روسيا وأوكرانيا: الاتحاد الأوروبي يقر عقوبات “أشد قسوة” على موسكو في الذكرى الأولى للحرب
أقر الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا، بعد مشاورات استمرت حتى اللحظات الأخيرة، وفق بيان صادر من الرئاسة الدورية للاتحاد والتي تتولاها السويد حاليا.
وجاء في البيان “معا جميعا، وافق الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة، تعد الأشد قسوة والأبعد مدى، لمساعدة أوكرانيا في الحرب”.
وأضاف البيان المنشور على منصة تويتر “الاتحاد الأوروبي يقف موحدا في صف أوكرانيا، والشعب الأوكراني، وسنستمر في دعم أوكرانيا طالما استدعى الأمر ذلك”.
وتتضمن حزمة العقوبات الجديدة، قيودا أشد قسوة على الصادرات، فيما يتعلق بالسلع ذات الاستخدامات المزدوجة، علاوة على عقوبات على المؤسسات التي تدعم الحرب، ونشر الدعاية الروسية، أو توريد المسيرات التي تستخدمها روسيا.
وقال دبلوماسي حضر اجتماعات الدول الأعضاء السرية، والمفاوضات التي دارت خلالها، “ما كان مطلوبا هنا هو توجيه رسالة بمدى توحدنا وتضامننا مع أوكرانيا، في هذا اليوم المميز”.
وتعد حزمة العقوبات الجديدة هي العاشرة ضد روسيا، منذ بداية الحرب العام الماضي، وقد تم تصميمها جميعا لتقليل القدرات الروسية على تمويل حربها في أوكرانيا، وحرمان موسكو من المعدات التقنية اللازمة، وقطع الغيار المطلوبة لصيانة المعدات العسكرية، والأسلحة.
وشملت الحزمة الجديدة إجراءات تستهدف شخصيات يقول الغرب إنها تروج للدعاية الروسية، وشخصيات أخرى تتهمها أوكرانيا بنقل أطفال أوكرانيين إلى روسيا، وشخصيات مسؤولة عن إنتاج المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا في الحرب.
واستهدفت الحزمة أيضا عددا من البنوك، وبينها بنوك خاصة – مثل بنك ألفا، وبنك تينكوف الرقمي – وتم استبعادها من نظام سويفت الخاص بالتحويلات البنكية، وبذلك يتم تخفيض حجم التجارة البينية بين روسيا وأعضاء الاتحاد الأوروبي بنحو 10 مليارات يورو.
هل تؤذي العقوبات بوتين؟
تحليل ساره راينسفورد – مراسلة بي بي سي في أوروبا الشرقية
هل هناك أي دلائل على أن العقوبات ستقلب قطاعا من الصفوة الروسية على بوتين؟
ليس من الواضح ما الذي سيتغير في الطريق الطويلة لحسابات بوتين، فهو الشخص الوحيد الذي يقود الأمر.
لقد كان الغزو خطة بوتين الكبرى، التي رسمها دون استشارة أحد سوى أقل القليل، ودون أي تقديرات أمينة، من قبل الشخصيات القريبة منه، كما علمنا.
إنهم يشعرون بالخوف من إخباره بالحقيقة، لذا تواصل شخصيات ترفض الحرب سرا، وبينهم وزراء في الحكومة، عملها الذي يدعم استمرار الغزو، وربما يبررون الحرب علنا، ويشجعونها.
ورغم أن روسيا لم تحقق نصرا سريعا في الحرب كما توقع بوتين، إلا أنه في الغالب سيتورط فيها أكثر بدلا من الانسحاب منها.
أعتقد أنه من السهل القول إن الشخصيات الثرية في روسيا، والذين اعتادوا قضاء أوقات ممتعة بالتسوق في لندن، أو التزلج في إيطاليا، لا يشعرون بالرضى عن تجميد أصولهم وحظرهم من السفر لدول الغرب.
حتى الخروج من روسيا أو الدخول إليها هذه الأيام، يعد أمرا صعبا، بالنسبة لهم، لكن ماذا يستطيع هؤلاء ان يفعلوا؟ إنه أمر مختلف تماما.