فنلندا: تركيا توافق على طلب انضمام الدولة المجاورة لروسيا إلى حلف الناتو
- فرانك غاردنر، مراسل الشؤون الأمنية، وآدم ديربن
- بي بي سي نيوز
أفسحت تركيا المجال أمام فنلندا لتصبح العضو الـ 31 في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد موافقة برلمانها على طلب انضمامها إلى الحلف.
وكانت أنقرة قد أخرت مسعى فنلندا للانضمام إلى الحلف الدفاعي الغربي لشهور- مشتكية من أن الدولة الواقعة شمالي الكرة الأرضية تدعم “إرهابيين”.
ولا تزال السويد، التي قدمت طلب الانضمام إلى الناتو في الوقت نفسه من مايو/ أيار الماضي مع فنلندا، تواجه شكاوى مماثلة من أنقرة. وتحتاج أي عملية توسع للناتو إلى دعم جميع أعضائه.
والآن سيتم قبول انضمام فنلندا رسمياً إلى الناتو في قمة الحلف المقبلة التي ستعقد في لتوانيا في يوليو/ تموز المقبل.
وقالت الحكومة الفنلندية، في بيان لها صدر في أعقاب التصويت التركي، إن الانضمام إلى الحلف سيعزز من أمن البلاد ويحسن من الاستقرار والأمن في المنطقة.
وقالت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين في تغريدة على تويتر: “كحلفاء، فإننا سنعطي ونحصل على الأمن. وسندافع عن بعضنا البعض, وتقف فنلندا مع السويد الآن وفي المستقبل وتدعم طلبها (بالانضمام إلى الناتو)”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعطى موافقته على طلب فنلندا في وقت سابق من هذا الشهر، مشيداً “بالخطوات الحقيقية والملموسة” للبلاد فيما يتعلق بالأمن التركي.
لكن عداءه المستمر للسويد كان واضحاً- حيث أنه اتهم البلاد مجدداً باحتضان المسلحين الأكراد والسماح لهم بالتظاهر في شوارع ستوكهولم.
ويفسح قرار أنقرة بالمصادقة على عضوية فنلندا المجال أمام إحدى اللحظات الأكثر أهمية في تاريخ الناتو الحديث.
وتتخلى فنلندا، وهي بلد له حدود بطول 1340 كيلومتراً مع روسيا ويملك واحداُ من أقوى الترسانات من قطع المدفعية في أوروبا الغربية، عن حيادها وتنضم إلى الحلف رداً على الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
وتخلت السويد أيضاً عن التزامها منذ فترة طويلة بالحياد من خلال تقديم طلب للانضمام إلى الناتو، لكنها بخلاف جارتها لا تملك حدوداً مشتركة مع روسيا.
وأحد المبادئ المؤسسة للناتو هو مبداً الدفاع الجماعي- بمعنى أن أي هجوم على إحدى الدول العضاء يعامل على أنه هجوم عليها جميعاً.
وبالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعتبر انضمام فنلندا نكسة استراتيجية كبيرة.
فقد أرسل جيشه إلى أوكرانيا العام الماضي على أمل أن يؤدي ذلك إلى كبح توسع الناتو وإضعاف الغرب. في الحقيقة أن ما فعله هو أنه حقق العكس تماماً.
وفنلندا في طريقها الآن لأن تصبح الدولة السابعة في حلف الناتو على بحر البلطيق، وهو ما يعني المزيد من العزلة للمدخل الساحلي لروسيا عند مدينة سانت بطرسبرغ وعلى جيبها الصغير في كالينينغراد.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أدانت في وقت سابق قرار فنلندا قائلة إنه قرار غير مدروس ومبني على هستيريا الخوف من روسيا.
لكن الرأي العام الفنلندي تغير كثيراً بفعل الغزو الروسي لأوكرانيا. فخلال عشية وضحاها الربيع الماضي، قفز التأييد لعضوية الناتو من أقل من ثُلث الفنلنديين إلى قرابة 80 في المائة منهم.
وتعتقد فنلندا ببساطة أنها تملك فرصة أفضل بأن لا تكون ضحية لهجوم من روسيا في حال انضمامها لحلف الناتو.