شركات الطاقة.. دور رئيسي في مستقبل منخفض الكربون
- 50 شركة (تمثل 40 بالمئة من إنتاج النفط العالمي) من أكبر شركات الطاقة حول العالم (حكومية وخاصة)، وقعت على الميثاق.
- من بين أبرز الشركات الموقعة: أدنوك الإماراتية، وأرامكو السعودية، بالإضافة إلى المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، وإيني الإيطالية، وتوتال إينرجيز الفرنسية، وإكسون موبيل الأميركية، وبي بي البريطانية.
- يتضمن الميثاق التزام الشركات بخفض انبعاثات غاز الميثان إلى الصفر، وإنهاء الحرق الروتيني للغاز بحلول العام 2030، بجانب الوصول إلى صفر انبعاثات في عمليات الإنتاج بحلول عام 2050، وفق بيان من رئاسة (COP28).
وكشف الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف “COP28” خلال القمة العالمية للعمل المناخي، عن المسرع العالمي لإزالة الكربون (GDA)، وهو سلسلة من المعالم البارزة والمبادرات المصممة لتسريع تحول الطاقة وتقليل الانبعاثات العالمية بشكل كبير.
- يركز التحالف العالمي للتطوير على ثلاث ركائز أساسية: التوسع السريع في نظام الطاقة المستقبلي، وإزالة الكربون من نظام الطاقة اليوم، واستهداف غاز الميثان وغيره من غازات ثاني أكسيد الكربون.
- يشكل الميثاق خطة شاملة للتغيير على مستوى النظام، ومعالجة الطلب وإمدادات الطاقة في نفس الوقت.
وطأة الانبعاثات
وفي تصريحات له خلال COP28، قال الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، دارين وودز، إنه:
- ما يتعين على الدول التركيز عليه في المؤتمر هو ما يتعلق بتقليل الانبعاثات، على عكس الدعوات إلى الالتزام الجماعي بالتخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري.
- التحدي هنا هو القضاء على الانبعاثات.. كيف نفعل ذلك؟ سوف يعتمد هذا الأمر على أين ستذهب التكنولوجيا؟
- جزء من الشيء الذي أبطأنا هو التركيز على إجراء تغيير تدريجي والخروج من نظام الطاقة الحالي لدينا وبدء شيء جديد تمامًا.. ستكون هذه عملية طويلة ومكلفة وستكون مكلفة للغاية.
- ما يجب أن ننظر إليه هو كيف ننتقل من ما نحن فيه اليوم إلى مستقبل ذي انبعاثات أقل، وهذا ينطوي على تغييرات تدريجية في بعض المجالات.
- من المؤكد أنها (التغييرات) تنطوي على طاقة الرياح والطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية، ولكنها تنطوي أيضًا على إزالة الكربون.
- هناك خيارات حاليا للبدء في خفض كثافة الكربون للتكنولوجيات الحالية بتكلفة أقل بكثير.
زخم واسع
من جانبه، يشير مدير مركز الطاقة العالمي بالمجلس الأطلسي، لاندون ديرينتس، في بيان شاركه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أن الزخم الذي يثير ميثاق إزالة الكربون من النفط والغاز، مشدداً على أن هذا الميثاق يوضح كيف تنوي أكثر من خمسين شركة نفط وغاز تحفيز العمل المناخي في هذا القطاع.
ويعتقد بأنها أفضل فرصة لإثبات صحة رؤية رئاسة المؤتمر، الخاصة بأنه يمكن للصناعة (النفط والغاز) أن تبث حياة جديدة في عملية مؤتمر الأطراف من خلال المساعدة في تحفيز العمل نحو تحقيق الأهداف المناخية الوطنية.
إلى ذلك، يقول عضو البرلمان العالمي للبيئة، وفيق نصير، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوزعربية”، إن شركات الطاقة تلعب دورًا رئيسيًا في مستقبل منخفض الكربون، بما في ذلك من خلال توجيه كثير من استثماراتها وأنشطتها لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة، مضيفًا أنه من أجل تحقيق هذا الهدف تعمل الشركات على تطوير تقنيات تكنولوجية جديدة للحفاظ على البيئة وتحسين كفاءة الطاقة، وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة في محفظة الشركات، التي تعمل أيضًا على تطوير عمليات الإنتاج والتصنيع لتقليل الانبعاثات الضارة، وتحسين الكفاءة البيئية للعمليات الصناعية.
وعن مستقبل شركات النفط والغاز تحت التأثير المتزايد لمكافحة تغير المناخ، يشدد عضو لجنة البرلمان العالمي، على أنها تواجه تحديات كبيرة في ظل التأثير المتزايد لمكافحة تغير المناخ وتقليل الانبعاثات، ومن أجل التكيف مع هذه التحديات، تعمل الشركات على تعزيز استثماراتها وأنشطتها لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة.
