زلزال تركيا وسوريا: السوريون “على حق في الشعور بالخذلان” مع استمرار معاناتهم بعد الكارثة
قال مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة مارتن غريفيث إن سكان شمال غرب سوريا محقون في شعورهم بالخذلان بعد الزلزال المروع الذي ضرب سوريا وتركيا.
وأضاف غريفيث أنه يجب تصحيح هذا الفشل بأسرع ما يمكن، مؤكدا أنهم “يشعرون بحق بالخذلان. يبحثون عن مساعدة دولية لم تأت بعد”.
وعبرت قافلة مساعدات جديدة الحدود إلى شمال غربي سوريا، ولكن غريفيث أكد أنه من الضروري توفير المزيد من الدعم.
وقال عضو في منظمة الخوذ البيضاء التي تقود عمليات إنقاذ في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة الجماعات المعارضة، إن “أيدي المجتمع الدولي ملطخة بالدماء”.
وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المساعدات الطارئة من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا تعطلت بسبب عدم موافقة جماعة متشددة تسيطر على إدلب.
ولم تبلغ سوريا عن عدد القتلى المحدث منذ يوم الجمعة، لذا من المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى.
كما يتوقع أن تكون الحصيلة النهائية للقتلى في كلا البلدين أعلى من الأرقام المسجلة حاليا.
وتتضاءل الآمال في العثور على المزيد من الناجين، وهناك شعور بأن عمليات الإنقاذ ستنتهي قريبا.
وقالت مجموعة الخوذ البيضاء لبي بي سي إن جهود البحث عن أحياء تحت الأنقاض التي تقوم بها آخذة في التراجع.
لكن عشرات الآلاف من رجال الإنقاذ واصلوا بحثهم طوال الليل في المناطق المتضررة في تركيا وسوريا.
“أنت معجزة”
انتشل رجال الإنقاذ رضيعا يبلغ من العمر سبعة أشهر من تحت أنقاض أحد المباني في هطاي، جنوبي تركيا، بعد 139 ساعة من وقوع الزلزال المميت.
وأنقذ الطفل حمزة، البالغ من العمر سبعة أشهر، يوم السبت، وأظهرت لقطات من السلطات المحلية رجال الإنقاذ وهم يهتفون ويعانقون بعضهم البعض.
وفي مكان آخر في هطاي، أنقذت فتاة تبلغ من العمر 12 عاما، تدعى جودي، بعد أن علقت لمدة 147 ساعة.
كما أفادت وسائل إعلام رسمية بأن شابا يبلغ من العمر 13 عاما أنقذ في غازي عنتاب يوم الأحد، حيث قال رجال الإنقاذ “أنت معجزة”.
وأظهر مقطع فيديو منفصل من وزارة الصحة التركية، فتاة صغيرة ترتدي دعامة على رقبتها محمولة على نقالة في نفس الولاية.
وأظهرت لقطات أبا وابنته انتشلا من مبنى في هطاي.
ولكن مع انتهاء عمليات الإنقاذ، يتحول التركيز على التعافي والمحاسبة.
فقد انهارت آلاف المباني خلال الزلزال، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان تأثير الكارثة الطبيعية قد تفاقم بسبب الإخفاقات البشرية.
واعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأوجه القصور في تعامل الحكومة، وقال خلال زيارة لمنطقة منكوبة “مثل هذه الأشياء كانت تحدث دائما.. إنه جزء من خطة القدر”.