سد نوفا كاخوفكا: ماذا نعرف عن حادث تدمير السد؟
تم تدمير سد ضخم في المنطقة الخاضعة للسيطرة الروسية في جنوب أوكرانيا ، ما أدى إلى تدفق المياه وفيضانها.
واتهم الجيش الأوكراني وحلف الناتو روسيا بتفجير السد بينما أنحت روسيا باللائمة على أوكرانيا.
وتم إجلاء الآلاف من المجتمعات المحلية في المناطق المحيطة ، حيث اجتاحت الفيضانات الكارثية المناطق المنخفضة على جانبي نهر دنيبرو.
ومن المتوقع أن تصل مياه الفيضانات إلى ذروتها في الساعات المقبلة، لكن منسق المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث يحذر من عواقب وخيمة وبعيدة المدى على آلاف الأشخاص في منطقة خيرسون المتضررة.
تقع محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية في مدينة نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون. وتقع المدينة حاليا تحت الاحتلال الروسي.
وكان قد تم بناء السد في الحقبة السوفيتية وهو واحد من ستة سدود تقع على طول نهر دنيبرو ، الذي يمتد على طول الطريق من أقصى شمال البلاد إلى البحر في الجنوب. وتحتل روسيا الضفة اليسرى أو الجنوبية بينما تسيطر أوكرانيا على الضفة اليمنى أو الشمالية في منطقة خيرسون .
ووفقا لوكالة رويترز للأنباء، فإن السد يحوي خزانا مساويا في الحجم لبحيرة سولت ليك الكبرى في ولاية يوتا الأمريكية. و يطلق السكان المحليون على الخزان اسم بحر كاخوفكا لضخامته، حيث لا يمكنك رؤية الضفة الأخرى في أماكن معينة.
ماذا حدث؟
أظهرت اللقطات المصورة ومقاطع الفيديو حدوث اختراق هائل في السد، حيث تتدفق المياه عبره في اتجاه خيرسون.
وليس من الواضح بالضبط متى تضرر السد لأول مرة، لكن صور الأقمار الصناعية تشير إلى تدهور حالته على مدى عدة أيام.
ويبدو أن الطريق عبر السد قد تضرر اعتبارا من 2 يونيو/حزيران الحالي، ولكن لم يظهر تغيير في تدفق المياه حتى 6 يونيو/حزيران عندما أمكن رؤية اختراق الجدار وانهيار المباني المجاورة بوضوح. ومن غير الواضح حاليا ما إذا كان الضرر الذي لحق بالطريق مرتبطا بخرق 6 يونيو/حزيران.
وتظهر صور الأقمار الصناعية فيضانات هائلة على طول المناطق المنخفضة على جانبي نهر دنيبرو.
وأظهرت صور من نوفا كاخوفكا يوم الثلاثاء مباني محاطة بمياه الفيضانات وطيور البجع تتجول حول مكتب حكومي محلي.
وبينما يبدو الآن أن مستويات المياه تنخفض في نوفا كاخوفكا، إلا أنها لم تبلغ ذروتها بعد في اتجاه مجرى النهر في مدينة خيرسون.
وفي بلدة أوليشكي، يقول السكان إن بعض المنازل تغمرها المياه تقريبا، حيث يجلس كبار السن على أسطح منازلهم في انتظار الإجلاء.
وقال رئيس بلدية نوفا كاخوفكا الذي نصبته روسيا إن قرية كورسونكا غُمرت بالكامل، بينما غمرت المياه في ثلاث قرى أخرى وهي كوزاتشي لاهيري وكرينكي ودنيبرياني، المنازل حتى أسطحها.
وقال حاكم المنطقة أوليكساندر بروكودين، إنه تم إجلاء مئات الأشخاص الذين يعيشون في مناطق منخفضة من مدينة خيرسون، على بعد أقل من 50 ميلاً من نوفا كاخوفكا.
وأضاف أن المياه غمرت ما يقرب من 2000 منزل على الضفة اليمنى للنهر التي تسيطر عليها أوكرانيا .
وقالت شركة UkrHydroEnerho الأوكرانية المشغلة لسدود الطاقة المائية إن محطة نوفا كاخوفكا “دمرت بالكامل” ولا يمكن إعادتها للعمل.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن النهر ملوث أيضا بـ 150 طناً من زيوت التشحيم الصناعية، و 300 طن أخرى معرضة لخطر التسرب.
وهناك مخاوف بشأن التصحر، حيث جرفت مياه الفيضانات الأراضي الزراعية، ومن المحتمل أن تستمر الآثار السلبية للفيضانات لسنوات.
وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية إن 10000 هكتار من الأراضي الزراعية على الجانب الخاضع لسيطرة أوكرانيا من نهر دنيبرو غمرت بالمياه، وأضعاف ذلك في الأراضي التي تحتلها روسيا.
وأضافت الوزارة أن 94٪ من أنظمة الري المخصصة للزراعة في منطقة خيرسون أصبحت الآن بلا مصدر للمياه.
هل تعرض السد للهجوم؟
لم يتضح بعد سبب اختراق السد، لكن الجيش الأوكراني اتهم روسيا بتفجيره عمداً. ويبدو هذا قابلا للتصديق، لأن موسكو ربما كانت تخشى أن تستخدم القوات الأوكرانية الطريق فوق السد لنقل القوات عبر النهر إلى الأراضي التي تسيطرعليها روسيا، كجزء من هجوم مضاد.
لكن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رفض فرضية تورط روسيا في الموضوع، وألقى باللوم على أوكرانيا ، واصفا ذلك بأنه عمل “تخريبي” من شأنه أن يحرم شبه جزيرة القرم، وهي منطقة ضمتها روسيا في عام 2014، من المياه.
ولم تتحقق بي بي سي من مزاعم أوكرانيا أو روسيا.
وكان السد مهما جدا وخدم عددا من الأغراض، حيث كان خزانه الضخم يوفر المياه لمجموعة من التجمعات السكانية في المنبع، كما كان يؤمن مياه التبريد لمحطة الطاقة النووية في زاباروجيا، على بعد حوالي 100 ميل من المنبع، والتي تخضع للسيطرة الروسية وتعتمد على الخزان.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه لا توجد مخاطر فورية تتعلق بالسلامة النووية لكنها تراقب الوضع.
وقالت لاحقا في بيان إنه إذا انخفض السد إلى أقل من 12.7 مترا ، وهو أدنى مستوى يمكن عنده ضخ المياه إلى المناطق المرتفعة باتجاه زاباروجيا، فهناك مصادر مياه بديلة للحفاظ على برودة المحطة النووية، بما في ذلك بركة تبريد كبيرة بجوار الموقع.
بالإضافة إلى ذلك، كان السد قناة حيوية لنقل المياه من نهر دنيبرو إلى شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، ما يعني أنه من المحتمل أن تتأثر إمدادات المياه هناك.
وكانت أوكرانيا قد أغلقت قناة تحمل المياه من نوفا كاخوفكا بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 ، ما تسبب في أزمة مياه في شبه الجزيرة.
وأعادت القوات الروسية فتح القناة بعد وقت قصير من الغزو الشامل العام الماضي. ولكن بدون السد، ويمكن أن يؤدي انخفاض منسوب المياه مرة أخرى إلى تعريض تدفق المياه على طول القناة للخطر.
وكانت روسيا قد شنت عدة هجمات في السابق على سدود في أنحاء أوكرانيا منذ الغزو، وقد تسببت في فيضانات واسعة النطاق وتعطل إمدادات الكهرباء.