طالبان: برنامج جديد من بي بي سي يساعد الأطفال المحرومين من الدراسة
أطلقت بي بي سي برنامجًا تعليميًا جديدًا للأطفال في أفغانستان المحرومين من الذهاب إلى المدرسة.
ويستهدف البرنامج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 16 عامًا بما في ذلك الفتيات اللائي أوقفت حركة طالبان الحاكمة تعليمهن الثانوي.
يُطلق على البرنامج الأسبوعي اسم “دارس”، أي “درس” باللغتين الدارية والبشتوية وهما اللغتان الرسميتان في أفغانستان.
تستضيفه صحفيات أفغانيات من بي بي سي تم إجلاؤهن من العاصمة الأفغانية كابل بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة في عام 2021.
سيتم بث كل حلقة أسبوعية جديدة مدتها نصف ساعة من برنامج “درس” أربع مرات يومياً، من السبت إلى الجمعة على قناة بي بي سي نيوز أفغانستان التي تم إطلاقها حديثًا.
سيكون البرنامج متاحًا أيضًا عبر قنوات بي بي سي نيوز باشتو وبي بي سي نيوز داري على فيسبوك، وسيكون جزءًا من جدول بث قناة بي بي سي الفارسية، سيُبث على الراديو عبر بي بي سي في أفغانستان.
آاليا فرزان هي إحدى مقدمات لغة الداري، تقول: “كل يوم أتحدث إلى الكثير من الفتيات الأفغانيات اللائي ما زلن في البلاد ويخبرنني أنه لا يمكنهن الذهاب إلى المدرسة. إنهن عاجزات للغاية وفي بعض الأحيان، يائسات من الوضع”.
أغلقت حركة طالبان مدارس الفتيات “مؤقتًا” حتى يتم إيجاد “بيئة مناسبة” لهن، بحسب الحركة، كما قالت الحركة إن قرار المجتمع الدولي بتجميد مدفوعات المساعدات يعني أنها لا تمتلك المال للإنفاق على الفصول الدراسية المخصصة للإناث فقط.
تم تصميم برنامج بي بي سي الجديد للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 16 عامًا ويستفيد إلى أقصى حد من محتوى التدريس الحالي في بي بي سي، مع دمج وحدات الرياضيات والتاريخ والعلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من بي بي سي بايتسيز، وهو مصدر بي بي سي المجاني على الإنترنت للتلاميذ في المملكة المتحدة.
أراد الفريق أيضًا جعل البرنامج يبدو وكأنه موجود في المنزل. وتقول شازيا: “الأفغان مغرمون بالشطرنج وغالبًا ما تجد مجموعة شطرنج في معظم منازل الأسرة، أردنا إضافة هذا التراث الثقافي إلى برنامجنا ووضع أشياء من هذا القبيل.”
كان التحاق الفتيات بالمدرسة يمثل مصدر قلق خلال طفولة مذيعة بي بي سي الأفغانية شازيا هيا. وتقول: “كنت قد أنهيت للتو 12 عامًا في المدرسة وكان أخي الأكبر وأبي يقولان: هذا يكفي لك. عليك أن تتزوج.”
تقول المذيعة شازيا: “إذا سألت والدي عما درسته في الجامعة أو عن مادتي المفضلة في المدرسة، فلن يعرف، لأنه لم يكن مهتمًا بتعليمي، لمجرد أنني فتاة”.
كانت النساء في عائلة المذيعة شازية، ولا سيما والدتها، هن من شجعنها على الالتحاق بالجامعة. تقول: “هذا هو السبب في أن برنامج البي بي سي الجديد هذا يعني الكثير بالنسبة لي، أعرف قيمة التعليم، وأعرف مدى صعوبة الأمر عندما لا يكون لديك دعم.”
ولدت آاليا عام 1996، وهو العام الذي سيطرت فيه حركة طالبان على أفغانستان لأول مرة.
على الرغم من الحظر الرسمي على تعليم الفتيات في ذلك الوقت، كان هناك بصيص أمل. نشأت آاليا في محافظة تخار الشمالية حيث واصلت الفتيات حضور الفصول ، وكان والدها مدرسًا.
تقول آاليا: “قُتل والدي منذ 16 عامًا، كان يتمنى أن يراني صحفية وأردت أن أصبح مدرّسة، لأن والدي كان مدرسًا. لذلك، من خلال الانضمام إلى هذا البرنامج، فأنا أحقق حلم والدي وحلمي.”
تضيف آاليا أنها غالبًا ما تفكر في أفراد عائلتها الممتدة، وخاصة الفتيات في سن الدراسة، اللاتي ما زلن في أفغانستان: “أحيانًا أتخيّل نفسي في مكانهن، وأعتقد أنه إذا كنت في البلد وكنت فتاة مراهقة لا تستطيع الذهاب إلى المدرسة ، ولا تستطيع الخروج من المنزل بمفردها ، وليس لديها أي حقوق أساسية ، فماذا أفعل؟ كنت سأكون ممتنة وسعيدة جدًا لأن يساعدني أحدهم حينها ويعلمني شيئًا.”