تجلى ذلك بوضوح من خلال ما أكدت عديد من الشركات الالتزام به خلال مؤتمر المناخ الحالي المنعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تقنيات جديدة
ويشير نصر، إلى أن شركات النفط تعمل على تطوير تقنيات جديدة لتحسين كفاءة الإنتاج وتقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة، وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة في محفظة الشركات، مؤكداً أنه من المتوقع أن تستمر هذه الجهود في المستقبل لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة المتجددة وتحقيق أهداف مستقبل منخفض الكربون.
ويشار إلى أن ميثاق إزالة الكربون من النفط والغاز، الذي وقعت عليه الـ 50 شركة خلال أعمال مؤتمر الأطراف، تضمن عديداً من التعهدات، من بينها التزام الشركات بما يلي:
- الاستثمار في نظام الطاقة المستقبلي بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة والوقود منخفض الكربون وتقنيات الانبعاثات السلبية.
- زيادة الشفافية، بما في ذلك تعزيز القياس والرصد والإبلاغ والتحقق المستقل من انبعاثات الغازات الدفيئة، والتقدم المحرز في الحد من الانبعاثات.
- زيادة التوافق بين أفضل ممارسات الصناعة الأوسع نطاقًا لتسريع عملية إزالة الكربون من العمليات، والسعي إلى تنفيذ أفضل الممارسات الحالية بحلول عام 2030 لتقليل كثافة الانبعاثات بشكل جماعي.
- الحد من فقر الطاقة وتوفير طاقة آمنة وبأسعار معقولة لدعم تنمية جميع الاقتصادات.
خفض الانبعاثات
وإلى ذلك، يقول مستشار المركز العربي للدراسات والبحوث، أبو بكر الديب، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”:
- نحن في أمس الحاجة لخفض الانبعاثات بنسبة قد تصل لـ 50 بالمئة بحلول 2040 لتفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض.
- على شركات الطاقة -خاصة الكبري منها- دور كبير ورئيسي في ذلك من أجل مستقبل منخفض الكربون تحت شعار المسؤولية الاجتماعية والإنسانية نحو عالم “صفر كربون”، والمستقبل الأخضر.
- يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال الوسائل التكنولوجية وتقنيات الذكاء الاصطناعي عبر زيادة الاعتماد على مشروعات الطاقة المتجددة، وخفض الانبعاثات والاهتمام بالتوسع في التقاط الكربون، واتخاذ إجراءات أكثر إلحاحاً وطموحاً لتجنب الآثار السلبية للتغير المناخي، والحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.
- يمكن التوسع في مصادر الطاقة المتجددة وتحول الوقود من الفحم إلى الغاز، والتحول إلى الطاقة النظيفة عبر رفع إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية حيث يمكن توسيع الطاقة النووية بالسرعة المطلوبة لمكافحة تغير المناخ بشكل فعال.لإبقاء انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ثابتة دون ارتفاع.
ووفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية، فإن شركات الطاقة يمكنها أن تنفق 600 مليار دولار حتى العام 2030 من أجل خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 60 بالمئة.
قطاع الطاقة
يقول استشاري تغير المناخ والتنمية المستدامة، السيد صبري، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن هناك دعوات منذ فترة طويلة للسعي نحو إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة، ولكن هذه الدعوات تؤخذ بحذر؛ بمعنى أنه لا يمكن على المدى القريب الاستغناء عن الوقود الأحفوري، وبالتالي فهي دعوات غير منطقية.. بينما مسألة الخفض التدريجي وتقليل الاعتماد التدريجي على الوقود الأحفوري هو ما يمكن السعي إليه ضمن خطة الانتقال في قطاع الطاقة، ومع زيادة قدرات الطاقة المتجددة، وما دون ذلك يشكل نداءات غير عملية ومبالغ فيها.
ويوضح أنه فيما يخص توليد الكهرباء بشكل خاص، فهناك اعتماد على مصادر توليد متنوعة؛ فمن الشركات من يركز جهوده واستثماراته على الطرق التقليدية باستخدام الوقود الأحفوري، ومنها من يعتمد على المصادر المتجددة؛ باستخدام الطاقة الشمسية والرياح، إضافة إلى شركات تعتمد على الدورة المركبة؛ عن طريق دمج جزء من الوقود الأحفوري مع الطاقة المتجددة. ويضيف: “الدور الأهم لاستغلال الطاقة يأتي من الطرق المتجددة أو المركبة؛ لأنهما يعليان كفاءة المحطات (..)”، موضحاً أهمية ذلك التحول في خفض الانبعاثات.