روسيا وأوكرانيا: زعيم مجموعة “فاغنر” يتعهد بتسليم باخموت للجيش الروسي بحلول يونيو
- جورج رايت
- بي بي سي نيوز
تعهد زعيم مجموعة “فاغنر” الروسية بتسليم السيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية إلى الجيش الروسي بحلول الأول من يونيو/حزيران.
وادعى يفغيني بريغوزين، مؤسس “فاغنر”، أن قواته استولت على باخموت يوم السبت، بيد أن كييف قالت إنها لا تزال تسيطر على مناطق في المدينة.
وتقول أوكرانيا إن قواتها لا تزال تتقدم في ضواحي باخموت.
وقال بريغوزين إن قواته ستبدأ تسليم المدينة للجيش الروسي يوم الخميس.
وأضاف في تسجيل صوتي على تيليغرام: “سوف تغادر فاغنر (مدينة) أرتيموفسك اعتبارا من 25 مايو/أيار إلى الأول من يونيو/حزيران”.
وكانت باخموت، تُعرف سابقا باسم أرتيموفسك، تكريما للثوري السوفيتي، قبل أن تعيد أوكرانيا تسميتها.
وقال بريغوزين إن فاغنر أقامت “خطوطا دفاعية” غربي المدينة قبل التسليم.
بيد أن هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكرانية، أكدت مجددا أن قواتها ما زالت تمتلك موطئ قدم داخل المدينة وتتقدم في الضواحي، مضيفة أن “كثافة” تحركاتها تراجعت.
وكتبت لاحقا على تيليغرام أن القوات الأوكرانية لا تزال سيطر على “بعض المرافق الخاصة والقطاع الخاص في منطقة (ليتاك) بالمدينة”.
ويقول محللون إن باخموت ليست ذات قيمة استراتيجية تذكر بالنسبة لموسكو، لكن الاستيلاء عليها يمثل انتصارا رمزيا لروسيا بعد أطول معركة في الحرب الأوكرانية حتى الآن.
وركز مرتزقة “فاغنر” جهودهم على المدينة لأشهر، ويبدو أن تكتيكهم المكلف المستمر، والمتمثل في إرسال مجموعات من الرجال أدى إلى تراجع تدريجي لمقاومة كييف.
وشهدت الأيام الماضية ادعاءات متضاربة من الطرفين بشأن وضع باخموت.
وأصر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال حديثه في قمة مجموعة السبع في اليابان يوم الأحد، على أن باخموت “لم تخضع لاحتلال” روسيا.
كما هنأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مجموعة “فاغنر” بعد إعلانها أنها استولت على المدينة، وذلك في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم السبت، أدلى به بريغوزين.
وكان بريغوزين قد راهن على سمعته وسمعة قواته الخاصة عند الاستيلاء على المدينة.
وقال بريغوزين في تصريحاته الأخيرة: “إذا لم يكن لدى وزارة الدفاع (الروسية) ما يكفي من الأفراد، فلدينا الآلاف من الجنرالات”.
وكان قد انتقد مرارا كبار المسؤولين العسكريين الروس، واتهمهم علنا بعدم دعمهم لقواته، حتى أنه هدد الشهر الماضي بسحب قواته من المدينة إذا لم يجر تزويدهم بالذخيرة اللازمة بشدة.
ويؤدي الاستيلاء على باخموت إلى تقريب روسيا إلى حد ما من هدفها المتمثل في السيطرة على منطقة دونيتسك بأكملها، وهي واحدة من أربع مناطق في شرقي وجنوبي أوكرانيا ضمتها روسيا في سبتمبر/أيلول الماضي بعد استفتاءات، انتُقدت على نطاق واسع خارج روسيا ووُصفت بأنها مزيفة.
وعلى الرغم من ذلك عندما حاربت روسيا بضراوة بغية الاستيلاء على مدينتي سيفيرودونتسك وليسيتشانسك الصيف الماضي، استعادت أوكرانيا بسرعة مساحات شاسعة من الأراضي في أماكن أخرى.
وقالت الولايات المتحدة، في وقت سابق الشهر الجاري، إنها تعتقد أن ما يزيد على 20 ألف جندي روسي قُتلوا في معارك باخموت، وأصيب 80 ألفا آخرين، ولم تستطع بي بي سي التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.
وكان يعيش في باخموت قبل غزوها نحو 70 ألف شخص، بيد أن المدينة المدمرة لم يبق فيها سوى بضعة آلاف، واشتهرت في الماضي بمناجم الملح والجبس ومصنع ضخم للنبيذ.