سؤال عن هذا المقطع من قبل صحفي مكسيكي.
وانتشر الفيديو على نطاق واسع على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، كما نشره عدد من الصحف المكسيكية وسط إحساس بالصدمة أعرب عنه الكثيرون مما اعتبروه فشل من قبل أفراد طاقم العمل الذين كانوا يرتدون زيا موحدا في اتخاذ الإجراء الملائم.
وركز المتابعون للفيديو على لقطة تجاهل فيها أحد هؤلاء المسؤولين رجلا أثناء محاولته فتح الباب من خلف القضبان، لكنه فشل في فتحه وسط تصاعد ألسنة اللهب في المكان.
ونظرا لأن الفيديو بدون صوت، لا يمكن سماع ما كان يُقال، على فرض أن أي حديث جرى بين الموجودين في المكان، وقت اندلاع الحريق.
بعدها ملأ الدخان الغرفة، مما تسبب في صعوبة رؤية أي شيء خلف النيران المشتعلة.
ويدعم الفيديو رواية زوجة أحد المهاجرين الفنزويليين الناجين من الحريق.
وقالت فيانغلي إنفانتيه بادرون إن الضباط تركوا زوجها وعددا من المهاجرين الرجال “خلف القضبان وراء باب موصد” ولاذوا بالفرار من مكان الحريق.
وأضافت فيانغلي: “كان الدخان في كل مكان، فأخرج المسؤولون النساء وطاقم العمل في مركز المهاجرين، لكنهم لم يخرجوا الرجال حتى قدوم فريق مكافحة الحريق”.
وأكدت أيضا أن الرجال المحتجزين داخل المركز كانوا يحتجون لأن الموظفين لم يوفروا لهم مياه الشرب أثناء الاحتجاز.
وقال الرئيس المكسيكي أندريه مانويل لوبيز أوبرادور الاثنين الماضي إن المحتجزين أضرموا النيران في المراتب “عندما علموا أنهم سوف يُرحلون”.
وقالت السلطات في المكسيك إن 68 مهاجرا كانوا محتجزين في القسم المخصص للتحفظ على الرجال في المركز، أغلبهم من غواتيمالا في حين قدم آخرون إلى المكسيك من كولومبيا، والإكوادور، والسلفادور، وهندوراس، وفنزويلا.
ونشرت سلطات الهجرة في المكسيك أسماء الرجال الستة والثمانين الذين كانوا موجودين في الموقع أثناء اندلاع الحريق، لكنها لم توضح أية تفاصيل فيما يتعلق بضحايا الحادث والناجين منه.
كما راجعت السلطات البيانات التي نشرتها عن ضحايا الحادث من 40 قتيلا إلى 38 فقط، في حين أشارت إلى أن 28 مهاجرًا يعانون من إصابات بالغة وآثار استنشاق الدخان.
ويشكو أقارب المهاجرين الذين كانوا في موقع الحريق، وسط حالة من قلق شديد على ذويهم، من عدم توفير المسؤولين معلومات كافية لهم عن مصير أحبائهم.
كما تسائل أهل وأقارب الضحايا والناجين من الحريق عن سبب احتجاز الرجال من الأساس. وقال مسؤولون في المكسيك إن الشرطة جمعتهم من شوارع سيوداد خواريس الاثنين الماضي وأرسلتهم إلى مركز المهاجرين هناك.
وقال أقارب المحتجزين إن هؤلاء الرجال كانوا يسعون لجمع بعض المال من بيع الحلوى وغسل نوافذ المتاجر في الشوارع.
وأدانت حكومة السلفادور ما وصفته “بالأعمال الخطيرة التي ارتكبها موظفو مركز الهجرة أثناء اندلاع الحريق الذي أودى بحياة العشرات من جنسيات مختلفة، من بينهم عدد من السلفادوريين”.
وطالبت حكومة السلفادور بمحاكمة المسؤولين عن الحادث الذي أودى بحياة العشرات من المهاجرين.
وقال وزير خارجية المكسيك مارسيلو إبرارد الثلاثاء الماضي إن “المسؤولين المباشرين عن الحريق تم تحويلهم للتحقيق” دون أن يدلي بالمزيد من التفاصيل عن هويات من يتحدث عنهم.
ويأتي هذا الحريق وسط معاناة تخوضها المكسيك من أجل السيطرة على تدفق المهاجرين، أغلبهم يعبر المكسيك على أمل الوصول إلى الولايات المتحدة.
ويقيم هؤلاء المهاجرين لأسابيع وأحينا لشهور في مخيمات على أطراف المدن في المناطق الحدودية بين الولايات المتحدة والمكسيك، مثل مدينة سيوداد خواريس، في انتظار وقف محتمل لسياسة عهد ترامب التي تسمح لمسؤولي الحدود الأمريكيين بمنع المهاجرين من دخول الولايات المتحدة “لمنع انتشار الأمراض المعدية”.
وتحركت إدارة بايدن لوقف العمل بتلك السياسة – المعروفة باسم Title 42 – العام الماضي، لكن المحكمة العليا الأمريكية اعترضت طريق هذا التحرك في آخر ديسمبر/كانون الأول الماضي ولا تزال هذه السياسة معمول بها على حدود الولايات المتحدة.
رغم ذلك، لا يزال مهاجرون من أمريكا الوسطى وأمريكيا الجنوبية وغير ذلك من المناطق حول العالم مثل أفريقيا، مستمرين في رحلات طويلة إلى الحدود الأمريكية المكسيكية على أمل رفع تلك القيود في الأشهر القليلة المقبلة.